سياحة

السياح العرب في مضيق جبل طارق يتنفسون عبق التاريخ

الحقيقة – وكالات

 

 لا يمكن للسائح العربي وهو يخطو على تراب جبل طارق، أن ينسى خطبة طارق بن زياد المشجعة لجنوده “البحر من ورائكم و العدو من أمامكم فأين المفر” وهو ما يصف المنطقة بكل دقة، فمضيق جبل طارق هو عبارة عن ممرّ ضيق يربط المحيط الأطلسي بالبحر المتوسط، ويفصل أوروبا من جهة إسبانيا عن أفريقيا من المغرب.

ويتدفق الماء في المضيق بشكل قويّ، فينتج أنواعا من الأمواج النادرة نتيجة تفاعل قوى المد و الجزر والرياح، وتبخر المياه الإقليمية والدولية، فالبحر الذي كان سببا في شحذ همم الجنود العرب أصبحت أمواجه النادرة سببا لفتنة السياح وانجذابهم لجبل طارق.

واسم جبل طارق، نسبة إلى القائد العربي طارق بن زياد الذي قاد عملية التوغل الأولى في إيبيريا في العام 711 ميلادي تحت قيادة الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك (668 م-50هـ/715م-96 هـ).

وتمتد منطقة جبل طارق على مساحة 6.5 كيلومترات مربعة وعلى ارتفاع 426 مترا فوق سطح البحر.

وتشكل السياحة، المصدر الرئيسي للدخل القومي في جبل طارق، كما يعدّ أكبر ميناء السفن السياحية والشعبية، وبحسب الإحصائيات يبلغ عدد السفن التي تعبر المضيق من العدد الإجمالي للسفن السياحية 70 ألف سفينة.

وتبرمج هذه السفن كل سنة عبورها بالمضيق ضمن رحلات بحرية سياحية، ويشهد مضيق جبل طارق سنويا عبور ما يقرب الـ100 ألف سفينة، تتنوع بين السفن التجارية والسفن السياحية، ما يجعله من بين أكثر المضائق نشاطا في مجال العبور البحري.

وانجذاب الزوار لجبل طارق، راجع لكونه منطقة فريدة من نوعها للسياح الفضوليين الذين يحبّون استكشاف المناطق الغريبة فالمكان مليء بالأنفاق السريّة والمتاهات التي تمتد لمساحات طويلة، والكهوف مثل كهف سانت مايكل ومجموعة كهوف جورهــام التي تم إدراجها ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي لمنظمة اليونسكو، وقد كان يعيش في هذه الكهوف آخر إنسان بدائي في أوروبا.

ولا يمكن أن ننسى الصخرة المعروفة باسم مونس كالبي كواحدة من أعمدة هرقل والتي مازال يزورها عدد كبير من الناس وخاصة من قبل السياح البريطانيين والمقيمين في الساحل الجنوبي لإسبانيا التي يزورها عدد كبير من السياح، للتمتع برؤيتها.

والصخرة فريدة لكونها تشغل معظم مساحة المنطقة وهي مكونة من كتلة ضخمة من الحجر الجيري وترتفع إلى 426 مترا فوق سطح البحر، ويساهم المناخ المعتدل الذي تتميز به المنطقة في استمتاع زوارها بالشواطئ الخلابة على البحر المتوسط، مثل إيسترن بيتش وكاتالان وساندي باي.

وتحتوي البرامج السياحية في جبل طارق على الغوص لمشاهدة حطام السفن الغارفة والإبحار بالمراكب الشراعية والذهاب في رحلة بحرية لمدة يوم واحد، ومشاهدة الدلافين وزيارة محمية “آبر روك” والتي يعيش بها حوالي 300 من القرود البربرية، وتعتبر هذه القرود هي الوحيدة التي تعيش بحرية في محمية طبيعية في أوروبا.

والطريف في الأمر، أن القرود الصغيرة عادة ما تقوم بسرقة النظارات والحقائب والمحافظ والأطعمة من السياح.

وتشكل المنطقة، مركزا للتسوق وشراء البضائع المختلفة دون إضافة ضرائب عليها، وتتنوع مشتريات السياح بين التبغ والعطور والمشروبات الكحولية والساعات والجواهر ومنتجات الحرف اليدوية الجميلة وغيرها الكثير بأسعار جيدة جدا.

ويقول المرشد السياحي تيتو فاليخو “من الناحية التاريخية واللغوية والمعمارية والثقافية فإن منطقة جبل طارق تعتبر بوتقة حضارية، حيث أنها تشكل مزيجا من بريطانيا وإسبانيا والبرتغال ومالطا وإيطاليا والمغرب”.

ومن خلال التجول في المدينة نفسها لا يتمكّن السيّاح من معرفة ما إذا كانت تنتمي إلى بريطانيا أو أسبانيا، حيث تقدم المطاعم الأسماك والبايلاس والبيرة البريطانية والنبيذ الإسباني، كما تظهر كبائن الهواتف البريطانية المميزة بجانب أشجار النخيل.

قد يهمك أيضاً