اراء وأفكار

سَتَّار شَدَّة وَرد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خيون التميمي

 

إن أحد أهم أسرار ديمومة الحزب الشيوعي العراقي، شهداؤه، وإصرار رفاقه على بقائه، رغم محاربتهم من قبل قوى الظلام والدكتاتورية. ولقد تعددت أشكال الحرب ضد الحزب الشيوعي العراقي، فلقد عانى منتسبو الحزب من السجون والاعتقال الكيفي وذاقوا شتى أنواع التعذيب لانتزاع اعترافاتهم ضد رفاقهم و البراءة منهم.

إن مقاومتهم لهذه الظروف قد  أوصلتهم في أحيان كثيرة حد الاستشهاد أثناء التعذيب الوحشي، فالشيوعي بطبعه يقاوم جلاديه ليحفظ كل معلوماته التي تخص تنظيمه وأسماء رفاقه.

 وما جريمة انقلاب شباط الأسود الذي جاء بالفاشست البعثي – القومي الا خير مثال على الهجمة الشرسة التي تعرض لها الحزب الشيوعي العراقي من قبل قوى الظلام والرجعية ، ناهيك عن المحاكم الصورية القرقوشية التي توزع أحكامها كيف ما يرتئي الحاكم والتي تتوجت أخيرا بجملة  ( من أبو عكال ولليمين مئة سنة قسموها ابيناتكم). وما حدث في الطريقة التي استشهد بها الخالد سلام عادل و رفاقه إلا دليل على همجية ووحشية النظام القمعي في قصر النهاية .

وبعد انقلاب  ١٧ تموز ١٩٦٨، إستخدم البعثيون الاغتيالات والتصفيات البدنية في الشارع بوضح النهار، فلقد اغتيل كل من الدكتور مسلم في البصرة، والرفيقان ستار خضير ومحمد الخضري، وسلسلة من الاغتيالات التي نفذها جهاز حنين سيء الصيت، ذلك الجهاز الذي أسسه المجرمان صدام حسين وناظم كزار.

إن الشهداء قناديل الحزب التي يهتدي بنهجهم رفاقهم من بعدهم وباصرار من أجل إكمال مسيرة الحزب في بناء وطن حر وشعب سعيد.

واليوم نرى أن الشيوعيين يحتفلون مستذكرين رفاقهم الشهداء في ذكرى استشهادهم، فلقد تم اعتماد يوم خاص للشهيد الشيوعي يجري الاحتفال به في كل منظمات الحزب  الى جانب الاحتفالات الفردية بذكرى استشهادهم.

واليوم يحتفل الشيوعيون وذوو الشهيد ستار خضير بذكراه العطرة ذكرى استشهاده الخمسين عندما تصدى للعصابة  البعثية التي وجهت نيران أسلحتها نحو صدره في شارع فلسطين في التاسع والعشرين من حزيران العام1969.

وعلى هامش الاستعداد للاحتفال بهذه الذكرى العطرة والتي تتمثل بمرور نصف قرن على استشهاد الرفيق ستار خضير، إتصل بي  الصديق العزيز فلاح الحيدر( أبو سامر) طالبا مني  أن أنسق مع  أخي وصديقي الشاعر المبدع فالح حسون الدراجي من اجل كتابة أغنية وطنية عن الشهيد البطل( أبو مي) . والشاعر الدراجي غني عن التعريف، إذ كتب مبكرا أغنية (ستار شدة ورد … محمد بيابي العين ) التي قدمت في الذكرى الأربعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي عام ١٩٧٤، ولقد تم تقديم الأغنية الجديدة في اليوبيل الذهبي الذي أقيم في لوند السويد نهاية حزيران 2019.   

لقد تواصلت مع أبي حسون منذ شباط الماضي وتحدثنا طويلا عن الذكرى وعن أغنية ستار شدة ورد، وأغاني شهداء الطريق، وأوبريت إنت باجر وإنت أمس، واتفقنا سويا على أن يقوم أبو حسون بكتابة الأغنية المشار إليها.

ولقد أخبرت أبا سامر عن استعداد الشاعر الدراجي وسروره  للمساهمة في الاحتفالية بعمل أو عملين وبالفعل أرسل لي أبو حسون المقطع الأول في اليوم الثاني.

وكان وقتها في كاليفورنيا لزيارة عائلته كونه يقيم في العراق. اكتملت القصيدة وجرى الحديث عن من سيلحنها ومن سيؤديها، وكان رأيه أن تكون اما من الحان الفنان الكبير كوكب حمزة أو الفنان الكبير طالب غالي، إتصل أبو حسون بالملحن الكبير(ابو لنا) طالب غالي وقد اتفق معه على تلحينها،بينما تم تكليف الفنان  آشور المهنا بادائها مع مجموعة من المنشدين. وكان من المفترض أن نحضر أنا والشاعر فالح حسون الدراجي الى السويد لكن مصادفة الاحتفالية مع موعد مؤتمر القوى المدنية في النجف قد أعاقني عن السفر الى السويد بعد أن كلفتني تنسيقيات التيار الديمقراطي في الخارج أن أمثلها في هذا المؤتمر الذي أقيم يوم 29/6 وهو نفس اليوم الذي أقيمت به احتفالية السويد، الأمر الذي حرمني من حضور الاحتفالية.

 

وهذه كلمات الأغنية:

 

خمسين عام انكضن ….. ويكظن بعد خمسين

وستار ذاك الجرح ……. ما دنك لسجين

وبين الفخر والأسى……. انغنيلك بكل مسه 

ستار شدة ورد      …….. محمد بيابي العين

                      ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

من الجنوب النقي………. من روعة الأشياء

من غربة الصابئة ……… من دمعة الكحلاء

ستار خبز وملح  ………. ليل ومنافي وجرح

إسأل عليه الفلح ………..  واسأل حراثي الطين

خمسين عام انكضن ……  ويكضن بعد خمسين

           

            ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

 

من واقع الملحمة …..      من شارع فلسطين

صورة التقطها الزمن…… بالتسعة والستين

صورة عصابة وموت ….  شاب وقضية وصوت

والنار من كل كتر ………  والدم بالحياطين

 

         ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

 

يا مي ابوج الجبل ……..  ماطاح طيحتهم

يركض وراهم ركض …… وبصدره جيلتهم

من صاح هز السمه ……. والموت بيه احتمى

يحيا نضال الشعب ……… يحيا الشيوعيين

خمسين عام انكضن …….. ويكضن بعد خمسين

وستار ذاك الجرح ……… ما جامل السجين

وبين الفخر والأسى …….. نغنيلك بكل مسه

ستار شدة ورد      ……..  محمد بيابي العين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هكذا هم الشيوعيون لا ينسون شهداءهم، يمجدونهم ويقتدون بمسيرتهم وعلى نفس النهج، ليكملوا مسيرتهم من أجل غد أفضل لأبناء العراق، وبناء وطن العدالة الاجتماعية  ( وطن حر وشعب سعيد )

المجد لشهداء الحزب 

المجد للشهيد البطل ستار خضير( ستار شدة ورد ).

قد يهمك أيضاً