فاخر الداغري
• الشَجَنُ: لغة من الشَجو ويعني الهم والحزن.
• فتقولُ أَشجاه بمعنى أحزَنه، والشَّجَا بتشديد الشين وفتحها مع فتح الجيم تعني ما ينشب في الحلق من عظم وغيره.
• وتقول رجل شج أي حزين وأمرأة شجية أي حزينة.
• والشجن: الغصن إذا اشتبك بغصن آخر.
• والشّجْن: بتشديد الشين وتسكين الجيم تعني الطريق في الوادي أو في أعلاه.
• وتقول الحديث (ذو شجون) أي متشعب يناقش أكثر من غرض واحد ونظراً لشظف العيش في الريف العراقي في الماضي وشيوع الأملاق كحالة عامة بين الناس جاء الغناء الريفي رداً على هذا الواقع الباسط وجوده في بيئة مملقة غير قادرة على توفير متطلبات الحياة العادية من مسكن ومأكل وملبس وتوفير فرص زواج حيث ظل الفقر هو السمة الغالبة على حياة الناس هناك إذ كان الاستغلال مكرساً لتوفير حياة أفضل للأقطاع فقط الأمر الذي دعى أحد الشعراء أن ينظم قصيدة طويلة بهذا الصدد منها البيت التالي:
ويكدّح ألفٌ إلى واحد
يمصَ الدماء ولم يشبع
هذا الواقع التراجيدي انسحب بكثافة على المشاعر الوجدانية فجاءت العاطفة خشنة ملتاعة يكتنفها الحرمان ويطوقها الأسى ويتهلمها الحزن وتنتابها الحسرات والتأوهات وتركن بين جوانحها الانات وتعليل الآمال بغدٍ أفضل:
“صبراً في مجال الموت صبراً “
وحلاة الرجل للشدات صبراً
يخسَ العسر رد مايوس صبراً
لكأني مفتن ورمحي بديه…
وعليه:
جاءت الأبوذية فناً أدبياً شعبياً مترجماً بتحشيد هائل عمق الأفلاس العاطفي وعدم جني الثمار من الأتعاب والعيش في ليل مدلهم يتخلله عزف منفرد على أنغام التواشيح الطويلة استجابة مرغمة لمتطلبات السل الرئوي الذي وجد الطريق سالكاً إلى صدور الفلاحين البؤساء حيث سوء التغذية وفقدان المناعة وجاء صوت الطويرجاوي متوافقاً مع هذا الواقع فهو مملوءُ شجناً يجعله خير معبر عن آهات وحسرات ولوعات وافلاسات من عشعش السل في صدورهم واتخذ منها متكئاً مريحاً الأمر الذي انتفت بسببه مقولة ((إذا طابت النفوس غنت)).








