سياحة

مالطا.. وجهة مثالية للاستمتاع بالبحر

الحقيقة – وكالات

 

وتقع مالطا في البحر المتوسط على طول الجزء الجنوبي من جزيرة صقلية الإيطالية، وتفتخر هذه الجزيرة بأنماطها المعمارية المختلفة والمزيج من الثقافات والتقاليد المتنوعة علاوة على معابد ما قبل التاريخ والخلجان السرية والأنشطة المائية المثيرة مع العديد من المعالم السياحية التي تستحق الاستكشاف. وما يغذي متعة السائح في مالطا تاريخ هذه الجزر التليد المغرق في القدم والغموض والألغاز.

ويصف خبراء السياحة مالطا بأنها تنسجم مع مزاج الزوار القادمين من أعالي البحار لزيارتها، وأكثر ما يمتع السائح دفء المناخ، فالشمس هناك تطل على السائح على مدار العام، ولذلك فإن المتع التي يكتشفها السائح في الجزر المالطية كثيرة وهي أفضل مثال لموسم سياحي متميز.

وتشتهر مالطا بتاريخ غنيّ ينعكس على معالمها الثقافية التي تعد بلا شك ضمن الأفضل في أوروبا، إذ تحتضن البلاد مجموعة من أقدم المباني في العالم التي تجذب الملايين من الزوار كل عام، ولا يفوّت الزائر إلى هذا البلد زيارة العاصمة فاليتا، والتي وإن كانت صغيرة نسبيا بالنسبة إلى العواصم العالمية الأخرى، فهي مصممة بشكل رائع ما يسهّل على السائح اكتشافها.

وتضم فاليتا الصاخبة النابضة بالحياة العديد من الأبنية ذات الطراز القديم ، كما أنها تزخر بالكاتدرائيات والقصور والحصون.

وتقع المدينة على شبه جزيرة جبلية بين اثنين من أفضل الموانئ الطبيعية في البحر المتوسط، ومن باب المدينة يمكن التوجه مباشرة إلى شارع الجمهورية الذي يؤدي إلى فورت سانت إلمو على شكل نجمة، كما يختار معظم السياح التوجه مباشرة إلى حدائق باراكا العليا، والتي تطلّ على مناظر رائعة على الميناء الكبير “غراند هاربور” الرائع الذي يبهر الزائرين منذ لحظة وصولهم الأولى.

وتعتبر أطلال المعبد الأرضي من أكثر المواقع الأثرية جذبا للزوار في جزيرة مالطا، وقد أُدرج في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، وهو عبارة عن مقبرة كبيرة تمتد على مساحة 5400 قدم مربعة تحت سطح الأرض، وهذا هو المعبد الوحيد في العالم الموجود تحت الأرض ويعود إلى حقبة ما قبل التاريخ.

ويتميز مشهد البحر المتوسط في هذه الجزيرة بروعة تفوق الخيال، لا سيما عند الحديث عن جمال البحر الأزرق في كل نقطة بالجزء الشمالي من البلاد، فالشواطئ مذهلة وجميع أنواع الأنشطة المائية موضع ترحيب للجميع، كما أن خلجان ميليها وغاجن وغولدن باي ليست إلا بعض من المنتجعات الشاطئية الأكثر شعبية في مالطا.

ولا يقتصر الأمر على هذا الحدّ فحسب في هذه الوجهة الجميلة، بل يمتد إلى السباحة والاسترخاء على الشاطئ، فضلا عن الغوص والاستمتاع بالطقس الرائع على مدار العام، حيث يمكن للزوار الاختيار من بين مجموعة متنوعة من الأنشطة بما في ذلك الطيران الشراعي وركوب الأمواج والتزلّج على الماء، ويمكن استئجار المعدات من معظم الشواطئ الرئيسية.

ولعل استكشاف الساحل وشواطئه الرملية والمنحدرات المثيرة للإعجاب في شمال الجزيرة على ظهر الخيل في وقت غروب الشمس مع خلفية من المناظر الطبيعية سيضيف إلى العطلة في مالطا متعة جديدة خلال الصيف.

وخسرت جزيرة مالطا الهيكل المعروف باسم “النافذة الزرقاء” الذي انهار مؤخرا لكونه واحدة من أشهر المعالم السياحية في مالطا، وهو عبارة عن قوس ضخم من الحجر الجيري بالقرب من خليج دويرجا على الساحل الغربي لمدينة غوزو، وهي بقعة شعبية بالنسبة إلى محبي رحلات القوارب والغواصين.

وحذر علماء الجيولوجيا منذ فترة طويلة من أن التشكيل الصخري الذي يقع على الساحل الشمالي الغربي لجزيرة جوزو يتآكل بسرعة، فيما منعت السلطات الزوار من السير فوقه.

مدينة مدينا هي العاصمة القديمة لمالطا، وتقع على قمة تلّ في وسط الجزيرة وتحيط بها العديد من التحصينات المثيرة للإعجاب. وتعد زيارتها فرصة مذهلة لمحبي التاريخ، إذ يشبه السير بين شوارعها رحلة إلى عالم القرون الوسطى، حيث الهندسة المعمارية المذهلة والكنائس القديمة ومجموعة من أفضل المطاعم في مالطا.

وتحلو زيارة هذه المدينة في الليل عندما تصبح أكثر هدوءا بعد رحيل الحشود السياحية، وتضاء المصابيح بين الممرات الضيقة القديمة التي تشكّل الشوارع الجانبية الجميلة، ولعل هذا هو الوقت الأمثل لاكتشاف هذه المتاهة من الأزقة وسط جو تاريخي   لا يقارن.

وتمزج سانت جوليان بين نجاح سحرها كقرية للصيد وكونها مركزا سياحيا تستقبل الآلاف من الزوار يوميا خصوصا في الصيف، وتعد كنيسة الأبرشية القديمة من المواقع التاريخية الشعبية فيها. كما يمضي الغواصون أيضا رحلة مليئة بالتشويق في استكشاف حطام السفن في مركز “دايف وايز”.

وتعتبر منطقة “باسيفي” محور الحياة الليلية لسانت جوليان حيث تضم مجموعة من المطاعم والحانات والنوادي لقضاء أفضل الأوقات .

وعلى الرغم من الحجم الصغير لجزيرة مالطا فإن التجول بين جميع معالمها الجذابة يحتاج لأكثر من يوم واحد، لذا يحتاج الزائر إلى اختيار مكان الإقامة المناسب هناك، حيث سيجد تنوعا في الفنادق من الفاخرة إلى المتوسطة والمناسبة للجميع.

ولعل الشيء المثير للاهتمام في مالطا هو أن السائح يمكنه التواصل بجميع اللغات؛ الفرنسية والفنلندية والسويدية والإسبانية والروسية وحتى البلغارية، حيث استقطبت الجزيرة الكثير من المغتربين من جميع أنحاء أوروبا جنبا إلى جنب مع آسيا والأميركيتين، لذلك فهي بوتقة ثقافية مثيرة للاهتمام.

ومثل لغتها اللاتينية المتأثرة بالإيطالية والفرنسية والإسبانية والعربية بشكل كبير، يتشكل الغذاء المالطي من مطبخ البحر المتوسط والمطبخ العربي، وتوجد مجموعة من المطاعم والمقاهي والحانات التي تقدم مختلف أنواع المأكولات المحلية التي تأثرت بتاريخ الحضارات التي مرت عليها. 

قد يهمك أيضاً