لم تصدق طالبة الكلية جنان والتي راحت تحدق في المرآة القريبة من المكان الذي أجريت لها فيه العملية قبل دقائق إن وجهها وتحديدا أنفها الذي تعرض لاعوجاج العام الماضي أثناء تعرضها لحادث سير قد تحول إلى وجه أخر جديد لم تتعرف عليه للوهلة الأولى. جنان سبعة وعشرون عاما والتي أنهت عملية تجميل ليزر قالت : لقد تحولت الى احدى ممثلات هوليوود الجميلات بلمسات الليزر السحرية والتي لم تكلفني كثيرا كما سمعت من عدد من النساء اللواتي اجرين عمليات تجميل بالليزر في مراكز التجميل المنتشرة في بغداد. زينة جمال التي رافقت طالبة الكلية جنان  لم تصدق ان وجه صديقتها قد تحول بمثل هذه السرعة إلى وجه آخر فالأنف الكبير الذي كانت تحمله صار صغيرا والفم الكبير الذي كان لايروق للآخرين أصبح فم مقبولا.

الحقيقة /  نهى رائد

زينة تابعت قائلة: لقد سمعت الكثير عن عمليات التجميل والتي أجريت في كردستان ولبنان الخ.. إلا أنني فوجئت بما شاهدته اليوم من خلال وجه زميلتي التي أجريت لها العملية مقابل مبلغ لم يتعد مئتي دولار.

فيما اختلفت حكاية طالبة الكلية (جنان) عن حكاية الموظفة الحكومية (فليحة كامل عبود) اثنان وأربعون عاما والتي أجرت عملية ليزر قبل أسبوع في احد مراكز التجميل في منطقة الكرادة حيث قالت : كنت اشعر بالخوف والإرباك والتردد وإنا أضع وجهي أمام عدسات الليزر فالنمش الكثير الذي غطى وجهي منذ سنوات شبابي الأولى صار هاجسا وعقدة مستعصية لاتفارقني وأنا اذهب إلى عملي كل يوم فبين وجوه زميلاتي في الدائرة التي تبدو مشرقة من خلال استعمالهم مستحضرات التجميل التي ملأت الأسواق في السنوات الأخيرة , وعن عملية التجميل التي أجريت لها تابعت أم جعفر (فليحة) مضيفة : لم يصدق زوجي الذي يعمل في احد مصانع العطور أن وجه زوجته قد تحول إلى ما يشبه الرخام الأبيض ليكون بهيئته الجديدة كوجه شابة لم تنجب أطفالا على الرغم من إنني أم لثلاثة أطفال أكبرهم في المرحلة الإعدادية.

تشوهات نتيجة خلطات خاطئة

رغم ازدياد ظاهرة الإقبال على مراكز التجميل في الأشهر الأخيرة والتي صارت  تقبل عليها النساء من مختلف الشرائح والفئات لأخذ أنواع العلاج ومنها التشوهات الجلدية والنمش والبقع الداكنة وعمليات شد الوجه وإزالة أثار حب الشباب وإزالة الشعر وغيرها من العمليات التجميلية إلا إن طالبة الكلية (أسماء حسين اثنان وعشرون عاما ) ترددت كثيرا في أن تراجع احد هذه المراكز لإزالة الشحوم التي تكاثرت على جسدها بسبب الخطأ الذي ارتكبته العام الماضي عندما تناولت خلطة أعشاب ومعها أقراص من (الدكسون) لتفاجأ بان وزنها قد صعد إلى (التسعين كيلو جرام ) في فترة قياسية لم تتعد (الخمسة وأربعين يوما ) .

أسماء شكت حالتها لمدير مركز التجميل بعد أن أخبرته بتناول الخلطة الخطأ من احد العطارين دون استشارة طبيب لتفاجأ بازدياد وزنها لتحصل في النهاية على نتيجة لم تكن تتمناها ليتحول التأثير إلى عامل سلبي ما اضطرها إلى ترك تلك الخلطات والذهاب والمجيء من اجل اخذ جلسات ليزرية بشكل دوري عسى ان تتخلص من تلك الآثار .

أما حكاية الشابة فاطمة ياسين سبعة وعشرين عاما حول إزالة الشعر الذي غطى بشرتها والذي أرهقها في الأشهر الأخيرة ما جعلها تفكر بان تزيله نهائيا من خلال جلسات الليزر فاطمة قالت : شعرت بالخوف من الليزر لما سمعت وشاهدت وقرات الكثير عنه من خلال شبكة الانترنيت فيما قد يحدثه من آثار ولكن ما ان ذهبت الى الدكتور المختص حتى أقنعني بالنتائج بعد أن اجرى لي أكثر من جلسة من اجل تعطيل وتأخير نمو الشعر وظهوره وفعلا وجدت النتائج التي ترضيني وتؤخر نمو الشعر، لذا لم أجد أي ضرر وبرأيي أن جلسات الليزر قد جاءت بنتائج ايجابية بعد أن ذهب الشعر والى الأبد وصار ذكرى لا أود العودة أليها لما خلفه من أثار نفسية على شخصيتي.

  شد التجاعيد

أم نورس والتي تجاوزت الخمسين عاما بقليل ظلت تعاني من ظهور التجاعيد تحت عينها وفي المناطق المحيطة بوجهها لتقول : كنت اشعر أن الاهتمام بأطفالي هو أهم مايشغلني في الحياة ولكن ازدياد هذه التجاعيد جعل عمري يبدو اكبر للناظر دفعني ان أفكر للذهاب إلى احد مراكز التجميل من اجل معالجة هذه الحالة وإزالة هذه التجاعيد بأجهزة الليزر وقد حصل تطور كبير في عالم الطب والتكنولوجيا وهناك علاج لكل شيء فمن أول جلسة أمام جهاز الليزر شعرت بفرق كبير في وجهي خاصة خطوط التجاعيد حول عيناي فقد خفت قليلا كذلك بشرتي التي أصبحت أكثر مشدودة فالجلسة الواحدة لاتستغرق أكثر من نصف ساعة بعدها ظهرت اصغر سنا بقليل ما شجعني على حضور الجلسات والمواظبة عليها للحصول على أفضل النتائج.

راي مخالف

الموظفة الحكومية (جيهان عبد الله) قالت : لاتختلف مراكز التجميل في العراق عن سواها في البلدان المجاورة والتي تتطلب مبالغ كبيرة إزاء إجراء العمليات الصغرى وأضافت هناك الخبرة والعلمية في معالجة أمور التجميل فنفخ الوجه والشفة ورفع الحاجب كان يستخدم لها البوتوكس والإبر والتي كانت تؤدي إلى نتائج وأثار سلبية وتسبب الحروق لها وكذلك ترهل الجلد بعد مرور فترة من الوقت وحصول مضاعفات سيئة بالإضافة إلى إنها تكلف مبالغ طائلة فانا ضد عمليات التجميل وأضافت قائلة : دع الخلق للخالق.

موضة

فيما شعرت ربة البيت شذى ياسين واحد وأربعون عاما بالغيرة من جارتها التي فوجئت باختفاء النمش وحب الشباب من على وجهها بعد ان راجعت احد مراكز التجميل.

ربت البيت قالت ان سحرا جديدا قد طغى على وجه جارتي التي كان وجهها قد ملأته الندوب والتقرحات بعد إجراء عمليات التجميل الليزرية لأطلب منها عنوان مركز التجميل الذي أجريت فيه العملية وأضافت متابعة وبعد إسئلة واستفسارات زوجي حول المبلغ الذي طلبه مني المركز حصلت على موافقته النهائية لأكمل عملية التجميل , لأفاجأ بعدها بضحكاته المازحة وهو يشاهد بشرتي الجديدة والتي أصبحت أكثر إشراقا وجمالا.

(ميسون شلش) تحدثت قائلة : أصبحت عمليات التجميل في الآونة الأخيرة هي شغل الشاغل ليس لدى الفتيات فقط بل أصبحت تشد الشباب أيضا واوعزت السبب قائلة ان مانشاهده يوميا في التلفاز من إعلانات على مثل هذه الظاهرة والترويج لعمليات التجميل هو احد الأسباب  في اللجوء الى عمل مثل تلك العمليات.

وأضافت قائلة ومن الأسباب الأخرى هو مشاهدة الفنانات والممثلات اللواتي اجرين عمليات التجميل جعل اغلب الفتيات حتى الجميلات منهن إلى عمل عمليات التجميل فقط لتقلد أو لتصبح شبيهة لفنانة معينة هي ترغب أن تكون شبيهة لها.

أذن عمليات التجميل أصبحت موضة وليست علاجا لحادث او لتحسين تشوه ولادي فقط.

آراء طبية

قال الطبيب الاختصاصي (يونس غالب) إن الإقبال على مراكز التجميل بمختلف الأعمار قد يصل إلى عمر الستين عاما من كلا الجنسين حسب ما يعاني منه الشخص وما يزعجه وما يرغب في الحصول عليه , ونستخدم في تلك العمليات أكثر من جهاز وهو جهاز إزالة الشعر وجهاز co2 وهذا يستخدم لإزالة أثار حب الشباب والتصبغات الجلدية والكلف والتشققات التي تحصل في ما بعد نتيجة الولادة وكذلك إزالة التجاعيد.

فنسب نجاح العمليات التي نقوم بها تختلف من شخص إلى آخر أي عمليات تنظيف وشد وتبيض البشرة ويضرب الاختصاصي مثلا على ذلك قائلا إذا كانت البشرة بيضاء والأعمار صغيرة تصل نسب النجاح إلى تسعين بالمائة وتقل هذه النسب مع وجد بشرة سمراء.

أما الاختصاصي (سعدي مال الله) فقد تحدث عن عمليات إزالة الشعر بالليزر ونسب نجاحها قائلا : بالنسبة لجهاز إزالة الشعر كلما كان عدد مرات إزالة الشعر قليلة كانت نسب النجاح أعلى وبالعكس, وهذا بالإضافة إلى قيامنا بعمليات إزالة أثار الحروق وإزالة أثار حب الشباب كذلك شد الترهلات وخصوصا التي تعاني منها اغلب النساء.

وعموما تبقى عمليات التجميل ناجحة والبعض منها محدود النجاح وهذا يعود لخبرة ودراية الأخصائي ومدى تعاون المريض معه .