كاظم السيد علي
اداعيك وگالك هاي چويات
حدر ضلعي الگصير اهواي تسعر
يحلو الطول عندي اشكثر اهات
ولايوم التجي وتعين منطر
انه طحت ابغرامك بين شمات
وخلاني الوكت حيران وافتر
چايمته الفزع موعتني العات
بعد ماعندي حيل وبعد مكدر
بهذه السطور الجميلة ، علاوة على اللوعة المحرقة من قصيدة (اداعيك ) للشاعر الراحل شاكر منصور توفيق الحسناوي المعروف بـ (شاكر ميم) نقف اليوم نستذكر هذا الإنسان الشاعر المخلص للناس وللحب وللوطن الذي تغنى به طيلة سنوات حياته :
اشكثر عمي اعملت وياي سايات
وانه مسامح واگلك سوي اكثر
انت بوسط گلبي اتبات حسبات
وتشاركني بدليلي وين مافر
يبو خديد العذب متروس شامات
الك نية تجيني بيوم تنغر ؟
وازانه الوكت والوكت نوبات
يصير اوياك نوبه اعليك يفتر
تدري اشكثر مرن بي ّحلوات
وحك الله شبيهك ابد مامر
چاليش ابرعيتك ذيب والشاة
وانه روحي ثدي ولشوفتك دَرْ
توفي شاعرنا العام 1999 بمعاناة وألام عاشها طيلة سنوات حياته ..أبن (السدة ) التي ولد فيها العام 1931 ولم يكمل دراسته للظروف السياسية حتى فصل من دار المعلمين الريفية العام 1948 وذلك لميوله اليسارية ، وانتمائه للحزب الشيوعي العراقي .
فالراحل شاكر ميم .. اذيعت له عدة قصائد من دار الاذاعة العراقية ومن خلال برنامجها المعروف (ركن الشعر الشعبي ) الذي كان يعده آنذاك الشاعر زاهد محمد :
نوبه وكتي ايصير وياي صحيح
ونوبه عمي ايهد علي ّبجلابه
ونوبه عمده ايدير شو وجهه المليح
ومن يديره ايصيبني ابنشابه
ونوبه لو جابس ابوجه اشكد وكيح
اتگول تخذ ف ريتي من اتهابه
ليش ماياخذ الروح واستريح
فرد نبله ايصيبني واصبح طريح
ولوكتلني ماكو كل اطلابه
انه مكطوع شجرة للبيه ابيح
يهدر دمي وظل غميج اصوابه
ومن اموتن ما اكو من اهلي اليصيح
أي يويلي وتنحب النحابه
ويعد الشاعر (ميم ) من مؤسسي جمعية الشعراء الشعبيين في الديوانية العام 1960 عندما انتقل مع اسرته اليها في نهاية الخمسينيات واسهم مساهمة فعالة مع نخبة من شعرائها امثال : طاهر المصري وسعدي المصور وعلي جاسم الحمد (ابوقيصر الديواني ) ولطيف حسين وغيرهم من شعراء الديوانية الاثيرة .
لم تقتصر تجربته على كتابة الادب الشعبي فقط ، بل الشعر العربي الفصيح ونشرت له اول قصيدة في هذا المضمار العام 1956في صحيفة (البصرة) آنذاك وكذلك اشتهر بموهبته رساما هاويا وخطاطا محترفا .
يمتاز شاكر بغزارة الشعر وسرعة البديهية والنفس الشعري الطويل حيث أن اكثر قصائده تربو على المئة بيت ونادرا ما تجد له قصائد قصيرة. كتابته الشعرية تفيض بالعذوبة والصدق وهويحاكي الحبيب المهاجر عن قلبه الولهان بنكهة شط السدة ورائحة سمكها الشهير في قصيدته (المشمش ) والتي ضمت (100 ) بيت نقتطف منها :
صدلي بعيونك صدك .. صدلي بيهن كلش
يرضالك الله .. بعشرتك ابنه انه وانته اتفلش
حبيتك وجنت اعتقد ماتنگل وياي الغش
واتنطرت طرت الفجر كل ظنتي يشكر تغبش
لنك سراب بلا اثر ماتروي بس اتعطش
هونك يبو زيج الدلع لاتنتفخ هم اتفش
والشيب يعله ابهامتك وعيونك اتظل ترش
كلي اشتحصل لوذبل خدك بعد يامشمش ؟
وتارة تراه يقارع الفقر والفقراء والعوز الذي ابتلاه وابتلعه ولكن تكلمت قصائده بصوت الضمير حيث تجده يمزج الانتقاد والتشخيص في الشعر الفكاهي في قصائد ، فكان يوقد النار بكل وجدانه المتصدي للقهر والفقر والمرض الذي تلازما معا كما نراه في القصيدة التي خاطب بها جمعية الشعراء الشعبين قبل رحيله والتي بقيت صامتة بدون تحريك. اعترافاً لهذا الشاعر والإنسان الذي قدم روحه شمعة تحترق في درب الشعر والشعراء ، وبقيت لاتحرك ساكن ولا تقدم أية مساعدة له ، فأخذ يخاطبها دون جدوى :
يجمعية شعرنه شوفي رك كلش
ماوجد طريقي امشي اتكمكش
منين الطب اجيبه واني امحاصر
باصرت الجماعة وخاب المباصر
گلي وين ينوي الماحواهه وصر
ماعندي ضميمه منين مافتش
يجمعية شعرنه شوفي رك كلش
واخيرا مات شاكر الشاعر المبدع والأصيل وهذا ما تجلى به من خلال تعرفي عليه عن قرب عندما كنا نلتقي في الاماسي الشعرية التي كانت تقام كل يوم جمعة في مدينة الحلة ، بحسرته ولوعته وألامه وحزنه الذي لازمه طيلة حياته ،فرحيله خسارة فادحة للمشهد الشعري الشعبي العراقي ..الذكر الطيب لك ياشاكر في مثواك الاخير .








