حوارات وتحقيقات

تدخين النساء للسجائر و النرجيلة … موضة عصرية أم اغتيال للحياء ؟!

“يحق للرجل ولا يحق للمرأة” مقولة كثيرا ما تتداولها المجتمعات العربية ومنها المجتمع العراقي، وتعني أن على المرأة أن تبتعد عن الكثير من الأمور التي تحق للرجل  دون مبررات منطقية أو مقنعة أحياناً، والتدخين أحد تلك الأمور أو المحظورات على المرأة. البعض يعتبر تدخين المرأة ظاهرة اجتماعية سيئة تثير الاشمئزاز لدى الكثيرين، وغير مقبولة وقد تصل إلى درجة التحريم. آخرون يعتبرونها مقبولة وتعبر عن حرية مفقودة في عالمنا.فعلى الرغم من أن غالبية أبناء المجتمع اليوم متفقون على الأضرار الصحية للتدخين عموماً سواء بالنسبة للرجل أم المرأة، وضرورة الإقلاع عنه، إلا أن بعض المجتمعات تقف موقفاً سلبياً تجاه تدخين المرأة لأسباب اجتماعية وأخلاقية بحتة وليس فقط للأسباب الصحية. اذ يعدّ الانتباه إلى القضايا التي تلح على الظهور في صور متعددة من علامات استيقاظ الوعي في المجتمع، ومع ذلك اعتدنا على تجاهل متعمد لها؛ سعياً في الحفاظ على أيقونة “الخصوصية”، وصورة المرأة، ومن ذلك تجاهل مناقشة تزايد حالات ممارسة المرأة للتدخين، خصوصاً وأنّ الجميع يعتقد أنّ الأمر لا يشكل ظاهرة واسعة الانتشار؛ لأنّ التدخين يعتبر سلوكاً يمارسه الرجال فقط، وفقاً للثقافة الشعبية، والتي تنظر إلى المرأة المدخنة بسلبية، إلاّ أنّها اليوم أصبحت أكثر تنامياً… اذ أنه إلى وقت قريب ينظر للمرأة المدخنة للشيشة نظرة سلبية تماما، كما صورتها الأفلام والدراما العربية، وخاصة المصرية أما اليوم فتكاد تصبح الشيشة رفيقة النساء والفتيات في سهراتهن… 

تحقيق/ سناء الحافي

“الحقيقة”  من خلال هذا التحقيق قامت بالبحث في اسباب تفاقم هذه الظاهرة في المجتمع العراقي و العربي بصفة عامة ، للتعرف  على  أسباب انتشار تدخين”  السجائر” و “النرجيلة” الدخيلة على المجتمع ، عند النساء فالبعض لا يستغنين عنها، وأخريات يجبرن على تدخينها لمشاركة الصديقات، ولكن الأكيد أن وجودها في المجتمع منتشر ومتزايد لا يمكن تجاهله….

آراء جريئة…و تحدي بدلالات غير أخلاقية !

قالت سلوى الاستاذة الجامعية “اشعر بمتعة كبيرة وانا اخرج علبة سكائري من حقيبتي واسحب واحدة واشعلها وسط دهشة من حولي وتساؤلاتهم. شخصيتي المستقلة سببت لي الكثير من المشكلات واستفزت من حولي رجالا ونساء وجعلتهم ينعتونني بصفات لاتنطبق علي . والغريب ان حملة الشهادات لايملكون الجرأة التي يمتلكها المواطن البسيط الذي لايعير بالا لاحد…

هذا كان رأي سلوى، اما الآخرون فقد اختلفوا بشأن تدخين المرأة . بعضهم رأى ان تدخين المرأة نابع من ثقتها بنفسها وعدم اهتمامها بوجهات نظر الاخرين ازاء ماتقوم به من اعمال ، وتربيتها التي جعلتها على قدر كبير من القوة التي تواجه فيها مجتمعا قبليا لا يرى مكانها الا البيت وتربية الاولاد”.

 وروت افنان مهدي المهندسة في هيئة الكهرباء قصتها مع السجائر :”كنت في واجب رسمي تستغرق عملية الوصول اليه وقتا طويلا . اعتدت ان ادخن في دائرتي امام الجميع …

وفي السيارة الكبيرة التي تقلنا اضطررت لسحب علبة سجائري واشعال سيجارة وسط دهشة الجميع. تجاوزت العيون التي كانت تنظر لي بحنق ، الا انني لم اسلم من ألسنة البعض التي نسجت في خيالها قصصا كثيرة عني”.

 في حين رأت منى ابراهيم الطالبة الجامعية:”ان منظر السيجارة في يد الفتاة أمر مستهجن يحمل الكثير من الدلالات غير الأخلاقية ، وهو بالتالي يعد قلة تربية وادب في نظر البعض ، بينما ارى ان الفتاة بامكانها عمل اي شيء تريد ، فما الذي يمنعها من التدخين امام الجميع ؟ ولماذا يقبل الناس ان تدخن الفتاة سرا في الحمامات الخاصة بالنساء، ويستهجنون علانيتها؟ ، انها لاتفعل شيئا خطأ”….

واشارت حياة فاروق الى:”ان نظرة المجتمع المتخلفة بالنسبة للمرأة هي التي جعلتها تتمرد عليه ، فما الممنوع الموجود في السجائر او حتى النارجيلة؟ الا يرون ان البلدان المجاورة لاتهتم بهذا الموضوع ، حتى ان هناك العديد من المقاهي خصصت للعائلات لتتمتع النساء بالتدخين ايمانا بالحرية الشخصية. نحن بلد نعاني من ازدواجية ، فما نفعله خارج اسوار البلد نعيبه ونستنكره داخل الحدود بحجة العادات والتقاليد…

 واوضحت سؤدد قدوري:”لا احبذ النارجيلة ، ليس لانها من الممنوعات ، او انها لا تشفي غليل الفتاة الجريئة والمتمردة ، أما السيجارة فهي ذات قيمة معنوية كبيرة بالنسبة لي ، فعندما أدخن أجعل الجميع يفهم أنني مختلفة ومتميزة ، أي رافضة لكل ما لا يسيء مما يسمى تقاليد اجتماعية”.

 وتقول فاتن الاستاذة الجامعية:”ادخن كنوع من التحدي لكل التقاليد البالية والمتخلفة ، ومن الظلم أن يتهموا كل فتاة مدخنة بأوصاف لا أساس لها من الصحة . نعم أنا أدخن نكاية، من أجل أن أظهر أمامهم بأنني حرة وأن رأيهم لا يهمني”. 

 

إحصائيات و مخاطر صحية :

تفيد الإحصائيات العالمية بأن النساء يشكلن نحو 20 بالمائة من بين مليار مدخن في العالم، ويتم استهدافهن من قبل شركات التبغ لتوسيع دائرة المدمنين وضمان زيادة استهلاك منتجاتها، بما يمكن من استبدال ما يقرب من نصف المدخنين الحاليين المهددين بالموت قبل أوانهم، بسبب أمراض ناتجة عن التدخين، منها اضطراب الحمل والولادة…

وفي حالة الحمل فالتدخين يشكل خطراً على الجنين، ويقلل من كمية الدم المتدفقة الى الرحم ويقلّل من وصول 25٪ من نسبة الأوكسجين الى المشيمة المغذية للجنين، ويسهم ذلك في نقص وزن المولود مقارنة بمولود الأم غير المدخنة بين 250 و300 غرام. ويضر التدخين بصحة المرأة بصفة خاصة، حيث يعتبر من الأسباب الرئيسة للإصابة بسرطان عنق الرحم والأمراض الوعائية القلبية ويؤثر سلباً في وظيفة الإنجاب ويهدد سلامة الجنين ويسبب هشاشة العظام خاصة عند المسنات…

كما يتسبب لدى النساء في 40 بالمائة من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب و55 بالمائة بالسكتة الدماغية و80 بالمائة من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة و30 بالمائة عن السرطانات الأخرى. ومن التأثيرات السلبية على الصحة الانجابية، فإن التدخين يهدد عامل الخصوبة لدى المرأة.حيث يحدث اضطراباً على مستوى الحمل والولادة بما يسبب حالات ولادة مبكرة وتأثيرات خطيرة على صحة الجنين، وقد تحدث حالات اعاقة مع تعدد المخاطر لدى المرأة، ليس فقط على صحتها بل كذلك على صحة أطفالها.

أسباب التدخين ..بين علم النفس و الاجتماع:

وترى الباحثة الاجتماعية حنان هناك اسباب عديدة تدفع المرأة للتدخين وهذه الاسباب قد تكون موضة الشارع او حالة التعب النفسي او تقليد الغير او احتمال الاضطرابات والاذى الذي تتعرض اليه من قبل المقربين لها … وهذه الحالة سيئة للغاية فقد تدفع البعض من النساء الى الادمان عليها او اللجوء الى اشياء اقوى من مفعول السجائر من اجل تهدئة نفسيتها .. وهذه الاسباب لو درست من الجهة العلمية او النفسية لوجدناها حالة طبيعية وليست شاذة فقد ترغب المرأة احيانا بتقليد الرجل في كل شيء ومنها التدخين او قد ترغب بتقليد البعض من النساء المشهورات كشخصية فنية او سياسية او اجتماعية اضافة الى حالات اخرى تدفعها الى التدخين منها الضغوط النفسية في البيت او العمل.

التدخين… يقتل أنوثة المرأة !

مضيفة أن التدخين يقتل داخل المرأة مشاعر الرومانسية، ويقتل أنوثتها ويقضي على حيائها، إضافةً إلى الأضرار الصحية التي تعانيها، والتي أثبتتها دراسات علمية وأبحاث مخبرية، مستهجنة من مجاهرة بعض النساء بالتدخين في الأماكن العامة وفي حضور أزواجهن، مؤكدة أن ذلك يشعرها بالمرارة لافتقار الزوج النخوة والمرأة المدخنة الحياء الذي هو تاج وقارها وسبيل عزتها واحترامها، كما شددت على ضرورة إقلاع المدخنات عن التدخين حفظاً لصحتهن والتزاماً بتعاليم دينهن الذي جاء محرماً للتدخين كونه سبيل لإهلاك النفس وإزهاق الروح…

المرأة المدخنة تحمل ايحاءات غير اخلاقية !

فيما لفتت أن المرأة المدخنة تحمل إيحاءات غير أخلاقية من خلال حركة التدخين التي تقوم بها ومن ثمّ فإن نظرة الرجل والمجتمع عموماً لها نظرة غير لائقة بها، مؤكدة على أن تدخين المرأة يأتي في إطار استخدام الحريات ومبادئ المساواة بين الرجل والمرأة والتي تم استيرادها من الغرب بطريقة خاطئة وتؤثر سلباً على صورتها الاجتماعية، معتبرة بذلك أن المجتمع ينظر لها على أنها متمردة على قيمها الاجتماعية وعلى عاداتها ودينها الذي تربت عليه.

تدخين النساء … ظاهرة غير مقصودة انفعالات غير قابلة للتفسير !!

ويقول أستاذ علم النفس مهند علي إن ظاهرة تدخين النساء تعبر بشكل واضح وصريح عن المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها المرأة العراقية بمختلف الشرائح (المثقف والجاهل، أو المجبر على الجهل)، ونقصد من منع من التعلم بسبب ضغط الأهل والأقارب بمجتمع عشائري بحت، فأية ظاهرة تحدث وتظهر في المجتمع عملية غير مقصودة لانفعالات غير قابلة للتفسير..

وهذه المشكلات المختلفة تؤدي إلى ظهور مثل حالة التدخين بين النساء كما نراها الآن في الكليات والجامعات العراقية والمدارس، وهي الطامة الكبرى بين قوارير العراق، فعلينا متابعة هذه الظاهرة باهتمام كبير لما لها من جانب سيء على مدرسة الأجيال (المرأة العراقية )..

آثار التدخين على جمال المرأة…

التجاعيد و الشيخوخة المبكرة: يسرع التدخين ظهور التجاعيد، و شيخوخة البشرة، فالمرأة المدخنة تبدو أكبر عمرا من المرأة غير المدخنة.

انتفاج أسفل العينين: يؤدي تعاطي النيكوتين في الليل إلى منع الحصول على نوم صحي و سليم، مما سيترك يوما بعد يوم علامات غير محببة على العيون، مثل الانتفاخ و الأكياس في الجفون السفلى، و هي علامة غالبا ما تميز النساء المدخنات.

مظهر الفم المفزع: يترك التدخين الكثير من الأثار السيئة على الفم، فتغير لون الاسنان و اقترابها من اللون الاصفر، و لون اللثة القاتم، وكذلك المساهمة في تسريع فقد الأسنان، و من الناحية الصحية فالتدخين سبب مباشر لسرطان الفم…

تلوين أصابع اليد والأظافر: لا يلون التدخين الأسنان فحسب، فهو يلون باللون الأصفر الأظافر و الأصابع التي تعتادين على استخدامها في حمل السيجارة كذلك، مما يجعل اليدان تظهران بمظهر سيء.

بطء التئام الجروح واختفاء آثرها: أن الجروح عند المدخنين لا تلتئم بصورة سريعة، فهي عادة ما تتقيح و تبقى لفترات طويلة قبل الشفاء، و كذلك أثر هذه الجروح فلن يزول بسهولة لدى المدخنين.

إختفاء تورد البشرة: يؤثر أول أكسيد الكربون الموجود في الدخان على نسبة الأكسجين التي يحملها الدم إلى خلايا البشرة، مما يجعلها أكثر شحوبا.

شعر أضعف: فالتدخين يعمل على ترقيق سمك الشعرة، وجعل لونها يميل إلى الرمادي، مما يفقده لمعانه، كما أن تأثيره على فروة الرأس سيجعل الشعر أضعف و أكثر عرضة للمشاكل المختلفة.

الثآليل و البثور: النساء المدخان أكثر عرضة بأربع أضعاف من غير المدخنات للإصابة بالثآليل و البثور، و العدوى الفايروسية للبشرة…

ترهل عضلات الجذع: يصيب التدخين عضلات الجذع بالارتخاء مما يجعلها تبدو مترهلة.

علامات التمدد: يعد النيكوتين أحد أسباب ظهور علامات التمدد المزعجة على البشرة، فهو يؤثر بشكل مباشر على الأنسجة الضامة في الجلد، و يتسبب في فقدانها للمرونة، مما يؤدي إلى ظهور هذه العلامات…

قد يهمك أيضاً