عاد الشاعر عام 1937م الى العمارة بعد تلقيه العلوم الدينية والأدبية على يد أساتذته من المراجع الدينية والأدباء في مدينة النجف الاشرف ليرفدها بما تزود به من علم وأدب . كان الشاعر كثير السفر والترحال فسافر الى مدينة (الاحواز) كثيراً لأحياء المناسبات الدينية والتي أهمها مجالس العزاء بذكرى استشهاد الامام الحسين ( علية السلام ) والقاء الخطب والمحاضرات الدينية هناك . ينتمي الشاعر الى عشيرة عريقة هي عشيرة العساكرة أحدى تفرعات عشائر بني خيكان التي تسكن قضاء سوق الشيوخ في محافظة ذي قار وقد هاجر والده مع عمه من سوق الشيوخ الى العمارة بسبب النزاعات العشائرية آنذاك .
انتقل الشاعر الى جوار ربه عام 1974م في مدينة العمارة بعد معاناة مع المرض .
أعماله:
للشاعر ديوان مخطوط مُعد للطبع مكون من 350 قصيدة في كل الاغراض ولكن الحصة الاكبر فيها للقصائد التي فيها مدح ورثاء للرسول الكريم وآل بيته الطيبين الطاهرين .
حاول الشاعر طبع ديوانه عام 1967م ولكن بسبب الاوضاع السياسية في العراق لم يتمكن الشاعر من طبع ديوانه .
*له أيضاً قصائد عن واقعة الطف ( شعر شعبي ) مخطوطة .
* شارك الشاعر في جميع المحافل الادبية والدينية.
* كان له دوراً مميزاً في النهضة الادبية في العمارة . ( رحم الله تعالى الشاعر المرحوم ملا حسين الحاج وهج والفاتحة لروحه الطاهرة )
حياته:
عاش الشاعر ملا حسين الحاج وهج حياة صعبة جداً نظراً لامتهانه مهنة الزراعة التي أمتهنها آباءه وأجداده , والتي كانت هي المهنة الوحيدة التي يعتاش منها الناس في ذلك الزمان . كانت الاهتمامات الاكبر لوالده هي الاهتمامات الدينية لذلك ظهر جلياً على حياة الشاعر شغفة بالحصول على العلوم الدينية والأدبية التي كان من الصعب الحصول عليها في ذلك الوقت وتمكن الشاعر من الحصول على العلوم الدينية والأدبية من خلال متابعاته المتواصلة مع الادباء ورجال الدين الافاضل ,فكانت مجالس الدين والأدباء لاتخلو من حضوره مثل مجلس الشيخ المرحوم عبد الغفار الانصاري ( رحمه الله ) والذي يعتبر من أقرب الناس للشاعر وله معه مواقف كثيرة دوّنَ الكثير منها في ديوانه .
في بداية عمرة كلفه الشيخ المرحوم ( كاظم السدخان ) شيخ عشيرة البهادل بتعليم الاولاد القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم فعمل على ذلك حيث وصل أغلبهم الى مواقع ( دينية وأدبية وعلمية ) متقدمة بمرور السنين فكان بعمله هذا أول أديب يقوم بتعليم أبناء قريته ونال بذلك الثناء والإعجاب من جميع الادباء ورجال الدين .
كان الشاعر يحيي المجالس الدينية التي تقام في العمارة وجميع أقضية ونواحي المحافظة من خلال إلقائه القصائد والمحاضرات الدينية وله في ذلك الكثير . تصدى الشاعر بتكليف من العلامة المرحوم حبيب العاملي (رحمه الله ) الى عملية التبشير التي قام بها المستعمرون الانكليز في ذلك الوقت وقد وقع الاختيار على ثلاث مشايخ كان الشاعر احدهم ومعه الشيخ عبد الغفار الانصاري , وله في هذا المجال مواقف عديدة أبرزها أن شخصاً اعتنق الديانة المسيحية بعد أن كان مسلماً وغير حتى اسمة فقام الشاعر بتوجيه قصيدة يهجوا فيها ذلك الشخص المرتد عن الدين الاسلامي ووصلت مسامعه فما كان منه الا أن حضر مجلسا للشاعر وأعلن على الملأ عودته لرشده وللطريق الصحيح لدينه الاسلامي بفضل هذه القصيدة وهي منشورة في مجلة الهدى عام 1928م .
تصدى الشاعر للإقطاع والإقطاعيين الذين كانوا يسلبون حقوق الفلاحين من خلال مصادرة محاصيلهم وتعبهم الذي كانوا يبذلوه على أراضيهم الزراعية فأنشد بذلك قصائد كثيرة يذم فيها حالة الاقطاع ويشكو حالة الفلاح وحالته تحديداً ومن أشهرها قصيدة طويلة نشرتها مجلة النهضة العراقية مطلعها:
رويداً يا أولي الامر اسمعونا ………. إذا عنا غداة تحققونا
اتخذنا من نبات الارض قوتاً……….فلم نشبع بمكسبنا البطونا
جهدنا زارعين بكل آنٍ …………. فلسنا في الزراعة ناجحينا
بذلنا النفس في جدٍ وجهدٍ ………وعند الحاصلات ( مفلسونا )
وكانت علاقاته القوية مع الادباء والمثقفين ورجال الدين هي من أهم العلاقات في حياته ومنهم العلامة حبيب العاملي والشيخ عبد الغفار الانصاري والشاعر الكبير شيخ الخطباء محمد علي اليعقوبي عميد الرابطة الادبية في النجف الاشرف والتي كان الشاعر أحد أهم أعضائها وكذلك الشاعر عبد الكريم الندواني والاديب خليل رشيد ……….. وله من القصائد الكثير في مدحهم ورثاء أمواتهم وجميعها منشورة في الصحف والمجلات ومحفوظة في ديوان الشاعر المخطوط .
اقترن الشاعر بامرأة من آل شبل ( الخزاعل ) أنجبت له ولدين وثلاث بنات وسار أولاده وأحفاده على نهجة فمعظمهم وصل الى مراتب عليا من العلم والمعرفة .
أبرز مايميز حياة الشاعر هو المعاناة التي كان يعيشها الشاعر بسبب ضنك العيش وقلة المورد المالي , فبالرغم من معاناته المادية كان لايدخر شيئاً من أجل الحصول على المعارف , عاش الشاعر معظم فترات حياتة في العمارة والتي كانت لواء العمارة .
ولم تكن له علاقة مع السياسيين الا القليل ولكنه مهتم جداً بالقضايا المصيرية للأمة العربية والإسلامية تجلى ذلك واضحاً في عدد من قصائده ومنها قصيدة ( أبناء يعرب وأحفاد قحطان ) نشرت عام 1948م على أثر نكبة فلسطين مطلعها :
أين الاباء بني قحطان والشيم …………..أين البسالة والإقدام والشمم
أين الاشاوس من قيس ومن مضر……….ماذا القعود ولم تنهض بكم همم
هذي فلسطين تدعوكم لنصرتها ……….مذ أن فيها سيوف الظلم تحتكم.
علاقاته الاجتماعية تمتاز بنقاوتها وصدقها وغلب عليها طابع الثقافة والدين وكانت اهتماماته تنحصر بالشعر والعلوم الدينية ,
ولكثرة أسفاره الى إيران لاحياء مجالس العزاء الحسينية كانت له علاقات حميمة مع الكثير من الاحوازيين والإيرانيين حيث كان التزاور بينهم كثيرا .
.رحم الله تعالى شاعرنا الكبير المرحوم الملا حسين الحاج وهج .