اراء وأفكار

الحكومة وواجبها

 الأخلاقي والقانوني تجاه مواطنيها

طارق العبودي

توجد حكومات ترفع من قيمة ومعنوية مواطنيها من خلال توفير كل وسائل التطور والرقي وسبل الراحة والاطمئنان والاحترام وتوظيف كل ما انتجه العقل البشري من علوم وابتكارات وتكنلوجيا لخدمته ..

وهذا بالحقيقة هو ترجمة صادقة للرسالة والمسؤولية الاخلاقية والقانونية للحكومة تجاه مواطنيها ..

وبالمقابل نرى المواطن يؤدي ما عليه من واجبات بكل حرص وامانة والتزام بالقوانين واحترامها واداء المسؤوليات التي عليه بكل اخلاص وتفان، هذا ما نراه ونشاهده ونسمعه في أغلب دول العالم ..

لكن هذه البديهية وهذه الثوابت مغايرة في بلدنا ، فلا تهتم الحكومة بكرامة وراحة وحقوق المواطن ولا توفر له ابسط المستلزمات الانسانية وخصوصاً موضوع الجانب الصحي الذي يشغل بال الجميع ..

حيث اصبح المواطن العراقي عند سفره للعلاج او لاي سبب اخر الى اية دولة اخرى ينظر اليه هناك بتعال وسخرية واستخفاف وحالة من التهكم بسبب ضعف الحكومة واتهامها بالفساد وعدم توفير مستلزمات العلاج الكافي لمواطنيها من اجهزة طبية او ادوية أو رعاية صحية بالاضافة الى جشع الاطباء وانعدام ثقة المواطن بالطبيب العراقي وضعف امكانياته العلمية لعدم اطلاعه على ما أنتجه العقل العلمي في العالم من ابتكارات وتقدم في الجانب الطبي وكذلك ممارسة البعض حالة الابتزاز تجاه المريض ..

كل هذه الوسائل وغيرها دفعت الاغلبية اضطراراً للسفر خارج العراق للعلاج ..

وهذه الظاهرة المؤلمة تتحملها الحكومة بكل اجهزتها وخصوصا وزارة الصحة وبعض اطبائها الجشعين عديمي الانسانية والرحمة الذين يتاجرون بصحة المريض من خلال استغلال وممارسة وسائل الابتزاز والجشع معه ..

أما الجانب الآخر الذي يستنزف أموال أغلب العوائل فهو موضوع التعليم من خلال ضعف وتخلف التعليم في المدارس الحكومية وانعدام جميع المستلزمات الضرورية لحاجة الطالب من بناية حديثة ومرتبة وانعدام الدورات الصحية في أغلب المدارس بالإضافة إلى تهالك الرحلات وانعدامها في بعض المدارس واكتظاظ الصفوف بالتلاميذ عن الحد المقبول وعدم وجود وسائل تدفئة في الشتاء وتبريد في الصيف.. كل هذه الأسباب وغيرها دفعت أغلب العوائل إلى تسجيل ابنائهم في المدارس الأهلية ذات الاجور العالية جدا وهذا مايضيف أعباء ومعاناة إلى ما تعانيه العائلة العراقية من هموم ومشاكل اقتصادية واجتماعية ونفسية …هذا الواقع المرير أنتج قطيعة وعدم رضا بين المواطن والحكومة وخلق حالة ظغينة وعداء وعدم انسجام …

قد يهمك أيضاً

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والإعلان