أعداد :علي المفوعر
كان منزلنا في مديـنة الثوره (الصدر) منبرآ للشعـر والأدباء يـتوافدون عليــه من كل صوب فوالدي هو الشاعر والباحـث الفلكلوري عبدالحسـن المفوعر الســوداني(رحمه الله) فكنت محظوظآ بالتعرف الى كبار الشعراء أمثال الحاج فاضل الصفار وملا جاسم الزيدي علي الخاقاني وأخرين وكان يـسرق نظري وحبي شاعر يتمتع بروح الشباب كثير الغزل والفكاهه من أبوذياته
كتلنــي اللابـس الجبـه وربطـه
ويهيض المسچ من زيجه وربطـه
عگلي شــلون أكـضنه واربـطـه
يـتسودن مـن تــمر حلوه عليـه
انه الشـاعـر قاسـم موسـى الفـرطوســي المولـود عـام 1940م فــي قـريـة الصحيــن وعلى جزره عائمه تســمى (شجه)حيث ينحدر من عائله تعيـش على الفلاحه والصيد وتربيـة الجاموس دخل المدرسة القحطانية الريفيـة الأبتدائية عام 1948 أنتقل بعدها الـى متوسطة المجر الكبير عام 1958 لينهـي دراستـه عام 1962 فــي دار المعلميـن العمارة وتم تعيينه في نفس العام في مدرسة أل فرطوس في قرية(الكبيبه)الواقعه في عمق الأهـوار وبالقرب من أهوار الحمار وفي عام 1969 أنتقل الى بغداد في مدرسة الجنيـد في الكرخ وقد هزه الشـــوق والحنيـن الى العماره مديــنة الأهوار والمضايف وصيد الأسماك حيث قال:
ونينـي عليــچ مايــبطل
وحگ مايـچ يل العماره
وصفـــا زادي ألي حنظـل
و گلبــي تـشتعل ناره
صـرنا بعيــــد يــاحلوه
أو واحد مـادرى بواحد
ســــوالفنا بگت ســلوه
أعدهن والگلب شـاهد
وأگولـن چنـه بالمشحوف
وبــهور الصحيــن انـطوف
بردي وگصب زاهي نشوف
وجوكات السمچ بالماي جراره
ونينـي عليــچ مايـبطل
وحك مايچ يل العماره
يـل العماره شسولفلچ
ماوصلتچ عنـي أخبار
لـوعنـي نيـام أهلــچ
مايدرون بيـه شصار
بيـه انـضربت الأمثال
بيدي جبت شلت الحال
مـن الثوره أشـد رحال
لهــويرة رجب والدمـع يـجاره
ونيني عليچ مايـبطل
وحك مايـچ يل العماره
أنتقل شاعرنا قاسم الفرطوسي الى مدرسة الأتحاد في مدينة الصدر بدرجة مدير ليكمل مشواره التعليمي فيها الى أن أحيل على التقاعد عام 1989
يـدهري بضلعي ظل أبرد وسوســن
وبعـدني أمـزوهر بحبهن وسوســن
عمت عينـي عفت خولـه وسوســن
شيـبــي والتـقاعـد عـم عـليــــه
أنشغل قاسم موسى الفرطوسي في البحث والتنقيب عن تراث الأهوار وأسراره وقدم روائع في هذا المجال من بحوث وكتب منها
1ـ أهوار في جنوب العراق (مخطوط)
2ـ الصيد في الأهوار طبع عام 2005
3ـ قاموس الأهوار طبع عام 2005
4ـ الأمثال الشعبيه في الأهوار (مخطوط)
5ـ زبد معدان ـ ديوان شعري في الغزل (مخطوط)
بالرغم من عيـــش الفرطوســي فــي بغـداد وأبتعاده عـن الأهوار ألا أنـه كان وفيآ لأنحداره الطبقي وعلى حد قوله لي الشرف أنا (معيدي) ومن قصائده الجميله يقول
چنت أزغيـــر وبفي المضيــف ألعب
(وچعابي) شحم وأبثــوبي أمـشكل
أبن فلاح مسـحاتـه تــشـگ الگـاع
وعلى متـونه الميـاسر خضرن سـنبل
أبــن صايود زين ويـلگـف الطايــر
وبعـد فالــة أبوي مـروشــنه وتهــشـل
أنـا أربات المجـر والمجـر يـعرفـنــي
وبــهــور الصحيــن هناك ألــي منــزل
وأنا بشاطي المجر چنت ألعب الشطيط
وألعـــب طـوط حيـــه أبـذيـل المعيـــل
وأنا بهورك يصيــكل غازليت البيـض
وگـضيـت أصـباي بأم جنـاغ أتـغـــزل
وأنا أربات المضايف والأشـن وحفيـظ
وأنـا ابـن الحضـاره وسـومري مصلصل
وتظل الچيـف حلوه بطارف ألسانــي
وحـچيـــها فشـگ لوچـلمتـي أتــزعـل
أنا معيــدي وأبـن معـدان وتـشـرّف
معدل للحچــي ولسانــي عيــب يــزل
الأبوذيه عند قاسم موسى الفرطوسي لها طعم خاص وروحية قل نظيرها ومن الجدير بالذكر أن معظم أبوذياته هي في الغزل ومنها
عليــله الروح هــي من شفـتها
وخليــة عسل تگطر من شفتها
يـقاسـم چيف حالك من شفتـها
شفتها وهاجـن جنونــي عليــه
يـطارش هاك علتــي مربيها
وعشرتي وياه صارت مربيها
مره أمها أتــشمــت مربيها
ومره أهل السـلف تدرم عليـه
حجه للصبح ياروحي حجــي
وشبابچ مايعود النوب حجــي
يصيحلــي بنات الطرف حجـي
وأنا زغيرون وألعب طوط حيه
جرحي من الهجر خزن وداده
عزيـــز ولاتــظن أنسـى وداده
محـد صاح لــي خويــه وداده
غـم الشيــب هو العمل بيــــــه
يـــــناري حيل بگليـبي صليبه
على الدنگ وراوانـــي صليــبه
يروحي بديـرهم طبــي صليبه
يـبلچي أنجيـلهم يعطف عليـــه
جميـله والجمال أشـلون فتـــنه
وألف رحمه لبو السماچ فـتنه
غـزانا الشيب عالستيــن فـتنه
لچن روح البشـر تـبگه طريـــه
الكبر والشيب همه العلي عمو
وگبلي هواي تالي العمر عمو
أنا شمگرب عليـه تـگول عمو
وچ يـاعم هـذا وأنا النار بيـــــه
