فنون

بصوته وبخلجات روحه الشفافة جعل له بصمة

حاورته : زينب عباس

 

*في البداية.. حدثنا عن بداياتك الغنائية في جيل الثمانينيات؟

-في البداية لا اعلم ان كان لدي صوت جميل ام لا، فعندما كنت طالبا في صف السادس الابتدائي كان مدرس الدين في تلك الفترة الاستاذ (عبد الجبار) كان يعلمنا التجويد فسأل من يمتلك صوتا عاليا، وله القدرة على التجويد، فكنا اثنان في الصف، وانا تعلمت عن طريق والدي، كان لديه شريط (ابو البكرة) فكنت استمع الى القراء القدامى، فتربت اذني على الاداء الصحيح، بعدها قمت بتجويد اية من ايات القران الكريم ،فقال لي: انت من الاصوات الجميلة ، لكن هواي لكرة القدم جعلني  انسى ان صوتي جميل فبقيت امارس كرة القدم في المناطق الشعبية، وادرجت ضمن النوادي البسيطة، منها نادي العمال الذي كان مشهورا في تلك الفترة، وفيه الكبار من اللاعبين، منهم (ناظم شاكر ).وبعدها انتقلت الى نادي الشرطة الرياضي .

 

*في هذا الفترة.. هل استمريت في الغناء ؟

– لا، في هذه الفترة، كانت الاغنية بعيدة عني، لاني لم افكر ان اصبح مغنيا، لكن بعد ان توظفت في احدى دوائر الدولة التابعة الى وزارة العمل التقيت بمطربين في نفس الدائرة  (صباح السهل) والفنان (قاسم اسماعيل )استمعا الى صوتي بالصدفة فقالا لي انت من الاصوات الجميلة، فتركت الدراسة وذهبت الى معهد الدراسات النغمية في الوزيرية، كان الفنان صلاح عبد الغفور متخرجا منه مؤخراً فاختبرت واحرزت الاول على الدفعة، وغنيت علما ان اللجنة في هذه الفترة كانت متكونة من (منير بشير/شعوب ابراهيم/سامي عبد الكريم…) .

*اول عمل غنائي قمت به ؟

-في البداية، ما كان يسمح لنا ان نقدم غناء انفراديا لانه كان هناك لجان لفحص النصوص، ولجان لفحص الاصوات واللحن لكن الاستاذ فاروق هلال عمل فرقة جماهيرية في تلك الفترة، وهذه الفرقة كانت تنشد اغاني تراثية واناشيد لحب الوطن، فقدمنا انا و(محمود انور…)  اناشيد ومهرجانات كثيرة داخل وخارج العراق، وكانت فرقة جماعية لا ترتبط بوزارة معينة ومن بعدها غادرنا الى خارج العراق، وبعدها انضممت الى فرقة المرحوم( منير بشير) الذي كان مؤسس فرقة التراث العراقي وكان معه الفنانة (مائدة نزهت و صلاح عبد الغفور….) وهذه الفرقة كانت تعنى باظهار موروث الغناء العراقي في خارج العراق ، وقد مثلت العراق في العديد من المهرجانات في (الصين وباكستان والبحرين والاردن وجكسلافية ).

 

*متى سجلت اول اغنية لك في التلفاز ؟ 

-في بداية الثمانينيات ، كانت الحرب الايرانية العراقية قد حرمتنا اول اربع سنوات من تسجيل  اغنية عاطفية خاصة الصغار في سن الغناء، فسجلت اول اغنية وطنية مع الفنان (محمود انور و افراح) في هذه الانشودة عرف الناس قدراتي الصوتية، فتفاعلوا مع هذه الاغنية التي اسمها (يا طفلة تلعب) لكن الاغنية العاطفية في سنة الـ٨٣  كانت ( يا طير ودي للحبايب سلام) وبعدها اخذنا الاستاذ طالب القرغولي  الى الاذاعة انا (ومحمود انور ) واول لحن اديته كان للملحن محسن فرحان في اغنية (لو صدك تردون عشرة ) .

*ما هو رأيك بالفنانين الحاليين هل هم يختلفون بالغناء عن الفنانين القدامى ام لا؟ 

-نحن كنا ملتسقين بالتراث العراقي وكل فنان اذا لم يرتكز على تراث بلده لم يستطع ان يقدم اي جديد،  فدرست في المعهد ان الموسيقى من الفنون الناقصة اي الفنون التي لا ترى بالعين المجردة وانما تنتقل عن طريق الاذن، فالاغنية تسمع قبل ان تشاهد لذلك الاغاني العراقية القديمة كانت تختلف عن الاغنية الحالية ولذلك سجلت على اسطوانات، كان السماع موجودا لكن لم يكن التلفزيون موجودا!، وفي بداية الـ٩٠ دخلت شركة سجلت للعديد من الفنانين العراقيين منهم (القبنجي /ناظم الغزالي..) فالفنان العراقي القديم هو عبارة عن جيل يسلم راية للجيل القادم ، (داخل حسن والقبنجي ..) سلما الى(عباس زيدان/رضا علي…)وبعدها (فاضل عواد/ياس خضر..) وبعدها(حميد منصور/حسين نعمة..) وبعدها (صلاح عبد الغفور/رضا الخياط ..) وبعدها(انا و كاظم الساهر …)  قدمت اغاني عديدة منها (على العنوان اكتبلك /يصبرني المايعرف قصتي / هي انتهت…) ومثلت في فلم غنائي وكان اول فلم غنائي في تاريخ السينما العراقية مع (شذى سالم /حسين نعمة..) ومثلت في مسلس وفلم، فالدراما ليست من اختصاصي لكنهم راوني ناجحا في الفن، فتم قبولي في المسرح والتلفزيون .

*اي من اغاني احمد نعمة مثلت حياته ؟

– اشهر اغنيتين نقلتاني من عيون المشاهدين الى قلوبهم هما (على العنوان/يصبرني ) واغنية غنيتها في التسعينيات هي (اشكرك واشكر شعورك) فهذه نقلتني الى مرحلة جديدة، خرجت من جو الاذاعة وصورناها خارج الاذاعة فهذه الثلاث اغاني مثلتني ونقلتني الى حياة اخرى خاصة (يصبرني )فاشترهت عربياً وغناها اكثر من فنان عراقي منهم( عادل عكلة …) .

*هل الفنان احمد نعمة يحن الى حلمه وهو (لعب كره القدم) ؟

_انا امارس الرياضة الى حد الان، لكن في هذا العمر لا استطيع الركض لمدة طويلة فأمارسها في البيت، استطعت ان احافظ على لياقتي وقوتي .

 

*اطفالك.. هل تريدهم ان يسيروا على نفس مسيرك  ام لا ؟

_حالياً عندي ( ولد وبنت) ابني في هولندا يدرس هناك ويغني ايضاً يحب الغناء ويريد الشهره فنصحته وقلت له ان لا تشتهر هناك الا من خلال بلدك فهناك الشهرة صعبة، فاتمنى ان يغني وينجح في الغناء ويسير على نفس المسير من بين هذا الكم الهائل من الاصوات والقنوات التي تبث الاغاني ففي زمني ليس هناك الكثير من القنوات الفضائية .

اما ابنتي فهي في مصر تدرس ايضاً، تعيش مع والدتها وزوجها لكنها بعيدة عن الفن .

 

*اخر اعمالك الفنية؟

_اخر اعمالي البومات لحساب وزارة الثقافة في سنة ٢٠١٣ لمهرجان بغداد عاصمة الثقافة فسجلت لكل مطرب البوما كما سجلت بعض الاغاني التراثية. 

*ايّ من الفنانين الحاليين تراه شبيها لك في  الاسلوب الغنائي ؟

_ليس هناك احد يشبه احدا.

قد يهمك أيضاً