حوارات وتحقيقات

الشاعر الأردني زياد السعودي لـ (الحقيقة): أنا على تماس مباشر مع الحضور الثقافي العراقي العريق

في عدد اليوم من جريدة الحقيقة نستضيف الشاعر و الكاتب الأردني زياد السعودي الذي لمع اسمه في سماء الشعر بالساحة الأدبيةفي الاردن، و خارجه دون تكلف أو عناء لقدرته على تطويع الكلمة وفق أساسيات اللغة و فرض الواقع  بكل إسقاطاته بين طيات الحروف.. فكانت له بصمة خاصة  خلقت من رحم الابداع  و الطموح حيث الوأد للذات الانسانية وعدم الخوف من المجهول… الشاعر زياد السعودي … هو رئيس مجلس ادارة اكاديمية الفينيق للادب العربي،ورئيس تحرير مجلة الملتقى الثقافي، عضو اتحاد الكتاب العرب ، عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني 

شارك في عدة برامج تلفزيونية في مصر الجزائر والاردن و في العديد من الأمسيات الأدبية ومهرجانات الشعر داخل أرضه و خارجها..

كما صدرت له عدة مجاميع شعرية نذكر منها: السجل الابجدي لثلج فوق احتمالات الحريق 

و ديوان البحث عن حزن يليق و  بوح السجايا الذي ضمّ قصائد شعبية  تختزل الواقع باسقاطات مغايرة…

 و من خلال هذا الحوار تحدث  لنا عن الكثير من الهموم الأدبية والحياتية الفردية/الكونية بحساسية جمالية فنية فلسفية زاخرة بالوعي الإنساني والفكري العميق وبشعرية مضيئة حـدّ البهاء ،…كيف لا و الشعر عنده بلاغة رفيعة كما الحياة…فأهلا به بيننا في دار الحقيقة:

حوار / سناء الحافي 

 
– الأديب زياد السعودي ،نرحب بك في دار الحقيقة ونستهل حوارنا معك من نبض الأرض الى امتداد الأدب و الابداع …حدثنا عمّا قدمته لك عمان وماذا قدمت لها من وهج نتاجك الادبي؟
 شكر وتقدير لكم وانتم تشكلون وجه المشهد الثقافي العربي من خلال صرح الحقيقة عمان قدّمتني الى نفسي واتقنت ان تسكن وجداني كما سكنت وجدان الشعر 
 
وعمانُ التي سَكَنَتْ شفا هُدُبي دفا الوجدانُ مرقدُها 
تُعاتبني تُسائلني عن الميعادْ …
فأهرعُ يَمَّها صَباً وخفقُ القلبِ يعْزِفُني 
تُسابقني قبائلُ شْوقِيَ الوقّاد …
جنوبيٌ تُرّتلني مواويلي 
أغَنّيها لَعموني يفيضُ اللحنُ جياشا ً
يُعانقُ قّدها الميّادْ …
وتَسْكُنني أزقُتها حواريها 
وسقفُ السيلِ يعرِفُني
 وفي رغدانَ ارصفٌة تنادَتْ حينَ حفَّتني 
وقالتْ : مرحى يا زِيّاد
– بين الهندسة الجيولوجية و الأدب …. كيف يرى الشاعر زياد السعودي العلاقة الجدلية بين مجال دراسته و مهنته وبين أعماله الأدبية؟ وهل لتخصصك انعكاس على كتاباتك أو تأثير عليه؟
كجيولوجي أنا معني بما تحت القشرة الأرضة من تفاعلات وكشاعر أنا معني بما فوقها من انفعالات 
ـ من رحلة البحث عن حزن يليق الى عتمة و رصيف تحولات كثيرة في حياتك اين امتدت بك الشعرية في ظل ارهاصات الحياة و البحث عن الجديد في المبنى و المعنى 
أدّعي أنني مفقود  وأثناء البحث عني،  أجد الآخرين اكتبني اكتبهم وأعود للبحث من جديد
هناك من يسرقون النار ويزرعون الدهشة 
 وهناك من يحاولون ذلك
أنا ما زلت أحاول 
ـ نجد في ابداعاتك تنوعا و اشتغالات كثيرة تباينت بين القصة و المقال و النص المسرحي  اضافة الى عوالم الشعر  برأيك أين يجد زياد السعودي ذاته الابداعية أكثر ؟و لماذا؟
أنا لا اتقصّد لون وشكل الخطاب الأدبي ، هو يتقصّدني يقلقني، فازرع قلقي وقلقه تحت إبط الورق 
ـ  العديد من الشعراء تحرروا من عباءة الشعر و اتجهوا الى الرواية باعتباره عصرها، زياد السعودي هل تفكر في نهج خطاهم و التجرد من وجع الشعر لفترة- خاصة وأنك متعدد الاشتغالات على النص الادبي ؟
الرواية مسؤولية وفيها توجعاتها الخاصة ، فطريا جميعنا نتجه لرواية ما يحدث معنا ، على الصعيد الشخصي كتبت المقامة وأغوتني كتابتها للتجريب في الرواية وربما سأتحمل هذه المسؤولية يوما ما .  
– في ذهن الشاعر دائما تتبادر صرخات البداية و تظل أول قصيدة لصيقة بتاريخه مهما اعتلى قمم الابداع ، هل أنت من الشعراء الذين ينبذون قصائدهم الأولى و تنبذها في تاريخك الأدبي؟
أبدا ..لا أنبذ حرفا كتبته .. بل أعوده وأحفه بما اكتسبت من خبرة 
 في عرفي : لا يوجد نص جاهز يوجد دائما نص تحت التعديل 
ـ نرحل بك من الخاص الى المطلق … كيف تقيّم الآن بعين النقد المشهد الأدبي العربي وبصفة عامة و الاردني بصفة خاصة اذا استندنا على المنظومة الالكترونية في النشر و التحليل ؟ وكيف تحكم على مجمل النقد الموجه لتجربتك الشعرية؟
التجربة الادبية الاردنية قدمت نماذج طيبة وارشفت موروثا أدبيا خاصا من خلال ما يقام على هوامش المهرجانات الثقافية من فعاليات شعرية ناهيك عن الدور الريادي الذي لعبته وتلعبه المؤسسات والأندية والمراكز والملتقيات الثقافية التي وصلت حتى إلى القرى الصغيرة .. الساحة متاحة لمن لديه شهوة الانطلاق مع أن الاعلام الأردني وبالتجربة غير معني ببؤر المشاريع النهضوية الأدبية الفردية أو حتى المؤسسية إذا ما استثنينا النخب التي تحظى بمجمل الضوء والبركة الاعلامية . 
اما مجمل النقد الموجه لتجربتي الشعرية فقد تعددت أوجهه ومدارسه من خلال اشتغال كثير من النقاد على نصوصي المنشورة تباعا في أكاديمية الفينيق للأدب العربي التي أتشرف بعمادتها، وأنا أتقن الإصغاء للصوت النقدي اتقبله وآخذ بكثيره 
من النقد الى الاعلام الأردني….هل أنصفك كشاعر و كاتب أردني لما قدّمته طيلة هذه السنوات ؟ 
في أغلب الدول العربية الإعلام ينصف الشاعر حين يموت ، أتمنى أن لا ينصفوني أبدا …مع أنه لكل أجل كتاب . 
– برأيك متى تسقط شروط الشعر الإبداعية و الإنسانية من جعبة الشاعر إذا ما استثنينا سلوكيات الأنظمة تجاهه؟
تلك الشروط طاقة متجددة باقية لا تسقط ، قد يسقط الشاعر حين يطفئ جذوتها لصالح سلوكياته هو تجاه الأنظمة
تمجيدا وتطبيلا وتزميرا  
– باعتقادك ماذا أضاف بيت الشعر الأردني للنخبة الأدبية في الأردن ؟ و ماذا أضاف لك على المستوى الشخصي؟
( من أجل حق الأمة في النهوض والوحدة والديمقراطية والتقدم والسيادة على إرادتها ومواردها وأراضيها 
انتخبونا لادارة شؤون بيت الشعر الأردني )  هذا مانشيت رائع أقبل أن  يتصدر برنامج  الإعلان عن حزب، أو أن  يكون عنوانا لجبهة قومية تقدمية، أو شعارا لحركة سياسية.
لكن من حقي كشاعر ، أن استغرب حين أجد هذا ” المانشيت ” ، هو المحور المطلق الحاضر، في انتخابات بيت الشعر الأردني لما فيه من تهميش  للأهداف التي بها حصل البيت على رخصة  حراكه ، حين قدّم أهدافه بصبغة  تنشيط الحركة الأدبية وتوسيع قاعدتها التوعوية، والمضيّ في  الانفتاح على  المتلقي للمساهمة في تجذير ثقافته الفكرية،  بصفته عنصر رئيس من عناصر المشهد الأدبي الثقافي الفكري المعرفي العام ، لتجعل التنظير السياسي في المحصلة انزيما رئيسًا في تكوّن وتكوين هيئاتها الإدارية من خلال قوائم حزبية بلمسة أدبية للتمويه ،مع ان عنوان القوائم  يكتظ  بأشياء السياسة . 
كأني ببيت الشعر أصبح مشروعا صغيرا لامتداد أحزاب كبيرة، وتكثر دلائل هذا الطرح، أبان التجهيز لانتخابات الهيئات الإدارية الجديدة، وما يعتريها من كولسات تفرز هذا وذاك على أساس المنسوب الحزبي في أعصابه وليس على أساس المنسوب الإبداعي في فكره . 
 أتمنى أن يعود البيت شعريا أدبيا ليقدّم
– بعد اشهار البيت الثقافي العراقي في الاردن …كيف تصف لنا من زاوية شاعر الانسجام الأدبي بين المثقف العراقي و الاردني وصبغة التفاعل بينهما ؟ و هل برأيك هناك الانعكاسات على المشهد الثقافي في الاردن بعد تأسيسه؟
بداية اغتنم منبركم هذا لأشد على ايدي الهيئة المؤقتة للبيت الثقافي العراقي في الاردن وأحيي الزملاء وليد الزبيدي رئيس الهيئة ، و أحمد صبري نائب الرئيس، والزميل حسين الأسدي والزميلة كفاح آل شبيب واتمنى لهم وللبيت التوفيق في عقد المؤتمر العام الاول وبحكم ادارتي لدار العنقاء كنت ولا زلت حريص على حضور اي فعالية للمبدعين العراقيين في الاردن ناهيك عن سفري أكثر من مرة الى بغداد العروبة لابقى على تماس مباشر مع الحضور الثقافي العراقي العريق وحتما سينعكس اشتغال البيت العراقي على المشهد الثقافي الأردني من خلال البرامج الواعدة التي سيتبناها البيت العراقي في القادم من الأيام 
ـ هل من مشاريع أدبية جديدة أو اصدارات سترى النور 
انا على وشك اصدار كتاب نقدي تحت عنوان “دراسة تحليلية لنماذج رقمية من أدب المقاومة الفلسطينية”
وبتوفيق من الله افتتحت دار العنقاء للنشر والتوزيع في الأردن والتي تفخر بتعاملها مع عدة أدباء وأديبات من جميع أرجاء الوطن العربي . 
ونتطلع حاليا الى  المشروع الفينيقي النهضوي تحت شعار ( الادب رسالة )
من خلال تسيير  قافلة الفينيق للانطلاق من الحراك الرقمي الالكتروني الى الحراك الادبي الابداعي على الارض 
و فتح المجال امام اكبر عدد ممكن من الادباء والمهتمين باعداد اوراق عمل حول ( الادب رسالة )
 لتكون الفعالية ثرية واقامة ورشات عمل شعرية لمواكبة الشعر الحديث واثره على الحياة والناس ورشات عمل سردية لملاقاة التطور في الخطاب السردي واستضافة اكبر عدد ممكن من أدباء وأديبات الفينيق واستضافة أدباء وأديبات أثروا مدينة الأدب بابداعاتهم ، وما زلنا نبحث عن راعٍ لهذا المشروع ، وكلما وصلنا وزيرا للثقافة  تكفل تشكيل وزاري بازاحته لنعيد مارثون الوصول الى الوزير الجديد  
في ختام حوارنا نشكرك على هذا الصدر الرحب ….و كلمة أخيرة توجهها لقراء جريدة الحقيقة 
معكم وبكم وبرؤى أفضالكم ماضون من اجل رسالة ثقافية معرفية وحدوية لا تحدها جغرافيا 
وجزيل الشكر للمكرمة سناء الحافي التي شرّعت لي هذه النافذة لتقبيل جبين بغداد من خلال هذا الحوار الطيب

قد يهمك أيضاً

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والإعلان