الحقيقة – وكالات
إن القيام بجولة وأنت في منطاد الهواء الساخن في ساعة مبكرة من الصباح تجربة تملؤها الإثارة والمتعة تتيح فرصة الاستمتاع بمشاهدة الأقصر ومعالمها التاريخية. كما أن مشاهدة شروق الشمس وأنت تنساب بالمنطاد فوق السحب هي بالفعل متعة تستحق الاستيقاظ في ساعة مبكرة لمشاهدة الشمس وهي تلقي بأشعتها الذهبية على المعابد ذات الجمال الرائع المهيب وتضيء الضفاف الخضراء على جانبي النيل من المشاهد التي لا تنسى.
رصد خبير سياحي مصري إقبالا كبيرا من السائحين على رحلات المنطاد في الأقصر. وتعتبر هواية ركوب المنطاد من المهن السياحية التي تكاد تنفرد بها مدينة الأقصر المصرية التي تضم بين جنباتها نحو ثلث الآثار المصرية وسدس ما يملكه العالم من تراث إنساني، ويقبل السياح بشغف على هذه التجربة لما فيها من المتعة والإثارة.
وقال محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحي للأقصر، إنه كصاحب شركة سياحية، أصبح يواجه مشاكل يومية في عملية حجز رحلة بالون لأعضاء مجموعاته السياحية.
وبحسب مصادر في الاتحاد المصري لشركات المنطاد، فقد زاد عدد الرحلات اليومية للبالون الطائر في سماء الأقصر، بشكل كبير، وبات معدل الرحلات اليومية ما بين 12 و18 رحلة تقل قرابة 360 سائحا يوميا في جولة فريدة فوق معالم المدينة.
وبحسب قول الخبراء السياحيين فإن “هواية ركوب المنطاد تعتبر من المهن السياحية التي تنفرد بها الأقصر ما يجعل السياح يقبلون بشغف على تلك التجربة لما فيها من المتعة والإثارة”.
ويقول أحمد عبود رئيس شركة “سندباد” للمنطاد وهي أول شركة مصرية متخصصة في هذا المجال، إن “هذه الرحلات الفريدة تقوم بتنظيمها والإعداد لها شركات متخصصة في هذا النمط من الأنماط السياحية الحديثة”.
وأضاف “تبدأ رحلة السائح مع المنطاد في الساعات الأولى من الصباح وقبل بزوغ الشمس، حيث يعبر السائح النيل من مكان إقامته في الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية، حيث يقف المنطاد الذي ينتقل بالسائح عبر المزارع والحقول الخضراء المؤدية إلى وادي الملوك حيث مقبرة توت عنخ آمون ومعبد الملكة حتشبسوت ووادي الملكات، حيث مقبرة الملكة نفرتاري جميلة الجميلات في أسفل وأعالي جبل (القرنة)، كما يستمتع برؤية الأقصر بآثارها وفنادقها ونيلها وريفها من فوق أعلى قمة في الجبل، ثم يهبط بالمنطاد ثانية بعد أن يكون استمتع بجمال وخضرة بين حاضر جميل وحضارة أجمل”.
ويوضح عبود أن الرحلة تنتهي بالرقص والضرب بالدفوف، ثم يعود السائح على قدميه في أحيان كثيرة، فيشاهد في الطرق المفروشة باللون الأخضر الأسر والعائلات الريفية المصرية ومنازلها وعاداتها وتقاليدها، ويتبادل معهم التحية والابتسامة والحديث، وكثيراً ما يأكل من طعامهم ويشرب من شرابهم، وهو في سعادة غامرة بما لاحظه من الطباع المصرية وما يتمتع به المصريون من كرم ضيافة ودعابة وحسن استقبال.
وحول سياحة المنطاد يقول عبود “المنطاد نجده دائماً في السماء، كالطير يحلق مع الهواء، وله شكل معروف، ودائماً ما نتساءل ممّ يتكون؟ وكيف يطير؟ ومن يقوده؟ كما أن لقيادته فناً ومواصفات، لكي يجد راكبه متعته الحقيقية، عندما يشاهد معالم المدينة من خلاله”.
ويوضح رئيس شركة “سندباد” أن “المنطاد يتكون من كيس من مادة خفيفة متينة مملوءة بغاز أخف من الهواء، ويصعد إلى أعلى إذا كان مجموع وزنه ووزن الهواء الذي يحتويه أخف من وزن الهواء الذي يزيحه، ويزن غاز الهليوم الذي يستخدم عادة لهذا الأمر نحو 15 بالمئة من وزن الهواء، ويزودنا ذلك بالقوة الرافعة المطلوبة. ونظرا إلى أن الهواء قابل للانضغاط، فإن الطبقات السفلى منه تنضغط بتأثير الطبقات التي تعلوها”.
رحلة السائح في المنطاد تبدأ في الساعات الأولى من الصباح وقبل بزوغ الشمس، حيث يعبر المنطاد النيل لينتقل بالسائح عبر المزارع والحقول الخضراء المؤدية إلى وادي الملوك
ويضيف “تكون النتيجة أن تبلغ كثافة الهواء قيمتها القصوى عند سطح البحر، ويخف الهواء كلما ازداد ارتفاعنا حتى ينعدم، وينتج التغيير المستمر في الكثافة أن القوة الرافعة تأخذ في التناقص إلى أن يصبح مجموع وزن المنطاد والهليوم مساوياً وزن الهواء المزاح بالضبط. وعند الوصول إلى هذا الارتفاع، يتوقف المنطاد عن الصعود، ويطفو كما لو كان فوق سطح سائل”.
وتبدأ خطوات رحلة الإقلاع بالمنطاد الطائر بالبحث عن موقع إطلاق ملائم له ثم ملء غلاف المنطاد بالهواء مع توجيه مروحة كبيرة لتبريد الهواء داخل الغلاف الداخلي للمنطاد حتى يتاح لطاقم الطيران استقلال المنطاد، وبعد ذلك يشعل الربان موقد الغاز المشتعل بأسفل المنطاد وتبدأ عملية تسخين الهواء وعند الإقلاع يزيد الربان من حجم اللهب عن طريق فتح صمام الوقود أكثر لزيادة الغاز المتدفق لينطلق المنطاد مرتفعا في الجو.
وبعدها يبدأ المنطاد في الارتفاع شيئا فشيئا ليستقر عند المسافة المحددة لتبدأ رحلتك بالتحرك في سماء الأقصر باتجاه الضفة الغربية من النيل وترى المزارعين في حقولهم ومناظر الطبيعية الخلابة للنهر وما به من جزر وما على جانبيه من أراض خضراء زاهية ثم التجول فوق مناطق الآثار كلها ومشاهدة معبد الملكة حتشبسوت وبراعة بنائه في بطن جبل لحمايته كما سترى سماء الأقصر ممتلئة بالمناطيد الأخرى وهى تطير كالفقاقيع.
ويشير عبود إلى أنه في البداية استعان بالطيارين وبالمدربين الأجانب في بداية رحلته مع المنطاد، ثم كان قراره بإنشاء أول مدرسة مصرية لتعليم قيادة المنطاد لتكوين جيل من طياري المنطاد المصريين، كما أن “على المتدرب الذي يرغب في الدخول للمدرسة أن يجيد اللغة الإنكليزية بجانب العربية، لأنه يدرس في المدرسة خمس مواد، جزء منها نظري والجزء الآخر عملي وهي لمدة ستة أسابيع”.
وقال “كما يجب أن تتوافر أيضا في المتدرب القوة وعدم الخوف من المرتفعات ويخضع فور تخرجه في المدرسة لتدريبات عملية لمدة عام كامل بالمنطاد، ثم بعد ذلك يمكنه العمل والطيران. ويخضع المتدرب للكشف الطبي وتشرف على المدرسة هيئة الطيران المدني”.
وأشارت المصادر إلى عودة السياح الصينيين واليابانيين لركوب المنطاد مجددا بعد مقاطعة دامت لسنوات عقب سقوط بالون طائر وعلى متنه سياح من اليابان والصين قبل سنوات.
وبدأت أولى رحلات المنطاد الطائر فوق سماء مدينة الأقصر عام 1988 على أيدي خبراء أجانب من شركة فيرجن البريطانية، والتي أسست أول بالون في مصر والأقصر، وكانت تحمل اسم “شركة بالونزا أوفر إيجبت”.