سوسن يحيى قاسم
في عيونِ الحُلمِ
نظراتٌ غاربةٌ
ولونٌ أنيقٌ للوجعِ
كلون قبر أمي عندما يشعُ بعطر القمرِ
وحده باتْ يسامرني
كلغةٍ عطشى
وعيونٌ تتبعُ خطواتَ قتيلها قبل اغماضة الأنفاس
وانا غرقى في بحورِ قواميس الدجى أرقب صداك أيها الليل
فأسمعك تصدرُ الأوامر على
انجمك بذبحِ حروفي الملقاة بمجراتِ الرجاء
وتنفيها صوبَ فضاءٍ بلا عينيكِ
ولمْ ترحمْ
براعمَ الوله يتّمتها ببرودٍ قاتل فتشردت قوافي الشوق ثكلى
فتلاطمت دماء نبضي
فوق الأمواج العمياء
تحنو عليها صخورُ القسوةِ العصية بينما تعلو قهقهاتك كهذا العمر
الذي يمضي بهدوء خائن
ولم يأبه لرمادِ روحينا
وأنتَ تكابدُ الفراق جلداً كأقداري البائسات
ولاترثي عيوني بقصيدة وداع
ولم تكفكف دموع الأعذار
غرتكَ غيرتي الهوجاء واستهنت بجنوني المرعب لاتعرف كيف تتخلص من
جثث أفكاري وبقايا ظنوني فرميتها لبحور الشعر ولم تكرمها بدفنها بأراضيكَ التي وهبتها وطناً للاغراب
لمْ تفسر براءةَ حيرتي وطلاسم أوهامي الجريحة
تصافح نحيبي برحيل شامتٍ
بوعدكَ المحايد وانا مازلت ازيلُ وشم الزيف عن أغصان الانين
أسقي بآهات متهالكة
جفاف خافقينا
من أوراق ارهقتْ كاهل العهود تأبى السقوط
مكابرة اذلالك ياخريفَ الامنيات
من شهقات الندم
ففي فصول الغدر
ثمة مسافة بين أبياتي الخائبات وصوتك النائي الذي ما عادَ يغمرُ اذناي بالأمان
تصوغُ أنغام المللَ
تخدشُ
صدى صمتك الغائر في اختلاج لاهث مع الغروب
وهو منهكٌ
من هلوسات الذمم
من زمن ماعاد ينصفُ الاحزان
ويتركنا ندور
في أبجديةِ المطافِ
ولانصل لبدايةِ منفى لحروف
تسلبنا الذكرى
تسلمنا لمنافي العتمة
بضميرٍ هانئ
تومئ بآخر هلوسات التحمل
لحدسٍ مباغتٍ وقرينُ الشّك ينهشُ
برهافة البوح
أجاريه بحماقة
فتجازي جنوني بهدايا
مغلفة بالخذلان
كشمسٍ ماعاد لها الحق في تبني رغباتِ النور
مثقلة بارتياب عقيمٍ لايلدُ سوى ذنوب الظلام
ترهقها شتاءاتُ الحنين وخطايا
الكبرياء.