ثقافة شعبية

المالك الحزين

رجاء الغانمي

ما الذي يجبرنا على الكلام؟!

أعلَنّا مسبقاً بدء الصيامْ.

لا نقاطٌ من ماءٍ،

ولا سرابٌ من وعودٍ

تجبرونا؟!

هذا حرام…

وهل تعرفون معنى الحرام؟

لا نفطر على فتات،

لا ندفن في الخفاء رفات،

رفاتَ من كانوا لنا حياةْ.

لا تجبرونا،

اسألوا عنا حلمَ السنين،

وذاكَ الباقي من خيوطِ حنينْ.

هل يعود المالكُ الحزينُ

لبحيرةِ الدّلمج؟(1)

قَفراءُ… لا ماءٌ ولا طينْ،

تشيِّعُ توابيتَ من عُشبها الأخضرِ.

آهٍ يا بحيرةَ الدّلمج،

أعشاشُكِ حطبٌ لا يلينْ،

لا يصلحُ لغير النار والرماد.

ذكرياتٌ لفتاتكِ السمراءِ

بقاربها الصغيرْ،

تغرّدُ لها الطيورُ أناشيدَ .

حتى ذلكَ البجعُ الضريرْ،

يسير بين أضلعكِ الطريّةِ،

يدعو العصافيرَ

لحفلةِ مساء:

قمرٌ، ونجومٌ، وأضواء.

هدوءٌ يعمُّ المكانَ،

لا صوتَ لها ولا نقيقْ،

سكوتٌ في حضرةِ السلامْ،

وضاعَ السلامْ…

غريباً كالأُخريات.

يبحثُ في الأرجاءِ عن وطنٍ،

الكلامُ فيه مباح،

فيه السّلام متاح،

لا جوعَ، لا بكاءَ، لا شجنْ.

  • بحيرةُ الدّلمج في العراق، تقع ما بين الكوت والديوانيّة.

قد يهمك أيضاً

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والإعلان