ليس هناك شاعر قادر على وصف ساحات الجنون في العراق، سوى الشعراء المجانين، وليس هناك شاعر مجنون من جيل شعراء القصيدة المتسكعة أفضل من (كاظم غيلان)، كونه وريث شعراء الفاقة والفقر والعوز والضيم، الذين لم يتحولوا لمداحين ورداحين وكتاب عرائض الاستجداء، وهاهو عبر قصيدة جديدة خص بها جريدة الحقيقة، يأخذنا برحلة تسكع شعري في عدد من ساحات بغداد والبصرة، ليذكرنا بلحظات موجعة، لكنها لحظات وجع لذيذ، فكاظم غيلان شاعر يجيد طبخ الهمّ والقهر ليقدمه لنا وجبة شعر لذيذة.
وهنا اترككم مع آخر ما كتبه شاعرنا المجنون (ابو غيلان)
ساحات الحرب والليل
كاظم غيلان
– ساحة سعد-
راياتچ،.. نصر چذاب
وطبول الحروب..
الترعب اگلوب اٌمهات
إمتانيات
امن الصبح.. للصبح
يتلگن ولدهن
صوغه،
ودتهه الحرب بالشاحنات
إمن “الخفاجيه” و “نهر جاسم”
مذابح بدلت كل شعر اسود
بالبياض
تعبن الرجلين من كثر الركاض
ونتي مفرگ،..
للولايات التنام إمن القهر
وكت الغروب
ومن يفز كل بيت من دگة الباب
صوغه جايب لاهله شاب
وماعرف لون الشباب
صوغه ،.. ملفوفة إبعلم
مصبوغ بالدم والعذاب
آخ يا “ساحة سعد”..
بالحلم ماظلش درب يضوي فرح
لاقوس.. لاظل .. لا قزح
لاحلم، لا يقظه، ولاظلج درب
وشظل بعد تذكار منچ
غير يمعودة: “مشينة للحرب”
وشگد مشينه..
وما نسينة المفرگ
المطبوع بعيون امهات
الراحوا، وماردوا
وصاروا هدايا إبمعرض
الغنوا وردحوا للحرب
ياعيني يا “ساحة سعد”
بحبال قانون الحرب
ودونه مچتوفين
نمشيلچ عله ايقاع الرمل
والخوف
ننشدلچ: “مشينه للحرب”
***
– ساحة الميدان-
من أول عمر مرخوص بالتاريخ
من أول أغاني الناس
من أول فجر ينده الشحاذين
تتلگه المجاعه افواج
تتلگه المجاعه اونين
وتودع المجاعه افواج
بعيونچ قيامه ومذبح (الحلاج)
وتنامين..؟!
إنتي النايمه الماظن بعد تصحين
نص أعمارنه الراحن نذر،..
بين الفنادق وزعاهه الليل
لعيونچ حصص
مابين غرفة وغرفة
اشعار وقصص
واهموم ممنوعه
ورعب لون الفجر
من الخليفه ايريد يطلع
دگت الساعه..
الخليفه يريد يطلع
الخليفه يريد يشبع
بيچ كلشي،..
ونتي منبع…
للشعر.. لليل
والحرمان
للحلمان
لليركع اكبال الملك
والمايرضه يركع
******
* ساحة السباع*
مريت.. والنافوره خرسه
صدحت النافوره مره..
وصدح وياهه الشعر،..
وتسيجت بسباعهه
وچان الهتاف العالي
بالساحه الشجاعه
وگلنه هاي افعالهه
ابصوت شاعر،..
ذكّر التاريخ باحلام الشهيد
وهاجت اهموم السباع
والهتاف العالي
باسم الناس
والتموا علي كل الرعاع
وصدحت النافوره
بالصوت الجديد
مرت اسنين وجزت
والساحه صارت
معرض انواع الحديد
وردت النافوره خرسه
وانطفه الليل الحرسنه
وچان طبع الليل
يضوي ألوان ثوريه
ويودي أحلام
من الساحه لاخر هور
يتنخه التفگ
ويحشم اسباع الشهاده
وصارت الساحه يتيمه
وحته صايمهه فطر
ونامت الساحه ابقهرهه
“اتريد من بارح مطر”
تگعد الغبشه
وتفتح اعيونهه
ايكحلهه تجار الحديد
وتحلم ابتاريخهه الكلش بعيد
وظلت النافوره خرسه
وغمضت اعيون النواطير
وعمت..
واندفن صوت الهتاف العالي وانهضمت..
من ذلهه بچت
كلش بچت
************
– ساحة الاندلس-
ابكل صبح ثوبچ جديد
ما أتيهچ..
من أتيهچ اضيع
ياعروس الله..
النحني الصبح عتبة بيتچ
ومره..
ضيعتچ إحبيبه بالغلط
من صورة “الجواهري” اندليتچ
وبوسط بغداد..
شب طولچ مناره
تومي وتجيب المنافي
والقصايد..
خذت من طولچ قوافي
وآنه غافي..
إتمايلت شمس الضحه
وكتلچ:
عذاباتچ عوافي
إمطرزة
وثوبچ چفافي
كذلتچ ضكة “لميعة” وحزن”نازك”
دمعتچ وحشة “مظفر”
صفنتچ” ضرغام هاشم”
واسئلة اتطيح العروش الغاويه
انتي الحبيبه
التجين امن الفجر
كلچ غنج..متغاويه
والظهر.. وكت الظهر
تتمايلين
وطفله من ابعيد صاحت:
لاتطيحهه يرب العالمين
أمين.. صحنه آمين
رب العالمين
آمين.. صحنه آمين
رب الشعراء
آمين.. رب الفقراء
آمين.. ماردناش منك
غير بس حاكم أمين
وبالغروب اويه الصلاه
ظل الاذان ايصيح بينه
واحنه كلش دايخين، ومادرينه
عيني يا ساحة عذاب وذكريات الرايحين
وراح عيد,, واجه عيد
وطولج الفارع وحيد
وباقي شاهد
ع الضحايا التجي بسعافاتهه (لمستشفى زايد)
الهوامش:
* جميع المقوسات هي اسماء لاعلام الشعر العراقي
* مستشفى زايد يقع قبالة اتحاد الأدباء، وقد اصبح رؤية جثث الضحايا ببابه مشهداً يومياً نتيجة العمليات الارهابية والتفجيرات








