سياحة

ريميني أو روما الصغيرة تعود إلى منصة السياحة العالمية

 الحقيقة – وكالات

 

تشتهر ريميني الإيطالية بشواطئها الرملية الناعمة على البحر الأدرياتيكي بطول 15 كيلومترا، وقد بدأ الإقبال السياحي يعود من جديد إلى أقدم منتجع سياحي في أوروبا، وبدأت هذه المدينة تعيد اكتشاف نفسها على خريطة السياحة العالمية.

ويعمل فرانكو روسو مع شقيقيه في مطعم “لا بوتيه” في شارع أميرجو فيسبوتشي الفاخر، وأوضح روسو قائلا “منذ عدة سنوات بدأ النشاط السياحي يزدهر مرة أخرى، وعاد السياح إلى المدينة مثل الفترات السابقة”، ولكن الوضع قد تغير كثيرا؛ حيث تنتشر في الشاطئ الرئيسي مارينا سنترو العديد من الفنادق فئة أربع نجوم والحانات الأنيقة والنوادي الليلية والمحلات الراقية، ولا توجد أماكن الإقامة البسيطة إلا في الشوارع الجانبية.

ويعمل أندريا جناسي، عمدة مدينة ريميني، الذي لا يهدأ، على نشر روح التفاؤل في المدينة، وقد تمّ خلال يونيو 2016 إعادة تعيين عمدة المدينة، الذي يبلغ من العمر 46 عاما، في منصبه بعد خمس سنوات، وهو أمر نادر الحدوث في إيطاليا، ومن مقر إقامته الرسمية في قصر بلاسيو جارامبي ينطلق على دراجته ليجوب جميع أرجاء المدينة، ودائما ما يرفع شعار “التوقف عن إنشاء المباني الخرسانية وتشجيع المزيد من الثقافة”.

ومن شرفة مكتبه يشير عمدة المدينة جناسي إلى مسرح جالي، الذي يقع على الطرف الآخر من الميدان، وقد تمّ افتتاح هذا المسرح في عام 1857 على يد الفنان العالمي جوزيبي فيردي نفسه، ولم يتم استخدامه منذ 70 عاما؛ نظرا لتعرضه للقصف خلال الحرب، ومن المقرر أن تتم إعادة بنائه بالكامل خلال العام 2018، ومن المقرر أن يبدو من الداخل مثل مسرح “لا سكالا” في ميلانو.

وتشتهر مدينة ريميني باسم “روما الصغيرة” نظرا لما تزخر به من الآثار القديمة، وللحفاظ على الكنوز التاريخية بالمدينة القديمة يرغب عمدة المدينة في حظر سير السيارات بها أو العبور على جسر تيبريوس الروماني القديم، الذي تم إنشاؤه منذ أكثر من 2000 عام.

وبالطبع، يحظى فيديريكو فيليني مخرج فيلم “الحياة حلوة” بشهرة كبيرة؛ حيث أنه ولد بمدينة ريميني عام 1920، وبالتالي فإنه يعمل على زيادة السياحة الثقافية إلى المدينة، وينصبّ اهتمام المخرج العالمي على مجمّع المتاحف بالمدينة، وعلى مقربة من زاوية ميدان كافور يتم تجديد سينما فولجور، والتي كانت سببا في تعرف فيليني على السينما والتعلق بها، وبداخلها يتم عرض الرسومات والصور والملصقات الخاصة بمشاريع الأفلام، التي تم تنفيذها، والتي لم يتم تنفيذها.

وإذا رغب السياح في السير على خطى فيليني في المدينة، فمن الأفضل التوجه إلى فندق جراند أوتيل الذي يمتاز بواجهته البيضاء، والذي يعتبر الوجهة الأكثر سحرا على البحر الأدرياتيكي. وأوضح مدير الفندق فابيو أنجيليني أنه دائما ما يُقال إن فيليني هو سبب شهرة هذا الفندق، ولكنني أعتقد أن العكس هو الصحيح؛ حيث شاهد فيليني في عمر الثماني سنوات الاحتفالات المتألقة من بين سياج الفندق.

وعلى طاولة من الرخام تظهر رسالة بالفاكس من “كتاب الأحلام” الخاص بفيليني، وهو عبارة عن كراسة رسومات بها الكثير من الرسومات المثيرة في كثير من الأحيان، وتوجد النسخة الأصلية في متحف البلدية، ولم يتمكن فيليني من المبيت في الفندق، إلا بعدما أصبح مخرجا شهيرا، وكان دائما ما يستأجر الجناح الفندقي 315 المزود بأثاث فرنسي والستائر المزركشة.

ويبدو أن عمدة المدينة قد تمكّن من جعل أسطورة ريميني وأفكار فيلم “الحياة حلوة” مثيرة لاهتمام الجيل الأصغر سنا، من خلال مهرجان طعام الشارع والأنشطة والفعاليات الرياضية ومهرجان الليلة الوردية “لا نوتا روزا”، والذي يقام يوم 7 يوليو من كل عام. 

قد يهمك أيضاً