نعيم عبد مهلهل
قبل خمسة ايام قرات مقالا في صحيفة المدى للكاتب عدنان حسين وفي عموده اليومي شناشيل بعنوان ( شفافية وزارة التربية ) ولأني اعرف الطبيعة الصحفية والمهنية للكاتب فعلي ان اؤمن بكل كلمة في المقال لشعوري اني منذ ان عرفت عدنان حسين ايام ملتقى البابطين في الكويت فهو يكتب بجرأة وأنصاف وصراحة ، والمقال يتحدث عن زيارة الصحفية الاردنية حنان الكسواني التي كشفت ماتعرض له البسكويت المورد من قبل المنظمة العالمية للغذاء الى عدد من مدارس العراق ومنذ ايام مذكرة التفاهم وصفقة النفط مقابل الغذاء في تسعينيات القرن الماضي ، من خلال قيام الجهة الاممية بتغيير تاريخ الصلاحية ، ويكتب الكاتب في المقال عن الشفافية والمساعدة والوضوح الذي ابداه وكيل وزير التربية ( علي الابراهيمي ) وجميع المدراء العامين لأن الوزير يتمتع بإجازة ، حيث تواجدوا في مقر الوزارة في يوم عطلة ومعهم كافة الاوليات والمخاطبات التي تثبت أن لاعلاقة للوزارة بقضية البسكت وانها جهة مستلمة فقط وليست متعاقدة ولا موردة ولا من شأنها فحص الصلاحية، لان هذا امرٌ فنيٌ يهم وزارة الصحة. وفي نهاية المقال يرى الكاتب ان وزارة التربية بهذا الوضوح والشفافية والمستندات تثبت كثيرا من مصداقيتها وانه يشعر ان لاشأن للوزارة بكل ماجرى.
وأنا ايضا سمعت لنائب برلماني اردني وهو وزير تربية سابق كان من احد مثيري القضية وانه صرح بالاعتقاد ذاته على قناة العربية عندما قرر السيد وزير التربية الذهاب الى عمان واللقاء به بعد يوم واحد من اثارت الامر للاستطلاع والتوضيح ، وايضا الزيارة السريعة للوزير تنم عن قناعته ان لاشان للوزارة بكل هذه الضجة التي حاول البعض استغلالها تماما في المنحى السياسي من خلال استغلالها اجتماعيا ومازال يصر ان يفعل هذا ،كما يفعلها محافظ الموصل اثيل النجيفي في محاولة منه لاشغال الرأي العام الموصلي عن الخيبات التي تعانيها المحافظة في مجال الامن والخدمات ويذهب الى امر يمكنه ان يحل اداريا وثمة لجان برلمانية شكلت في هذا الامر ويمكنها التوصل او توصلت الى حلول. في كل هذه القضية هناك انسان تم الافتراء عليه بقسوة ، ايضا في جانبه تسقيطا سياسيا هو الوكيل الاداري لوزارة التربية السيد علي الابراهيمي وأظهرته بعض وسائل الاعلام كبطل للصفقة اعلاه ، بالرغم ان الكتاب الذي ظهر بتوقيعه في منطقه لايحمل اي علاقة للوزارة بالقضية وكل محتواه ان الوزارة لامانع لديها من تمديد الصلاحية شرط ان يعرض على الجهات المختصة التي تثبت ديمومة هذه الصلاحية . وقد عملوا من منطوق هذا الكتاب رواية اوصلوها الى مرتبة الخيانة العظمى ، فيما الرجل بريء من كل هذا براءة الذئب من دم يوسف ، واعادوا الرجل بوجهه العراقي الاسمر وملامحه البسيطة الى واجهة الاعلام التي يتحاشاها كثيرا منذ حادثة مقطع الموبايل في اجتماع وزاري ما ، وقتها دافع الرجل عن نفسه وقال ان الفيلم تمت منتجته وتقطيعه وايضا هو من ضمن المحمومات التي تظهر على اليوتيب للتسقيط والتشهير والحسد والانتقام كما في عموم المشهد العراقي. انا التقيت مرة واحدة بالوكيل المفترى عليه علي الابراهيمي وكنا نتذاكر حول مشروعي للكتابة عن الدور التربوي لوزارة التربية في مناطق الاهوار ، وكنت اسمع منه ملاحظات ذكية وعلمية وواعية ، ووجدته بسيطا وتلقائيا ومثقفا وعرفت انه يبقى الى الساعة الثالثة ليلا مع البريد الوزاري وانه يتأخر في ديوان الوزارة الى الخامسة مساء. إذن الرجل المفترى عليه بريء من كل هذا ، وهو وكيل في وزارة خدمية تقدم جهدها الحضاري الهائل لعموم ابناء الشعب ، ارى من الذين يتصيدون في الماء العكر ان يتركوا الوزارة في قدسية ما تقدم وتعمل ويذهبوا ليبحثوا عن لهو آخر لأحلامهم المريضة….!






