سامي كاظم فرج
حين نتحدث عن المحاصصة فمن المؤكد ان الحكومة ستغض الطرف والسبب هو انها لا تستسيغ هذه التسمية بل تحبذ التسمية الملفقة (الشراكة الوطنية) فنحن على الطرف الاخر (الشعب) وبغض النظر عن التسميات ان كانت (محاصصة) او (شراكة وطنية) او (شراكة غير وطنية) او (شراكة في السراء والضراء) او (احنه دافنيه سوه)..نقول..نعم هذا الشعب الذي هو الشعب العراقي الذي يعيش في بلد يمتلك اكبر ثاني احتياطي نفطي في العالم يريد ان يكون..من دون ان يتفضل عليه احد من السياسيين الذي شبع (مكيفات) و (سبلتات) وشبع (مولدات كاتمة) كما هو حال المسدسات الكاتمة..!! وشبع املاء رغبات..ففي اي غفلة يداهمه انفعال نتيجة موقف او تصريح صدر من احد (شركائه الوطنيين) و تجاوز على مشاعره (الديمقراطية..الوطنية..المحاصصاتية) فإنه سيبلغ سكرتيره الخاص بالاتصال بالخطوط الجوية العراقية لحجز طائرة تقله الى جزر (الواق واق) للاسترخاء والنقاهة..!!! الشعب يريد حقه من دون ان يمن عليه احد فيطرح مقترحاً لشمول الفقراء (برعاية وعطف) الحكومة والبرلمان..الشعب يتساءل الى متى سيدوم الفقر في جسده لكي يبقى (القادة) يتصدقون عليه والى متى ستبقى (المكرمات) و (الهبات) و (الصدقات) تنهال للشعب من مال الشعب..؟!! يبدو ان احد المنظرين لم يكن مخطئا حين قال (ان اخطر الناس على الطبقة العاملة هم الخارجون من صفوفها المتنكرين لحقوقها وصفوها ونقائها..) . فهذا ما نراه اليوم على ارض الواقع فالنسبة الطاغية من سياسيينا والممسكين بمفاتيح القرار والجالسين على (الكراسي الذهبية) كانوا من الطبقة التي شبعت قهراً واضطهاداً وتهميشاً فأصبح (واحدهم) (يتغدى) في المنطقة الخضراء و (يتعشى) في لندن التي كان يراها في الاحلام والتلفزيون فكيف به سيحس بمعاناة الذي يخرج مبكراً للتسول وكيف سيحس بالذي يعيش في بيت نصفه من (تنك) والاخر من (طين) ولا يفكر بالكهرباء لانه لا يعرف شكل (الوايرات)..؟!! يا ايها الذي خرج من رحم معاناة الشعب وتبوَّأ (الكرسي) وصار همه وغمه لكي (يلفط) المزيد ويتمتع بالامتيازات والسلطة التي ما كان يحلم بها ولكن (المحاصصة) هي (الطامة الكبرى) حذار من الشعب ايها الذين من المفترض ان يزول (النقص) القابع في عقلكم الباطن وان تبرأوا من هذا (الشعور) القاتل هل وصلكم نداء الشعب الذي يعبر عنه كل شيء في الشارع والبيت والدائرة فالشارع العراقي بدأ (ينطق) لفرط الزحام و (الحفر) والنفايات والاسلاك المتدلية..والبيت الذي ضاق ذرعاً بأعداد العاطلين الذين بحاجة لمأكل وملبس..والدائرة التي فقدت رشدها ونفدصبرها من كثرة الراشي والمرتشي و..و..
لقد كنت استقل سيارة اجرة فكان السائق مستاء من الزحام المروري الذي يقول عنه بأنه مجرد ايذاء للمواطن وحسب..وعن الحفر (المتوفرة) في جميع شوارع عاصمة ثاني دولة نفطية في العالم وعن السيطرات التي غالبها تحمل اجهزة كشف المتفجرات التي لم نعلم اين رسى (ملف فسادها) الاكبر والذي اثبت بالدليل القاطع بأنها عاجزة عن كشف (ديناصور)!!
ثم عرج هذا السائق على السياسة التي لا احب التحدث بها..
ثم بدأ منفعلاً لانه لم يجد تجاوباً مني..حاولت تهدئته وحسم جميع الخلافات حول جميع القضايا (العالقة) بالقول:الله كريم الحكومة عازمة على معالجة جميع هذه الامور قريباً ان شاء الله.
فالتفت الي والشرر يتطاير من وجناته وكأنني المسؤول الاول عما يحدث في العراق..ثم قال..ليش هي اكو حكومة..؟!!