اراء وأفكار

احذروا الفتنة!

فاضل المعموري

كم فرحنا في تلك اليومين الماضيين ونحن نفتح اعيننا على صور ومقاطع فيديو تترجم التلاحم والمحبة بين اطراف الشعب الواحد بعيدا عن الطائفية المقيتة. تلك المشاهد الرائعة والتي تشعرنا بالفخر والفرح رغم حزن المناسبة ابطالها رجال حقيقيون ووطنيون قد حركهم ذلك الانتماء العميق للعراق العظيم ومن ابرز هؤلاء الابطال هو ذلك الشاب الذي يوحي اليك بالشموخ والطيبة ونقاء السريرة يخرج من بين ازقة الاعظمية بخطى واثقة وهو يشق جموع الزائرين ليقف في وسط الشارع الرئيسي يتوشح لافتة وضعت على صدره صغيرة في حجمها كبيرة في معناها كتب عليها عبارة ما اروعها؛ (أنا سني احب اخي الشيعي). وكم تركت هذه الكلمات اثرا ايجابيا في نفوس الزائرين الذين يمرون بقربه حيث قام الكثير منهم باحتضانه وتقبيله وحتى التقاط الصور معه افراد ومجاميع وعوائل وانت تقرأ على وجوههم اشارات امل بان الغد افضل وان لا شيء سيفرقنا. ولكن هذا التلاحم والمشاهد الموحدة يبدو انها لا تعجب الكثيرين ممن يرتزقون على التفرقة والطائفية المقيتة، فراح بعضهم يطلق الاشاعات كما نقل لي احد الاصدقاء الذين كانوا يؤدون مراسيم الزيارة في بغداد وهو يقسم لي بانه شاهد نفس الحالة تتكرر على اكثر الجسور التي مر عليها وهي تحمل نفس الخطة ونفس الهدف من خلال نشر الاشاعة من فوق الجسر، خاصة حين يكون عدد الزائرين كبيرا ومزدحما ولا مهرب لهم غير طريق الارتماء في نهر دجلة. فيصرخ احدهم ان هناك حزاما ناسفا فيشعر الكثيرون بالخوف والهلع فيثير ذعر من حوله فيحدث هرج ومرج فيرمي الشباب انفسهم من اعلى الجسر الى نهر دجلة. ويردف قائلا والحديث لصديقي ان الكثيرين من الناس وخاصة النساء والاطفال يسقطون من التدافع تحت الاقدام وقد تأذى الكثيرون منهم. ولان الخطة لم تنجح كما خطط لها الا عند بعض الزائرين ففكروا بافكار اخرى وربما هي الخطة {B} الجاهزة سلفا لشق الصف وزرع فتنة الاقتتال بين مكون على مكون اخر، فنجحوا في اضرام النار في مبنى الاستثمار التابع الى الوقف السني وساعدهم في ذلك بعض السذج والجهلة من الزائرين المندفعين ورغم ان بعض الزوار قد منعهم والاخر قام بضرب من صعد فوق سياج البناية بالحجارة وهذا ما اظهرته فعلا بعض مقاطع الفيديو التي عرضت على شبكات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك). فلنترك جانبا بعض الاسئلة التي دارت في اذهان الكثير من العراقيين مثل اين حرس البناية عندما حدث الاعتداء ولماذا هذا التوقيت بالذات؟ والاهم من ذلك لماذا لم يكن الاعتداء على البناية الرئيسية للوقف السني وهي ايضا على الطريق الرئيس للزارين..؟
لكن السؤال الاكبر هم السياسيون الطائفيون الذين كانت ابواقهم جاهزة وهم معروفون، فهم يظهرون في وقت الازمات التي تزيد الشارع العراقي تفرقا واشتعالا، يساعدهم في ذلك بعض الجبناء من خلف الكيبورد مهمتهم صب الزيت على النار، ويعزفون على وتر الطائفية المقيتة ليرقص عليه بعض السذج ويطبقون المثل القائل (على حس الطبل خفن يا رجليه) الى اين تذهبون بنا يامن فتحتم دكاكين التفرقة؟ يامن تتبخترون على جثث شهدائنا وترقصون على اهاتنا وجراحاتنا.. الا يكفيكم ما صنعتموه بنا؟ الا يكفيكم حال البلد وما اوصلتمونا اليه..؟ كفاكم تتفقون في الليل وتبثون سمومكم بالنهار… كفاكم طائفية كفاكم فتنة… كفاكم فتنة… كفاكم فتنة الا لعنة الله عليكم يامن ايقظتم الفتنة النائمة. انا لا استثني احدا من السياسيين ومن كل الاطراف فقط استثني من هم يقاتلون حقا في جبهات القتال.

قد يهمك أيضاً

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والإعلان