سياحة

مدينة كينغستون الكندية.. كتاب تاريخ مفتوح أمام السياح

الحقيقة – وكالات

 

المدينة الكندية تتميز بالمباني التاريخية المشيدة من الحجر الجيري والأزقة البديعية والفوانيس التي تعمل بالغاز، وبمينائها القديم والتّحصينات العسكرية.

على الرغم من أن مدينة كينغستون لا تتمتع بشهرة عالمية كبيرة مثل مدينتي تورنتو أو أوتاوا، إلا أنها كانت في يوم من الأيام عاصمة للمستعمرات الكندية، ولا تزال هذه المدينة الصغيرة تفتخر حتى اليوم بتاريخها العريق. ويشاهد الكثير من السياح في ساحة السوق بمدينة كينغستون كريس وايمان الذي يرتدي رداء باللون الأحمر ويتأرجح في يده جرس من النحاس ويقول “حفظ الله كينغستون، حفظ الله الملكة”، ولكن من هو هذا الرجل الذي يرتدي أيضا قبعة مميزة، تبدو أنها صنعت منذ فترة طويلة ؟. يعتبر كريس وايمان هو المنادي الرسمي لمدينة كينغستون التي تعد واحدة من أقدم المدن في كندا، ويقوم بهذه المهمة بتكليف من هيئة تنشيط السياحة من أجل زيارة المعالم السياحية بالمدينة، من خلال إلقاء الأبيات الشعرية والقصائد حول المباني التاريخية المشيدة من الحجر الجيري والأزقة البديعية والفوانيس التي تعمل بالغاز، والميناء القديم والتّحصينات العسكرية المنتشرة في المدينة. وتتمتّع مدينة كينغستون بتاريخ حافل حيث تعتبر هذه المدينة، التي تقع عند مصب بحيرة أونتاريو ونهر سانت لورانس، بمثابة المركز التاريخي للموالين البريطانيين في أميركا الشمالية، وبينما يمشي كريس وايمان مرتديا حذاء يرجع إلى عصر الباروك على الطريق المرصوف بالحصى أوضح قائلا “لدينا الكثير من الأحداث التاريخية ولا نعرف من أين نبدأ؟”. وبعد ذلك حكى كريس وايمان للسياح عن بعض الأحداث التاريخية الهامة، حيث شهدت مدينة كينغستون أول سوق للمزارعين في كندا، بالإضافة إلى بناء أول سجن كبير، مع افتتاح أول كنيسة إنغليكانية، وطباعة أول جريدة كما تم بها تأسيس أقدم جامعة. وخلال الفترة من 1841 إلى 1844 كانت كينغستون أول عاصمة للمستعمرات المتحدة في كندا، وفي وقت لاحق منحت الملكة فيكتوريا، شرف عاصمة البلاد لمدينة أوتاوا. وبمناسبة مرور 150 عاما على قيام كندا خلال هذا العام يمكن للسياح التعرف على التاريخ الاستعماري لكندا من خلال جولة لمدة ساعة بواسطة حافلات التروللي، وتتجه الرحلة إلى حديقة المدينة، وأشار كريس وايمان إلى مساحة خضراء يقف بها تمثال من البرونز وأضاف قائلا “كان من المفترض أن يتم هنا إنشاء البرلمان الكندي، ولكن النواب اجتمعوا في مستشفى كينغستون”. ويقف على النصب التذكاري أشهر أبناء مدينة كينغستون، وهو السير جون ماكدونالد، الذي يعرفه كل طفل في كندا، لأن صورته تظهر على فئة العشرة دولارات الكندية، وقد كان السير ماكدونالد أول رئيس وزراء للبلاد وحكم لمدة 19 عاما. ومع ذلك فإن حصن فورت هنري يعتبر من أبرز المعالم السياحية في مدينة كينغستون، وقد تم إنشاء هذه الحصن من الحجر بعد عقدين من الحرب البريطانية الأميركية عام 1812، من أجل صدّ أيّ غزو محتمل من الولايات المتحدة الأميركية، وفي ظل أجواء الطقس الجيد يمكن للسياح بواسطة المناظير مشاهدة الجيران في ولاية نيويورك الأميركية على الجانب الآخر من نهر سانت لورانس. وحاليا يندرج الحصن والمنطقة المحيطة به ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وعندما يدخل السياح إلى الحصن ينادي حامل الراية قائلا “انتباه! زوار جدد قادمون”، وفي تمام الساعة الثانية عشرة يقوم أحد الجنود بوضع شريط طويل من مسحوق البارود في المدفع، القابع على أسوار الحصن القوية، وبعد ذلك يحدث انفجار هائل، وتهتز الجدران وتتذبذب الأبواب الخشبية، ويتصاعد الدخان لأعلى إلى أن يتلاشى في الأفق، وهنا يشعر السياح بأنهم عادوا إلى السنوات الأولى من تاريخ كندا. 

قد يهمك أيضاً