شارع ألرشيد من أقدم وأشهر شوارع بغداد فتح ألشارع ﻷسباب حربية في زمن ألعثمانيين وذلك لتسهيل حركة ألجيش ألعثماني وعرباته وقد لاقى العثمانيون أعتراضا شديدا عند انشائه من قبل رجال ألدين والعلماء وأهالي بغداد ﻷنه كان يصطدم بأملاك ألمتنفذين والأجانب ممن وفرت لهم الحصانة والحماية وفق ألأمتيازات التي حضوا بها أنذاك..وقد تم هدم بيوت الفقراء والبسطاء وممن لا وريث لهم من سكنة ألشارع.. وهكذا أصبح ألشارع طويلا وواسعا تسهل فيه حركة ألسيارات ووسائل ألنقل الأخرى..وليكون أهم شارع يشهد على عصر النهضة والصراع الذي مر به العراق وحتى نتناول واقعه تماماً كانت لنا جولة هناك.
تحقيق – امينة البدري
كانت البداية مع من عاصروا هذا الشارع بألقه وقلقه وجمال لياليه ألحاج عبدالزراق محمود رجل في السبعين يقول بحنين صاخب بدا على محياه..حين تذكر بغداد تذكر شارع ألرشيد ﻷنه قلب بغداد ألنابض بالحياة وبالجمال وبالثقافة شارع الرشيد شاهد وحاكٍ لكل ما مر بنا من افراح واحزان كان قبلة الزائرين ومحطة أستراحتهم من خلال كم الجوامع التي احتواها والمقاهي والسينمات كان مبعث بهجة واعتزاز أتمنى أن يعود مجد هذا الشارع وأن تعيره الجهات المسؤولة اكبر الأهتمام لأنه معلم حضاري وتراثي وثقافي مر منه كبار الشعراء والكتاب والسياسيون هو مزار علينا تبجيله..
ابو محمد صاحب محل يقول ..كان ألشارع يعج بالحياة والناس وكان لوجود المقاهي الكثيرة والمتنوعة ودور السينما والمكتبات ومحلات التجارة المختلفة وطابعه البغدادي المحبب سبب لتوافد الكثيرين من مثقفين وفنانين وعامة الناس لم يخلُ الشارع من المارة ولم يكن بهذه الصورة التي نراها الآن كانت سيارات الرش ما أن تقل حركة الشارع ويخلد الى السكون تسارع الى غسل الشارع وتنظيفه ليصبح بأجمل صورة لم يتبق من هذا الشارع الذي احتوى احلامنا وأصدقاءنا وشبابنا سوى أطلال تبكي اهمالنا الذي لايستحقه بكل ماضيه وعراقته اتساءل لماذا شارع الرشيد بهذا الأهمال والخمول وهو قبلة العراق التي جذبت الزوار آنذاك..
محمد عبدالرزاق رجل أعمال في الخمسين من العمر يضيف. .الشارع بكل مافيه يمثل لي اجمل أيام عمري لا أنسى أبدا مقهى ألزهاوي ومقهى حسن عجمي الذي كان ملتقى المثقفين من كتاب وأدباء وفناني العراق وجلساتهم الشيقة والمليئة بالنقاش ونبش الكتب والأطلاع على أخر المطبوعات وأهمها لكي تكون جزءا كبيرا من شخصيتي وثقافتي من مجالستي لهؤلاء النخبة ..وكان الشارع يحتوي العديد من دور السينما التي كنا نحرص أن نرتادها لنستمتع بأجمل اللحظات مع ماكان يعرض من أفلام عربية وأجنبية شارع زخر بكل معالم الحداثة والجمال حبذا لو يعود وتعود معه أيام المحبة والسلام والتآخي..
رحيم علي رجل ستيني يتحدث بشغف العاشق حيث يصف الشارع بشارع الذكريات يقول كنت أقضي معظم وقتي هنا وخصوصا أيام الخميس والعطل الرسمية في السبعينيات أرتقى هذا الشارع وتحول الى معلم عراقي يجوبه الزوار من انحاء العالم حيث ارتبط اسم الشارع وتاريخه ومامر بالعراق من أنتفاضات وأغتيالات وتظاهرات هو ذاكرة عراقية عبقة حوت أجمل أيامنا وزهونا أيام الشباب ..سينما رويال وسينما الحمراء والعديد من المقاهي التراثية ..قتل شارع الرشيد وتحول الى محال تجارية لاتمت صلة الى ماكان عليه الشارع من رقي وتحضر..
أحمد ألتميمي فنان مسرحي كلية الفنون الجميلة يقول.. كان شارع الرشيد من اجمل اﻷماكن التي كان يحدثني عنها أبي وكان يعج بالمقاهي والروادمن اصحاب الفكر وأنا كوني متطلعا على السينما واعشقها كانت من 4 عصرا الى الساعات المتأخرة في الليل وكان يعج بالمكاتب ومحلات التصوير ويعد شارع الرشيد من اقدم الشوراع في بغداد منذ تأسيسه من قبل الوالي العثماني خليل باشا في عام 1910 وكانت هناك اربعة جوامع التي شيدها في حقب زمنية من اهمها الحيدر خان.
اليوم يعاني شارع الرشيد من الاهمال بسبب التجاوز الذي حصل فيه من اصحاب المحال التجاريه وأصحاب العربات وتعم اﻷوساخ فيه وألى اﻷن لا تعمل شيئا امانة بغداد ولو تلاحظون أيام الجمع كيف تعم الفوضى فيه والاوساخ تلال النفايات لا احد يراقب او من يحاسب الأسف الشديد على كون الحكومة هي التي تواطأت ولم تقدم شيئا لهذاالشارع العظيم
ألشاعر جواد ألشلال يقول أيضا.. كان شارع الرشيد صرحا حضاريا … منارة مذهلة للجمال والحب والثقافة …بات اليوم صورة قاسية لنسف الذاكرة الجمعية لبغداد واهلها .. وما يثير الاسى … الصمت القاتل للاجهزة الحكومية ذات الشان .. .. ولا نعلم هل مر مسؤول كانت له صلة بتاريخ الشارع ام لا .. تبقى الأسئلة حائرة .. واﻷجابات محيرة ….. ربما سنكون شهود على رؤية حطام على الشارع الذاكرة العمقية ….
ويضيف سامي الثعالبي مغترب حيث قال أذكر أني زرت الشارع لأول مرة في صباي مع والدي وكانت تقام احتفالية وطنية بحضور وزير الداخلية سعدون غيدان آنذاك وقد شدني الشارع وجماله أكثر من الأحتفالية يومها ولم ار اجمل منه ومن الذكريات التي سرحت بها في تاريخ بغداد ومجدها لاسيما انا شديد الولع بالامور التاريخية.. كان ومازال شارع الرشيد هو هوية بغداد وما ان نقول شارع الرشيد حتى يرد للاذهان الف ليله والسندباد علي وبابا كل المجد التليد.. تعينت في الرافدين وكنت يوميا صباحا امر في شارع الرشيد.قبل سقوط النظام كنت استمتع وابحر بذاكرتي الى بغداد المجد والحضاره. واصعد كل طوابق بناية الرافدين المجاوره للبنك المركزي واقضي ساعات بعيدا بذهني عمن حولي اتبحر بجمال واناقة الشارع الجميل لكن مايحدث اليوم مخيف ويوما بعد يوم ترى وجوها وبسطيات يزدحم بها الشارع والشارع يتهالك بكل مافيه من محلات وابنية كانه شاخ الف سنة دون ان يقدم له احدهم الدواء او يعينه على الوقوف…
رائدة حاتم ربة بيت في الستين من العمر تقول…يحتوي شارع الرشيد على الكثير من المميزات التي تجعل منه شارع تاريخي وتراثي أتذكر جيدا سوق الشورجة الكبير وعراقته ومايحتويه من بضائع تمول كل انحاء العراق حيث كنا نرتاد السوق وحين يحين موعد عرض السينما لأحد الأفلام نذهب مشيا الى الأقدام دون كلل او ملل كان الشارع منظما وجميلا ويمتاز بالنظافة..ولا أجد اﻷن أي أهتمام بهذا الشارع الذي سجل أروع مامر بالعراق من أفراح وسجل مامر بنا من خيبات ايضا..
احمد محمد الخزعلي متقاعد يتحدث بغضب ويقول ..لماذا الأهمال لشارع هو عصب حياة بغداد هو يختصر العراق بكل مافيه من ماضي وحاضر قريب من هذا الشارع مر الكثيرون ممن كتبوا وسجلوا تاريخ العراق الحديث من هنا كان يمر موكب الملك فيصل وهنا تمت عملية اغتيال الزعيم عبدالكريم قاسم 1959الشارع تحول الى محال لبيع المواد الأحتياطية والبسطيات وكل ما لايمت لتاريخ هذا الشارع بصلة انه تغييب لتراث عراقي ومجد كبير علينا أن نحافظ عليه ونعمل مابوسعنا ﻷعادته لما كان عليه..أمانة بغداد تتحمل المسؤولية في ماوصل اليه الشارع من اهمال وأنقاض وقاذورات..عتبي شديد ..
منذ 2 ساعات
شارع الرشيد تاريخ يحتاج الى عودة …هذا مابدأ به الكاتب شوقي كريم حديثه حيث قال ..صمم المعماريون العراقيون أجمل ماجادت به قريحتهم مع بداية عصر النهضة وكانوا متحمسين لجعل الشارع مبعث جمال واصالة واعتزاز لكل العراقيين فتعالت شناشيله وتألقت شرفاته الخشبية والحديدية وصممت لها اجمل النقوش والأقواس والزخارف التي عكست جمال وروعة الفن المعماري والسؤال هنا وهو سؤال لايخلو من وجع أين هو هذا التاريخ ومالذي تبقى منه..؟؟ فقد طال الشارع الخراب وهوجم وامتدت اليه اصابع الغدر ولم يسلم من طمع الطامعين وجشعهم انكفأ شارع الرشيد على تاريخه واصالته محاولا التمسك بما تبقى لكن هيهات لم يشفع لهذا الشارع تاريخه الطويل وهيبته ومكانته ولم تشفع نداءات أمانة العاصمة التي دعت الى التجديد دون المساس باصالة الشارع ..لكن شارع الرشيد دخلت اليه العمارة الحديثة والتي لاتتماشى مع طابعه التراثي البغدادي الأصيل ناهيك عن تحوله الى مكان لبيع العدد اليدوية ادوات حريق ومصافي وادوات بناء..نناشد المسؤولين ومن يهمهم امر العراق وتاريخه الكبير المحافظة على شارع الرشيد وبعث الحياة فيه من جديد لأنه ذاكرة عراقية لا ولن تشيخ لأنها في قلوب كل من عاصروه ومن تبعهم..
ملاحظة..شارع الرشيد هو أول شارع يعبد في العراق وكان مركزا تجاريا وثقافيا وترفيهيا..
شارع الرشيد شارع شهد كل الأحداث السياسية وشهد الأنتفاضات والتظاهرات والكثير مما كان له الأثر في الحركة الوطنية والأجتماعية في تاريخنا الحديث ابتداء من وثبة كانون 1948 وانتهاء بثورة 41تموز 1958 والقائمة تطول..
ضم الشارع عبر تاريخه الطويل الكثير من الجوامع والمقاهي ودور السينما واهم الجسور التي تربط الكرخ بالرصافة ..
يضم ايضا العديد من المحلات الشعبية والأسواق والمخازن ..
يحوي الشارع اهم سوق في بغداد وهو سوق الشورجة..سوق الخفافين سوق هرج ..سوق الصفارين ..خان الشابندر السوق القديم لبيع المصوغات الذهبية ..سوق السراي.
سوق الوراقين..سوق المواد الأحتياطية للسيارات والمواد الزراعية ..سوق البزازين وشارع النهر ايضا هو فرع لهذا الشارع العريق. اهم الجسور التي ربطت الكرخ بالرصافة …جسر الشهداء الجسر العتيق..جسر الأحرار ..جسر السنك ..
اهم الساحات ..ساحة الميدان …ساحة حافظ القاضي..
أهم الجوامع…جامع المرادية ..جامع الأزبكية.. جامع السيد سلطان علي..
اهم المقاهي ..مقهى الزهاوي المشهور..مقهى حسين عجمي..مقهى عارف أغا..مقهى الوقف..مقهى عزاوي..مقهى كل وزير..مقهى وهب..مقهى الغراء خانة..مقهى البلدية..مقهى اسماعيل الخشاني والمقهى البرازيلي الشتائي ..ملتقى الأدباء والمثقفين..والنخبة من البغداديين…المقهى السويسري..مقهى الشابندر..وغيرها..
السينمات…سينما رويال مجمع الرصافي حاليا وسينما سنترال ..سينما الحمراء ..سينما الرشيد..سينما الوطني وسينما الرافدين الصيفية. حيث يوجد نوعين من السينمات الصيفية والشتوية..ومن السينمات الباقية الى اليوم ..سينما الزوراء تحولت الى مسرح وسينما روكسي وريكس..مسرح النجاح حاليا..