الحقيقة/رحيم هاشم
مازلنا نرى من المفاجآت المثير ومن الحراك الثقافي الكثير، شاعرٌ عراقي بصري يشارك في مسابقة عربية كبيرة تقيمها دار النيل والفرات في القاهرة بتتريخ ٩/ ٩ / ٢٠١٨ وهي مسابقة شاعر وأديب النيل والفرات في دورتها الثالثة فيكون من حسن حظ هذا الشاعر البصري هاني أبو مصطفى أن يفوز بالمركز الأول على ديوانه، بهذا أوصاني والدي ثم يذهب إلى القاهرة ليأتي بدرع وجائزة النصر، إلا أنهُ لم يجد في وطنه من يقول لهُ مبارك لك هذا الفوز، ثم يبدأ بتشكيل وفد أدبي من مجموعة شعراء وفنانين وصحفيين ليقيم هناك في قاهرة الأدب مهرجاناً للإبداع والفنون يشارك فيه مئات الأدباء والشعراء من الوطن العربي، وكان الوفد مشكلا من قبل البروفسور الشاعر باقر الربيعي والشاعر علي الإمارة والشاعر سجاد السلمي والشاعر عبد راضي الشامي والشاعر مسلم مصارع والشاعر علاء المرقب والشاعرة سهاد سعيد والشاعرة انعام الشيخ والفنان زياد الهاشمي و الموسيقار عبد الكريم حميد نادر والشاعر جاسم العبيدي والصحفي طالب الحسيني والشاعرة المغتربة وسن عباس حتى إذا ما دخلوا قاعة المهرجان الذي حضره وزير مفوض الجامعة العربية الدكتور حيدر الجبوري والفنانة سميرة عبد العزيز كأعضاء إدارة المهرجان يُعزف في بداية المهرجان النشيد الوطني المصري والنشيد الوطني العراقي ثم يبدأ المهرجان بتاريخ ٢٣ / ١٢ ٢٠١٨ ذو الاربع ساعات بمحاضرة للشاعر علي الإمارة عن تجربته في القصورة النص والصورة فتلاقي اعجاب النقاد وبعد ذلك يبدأ رئيس الوفد الشاعر هاني أبو مصطفى كلمته عن العراق والوفد ليقدمهم واحداً تلو الاخر لقراءة نصوصهم التي تحمل أوجاع وطنهم. بعد ذلك يتقدم الوفد العراقي بأربع هدايا ثمينة الأولى تمثال السياب وقدّمها للوزير الجبوري، والثانية تمثال نصب الحرية وقدّمها لقيثارة الفن سميرة عبد العزيز ، والثالثة تمثال المتنبي وقدمها لمدير دار النيل والفرات الشاعر ناجي عبد المنعم، والرابعة الهدية المفاجأة للمصريين يقدمها طالب الحسيني وهي عبارة عن مجلات مصرية تجاوز عمرها القرن مع قصيدةٍ وكلمة. حتى يختم المهرجان بتكريم العراقيين بشكل يختلف عن أي تكريم ومن ذلك منح الشاعر هاني أبو مصطفى درع لقب شاعر القطرين لما قام به من تنسيق رائع وإعداد كبير لهذا المهرجان فهو صاحب فكرته، ثم قام وزير الجامعة العربية للشؤون الفلسطينية الدكتور حيدر الجبوري بدعوة الوفد العراقي على وجبة عشاء في إحدى المطاعم الكبيرة على هيئة أمسية شعرية. واستمرّ الوفد بحسب البرنامج الذي تم تنسيقه من قبل هاني أبو مصطفى ليتوجه لإقامة أمسية احتفائية من قبل اتحاد الأدباء والكتاب المقر العام في الزمالك في فضاء نخبوي بين شعراء مصر والعراق مع أجمل ترحيب وحفاوة يقوم بها نائب رئيس الاتحاد مختار عيسى ومسؤول العلاقات العامة منصور شاهين وفي اليوم الثالث من رحلة الثمانية أيام يقيم الوفد أمسية شعرية في صالون الدكتور الناقد عبد الناصر هلال في حضور كبار الأدباء من مصر والسعودية كالشاعر أحمد الحربي وبحضور وزير الثقافة الأسبق الدكتور شاكر عبد الحميد. ولم يتوقف الوفد العراقي بل راح يقيم أمسية شعرية في مطعم الدمشقي على ضيافة الشاعرة وسن عباس مديرة مؤسسة الوسن الثقافية وقد التقى هاني ابو مصطفى وطالب الحسيني بشيخ النقاد على وجبة عشاء وحوار اخذ من الوقت ثلاث ساعات وقد أبدى الدكتور صلاح فضل إعجابه بالوفد العراقي وطرح عليه هاني أبو مصطفى مشروعاً سيقوم به في مصر عما قريب فاستحسنهُ صلاح فضل، وأعجب به وكان من برنامج الوفد أن أقيمت مقابلة تلفزيونية مع الشاعر سجاد السلمي للحديث عن أهمية المهرجان الذي كان على شرف الوفد العراقي ولقاء إذاعي في صوت العرب، الإذاعة الرسمية للدولة مع الشاعر هاني أبو مصطفى والشاعرة وسن عباس للحديث أيضا عن قيمة المهرجان الدولي الأول للإبداع والفنون وهنا يمكن أن أقول، إن ما قدّمهُ هذا الوفد من نجاح في الوسط الأدبي العربي في القاهرة كبير جداً لم يُخسّر الدولة ديناراً واحداً لأن أعضاء الوفد سافروا على حسابهم الخاص للتعبير عن مشاعرهم الوطنية ولا أظن أن عزف النشيد الوطني لهذا الوفد بالأمر الهيّن فضلاً عن التكريمات المعنوية التي حصل عليها من كبار النقاد والمثقفين فعاد الوفد في ٢٨ / ١٢ / ٢٠١٨ وهو يحمل بهجةً وتقدماً لبلاده، فالشاعر هاني أبو مصطفى الحاصل وفق المسابقة على لقب شاعر النيل والفرات ولقب شاعر القطرين لاعداد المهرجان بصيغة رائعة مازال يحمل لنا المفاجآت من المهرجانات العربية الكبيرة بناءً على علاقاتهِ الواسعة وتعاملاتهِ الدقيقة. علماً ان الوفد تكون من أربع محافظات البصرة والناصرية والسماوة وبغداد وقد احتفى منتدى أدبيات البصرة به بتاريخ ١٦ / ١/ ٢٠١٩ .