حوارات وتحقيقات

القراءة ظاهرة حضارية، وهي الوسيلة الأولى لاكتساب المعرفة هل هناك أزمة قراءة.. هل نحن شعب قارئ؟

قسم التحقيقات

 

 البعض يقول إن هذه الأزمة ليست وليدة سبب معين، لكنها جزء من الأزمة الحضارية الشاملة فالقراءة ظاهرة حضارية، والوسيلة الأولى لإكتساب المعرفة وحتى نبدأ في القراءة سنظل نغط في سبات عميق ونعيش بمعزل عما يجري في العالم. التساؤل الأهم هل هناك أزمة قراءة؟ أو بمعنى آخر هل نحن شعب قارئ؟ أم لا؟ قد يتعلق السبب ببنية المجتمع الفكرية حيث من العسير جداً أن يمارس الإنسان أي نشاط إذا لم تكن الممارسة اجتماعية بيئية.

مسؤولية النظام المقبور في خلق الظروف المعيقة

* أشار الشاعر رائد الاسدي الى وضع الشاب والظروف المحيطة به قائلاً: تعيش الشبيبة اليوم واقعاً مؤلماً بسبب الظروف الانتقالية التي يمر بها البلد وعدم استقرار الدولة والصراعات، فلحد الآن لا نستطيع أن نحدد شكل الدولة العراقية. وأضاف: تعاني الشبيبة من بطالة بنسبة أكثر من 70% ونسبة الجهل عالية جداً في أوساط الشباب فالمرحلة التي حكمها النظام المقبور حولت المجتمع من مجتمع ثقافي إلى مجتمع عسكري. وأكمل: إن عسكرة المجتمع لم تقتصر على النظام السابق وحسب بل الحكومة التي أعقبته التي لم تستطع أن تقدم بديلاً. لا توجد فرص عمل غير الجيش والشرطة وغيرها. والوظيفة المدنية لا تغطي نفقات الحياة الصعبة فأجورها لا تتناسب ومتتطلبات الحياة الملحة. لا نستطيع ان نبني شباباً مثقفاً واعياً دون حياة كريمة لهذه الشريحة المهمة.

الوضع الأمني وتأثيره

* عباس جواد طالب معهد المعلمين يرى: أن هناك أسباباً كثيرة منها سياسي فالشاب لا يحصل على دعم من حكومته وهو العمود الفقري للمجتمع لكنه لا يحصل على غير الإهمال متعدد الجوانب. وأضاف: لماذا لا يقرأ: البعض ينتمي لعصابات مسلحة والبعض يصيبه الخوف والذعر الشديد نتيجة ما يراه أمامه من قتل وانتهاكات. أنا واحد من الشباب الذين تعرضوا للضرب بسبب ارتدائي “بنطلون برمودة” كيف اقرأ وأنا غير مستعد نفسياً. الوضع الذي يعيشه البلد والحالة النفسية أهم عاملين تشجع الشاب على القراءة ووضع العراق مأساوي جداً.

أسباب اقتصادية

* أزهار كاظم السعدي إعلامية بوزارة العلوم والتكنولوجيا تقول: إن انشغال الشباب في تدبير أمورهم المعيشية قد يكون سبباً، في أن لا يجدوا وقتاً كافياَ للمطالعة. هي أسباب اقتصادية بالتأكيد فالشاب معيل لعائلته علاوة على ارتفاع أسعار الكتب إذ يجد الشاب صعوبة مالية في شراء الكتب واقتنائها فبدلاً من شراء كتاب بمبلغ معين يفضل أن يوفر ذلك قوتاً لعائلته.

الرياضة كيف تصبح دون القراءة؟

* علاء قاسم مدرب فريق الشهيد بشار رشيد في محافظة ميسان تحدث: هناك عدة أسباب. حتى الجيل الذي كان يقرأ سابقاً ابتعد الآن عن القراءة. ان نسبة القراءة كانت عالية في السبعينيات والثمانينيات حيث كانت ثقافة القراءة منتشرة وعرفت هذه المقولة “القاهرة تكتب، بيروت تطبع ، بغداد تقرأ” في فترة التسعينيات “اعني” الاجيال اللاحقة، طرأت عليها تغيرات ومرت ظروف أكثر من صعبة وحروب على الشعب خلقت تأثيرها السلبي على طريقة تفكير الأجيال اللاحقة، فمنهم من حارب خارج أسوار الوطن كي يتخلص من النظام المقيت الذي حاربه وبكل الوسائل وحارب ثقافته وفكره التنويري والبعض الآخر ظل يراوح بمكانه يحاول جاهداً تدبير عيشه الذي أصبح صعباً. في هذه الفترة انعدمت القراءة. وأردف قائلاً: وبعد ان ولى النظام وتنفسنا قليلاً في مجال حرية الفكر والثقافة، وجدنا أنفسنا في دائرة أخرى تثير القلق هي الإرهاب ومكافحته فأنا كنت واحداً من هؤلاء الناس ارغب بالقراءة بأستمرار وفي أيام النظام السابق كنت ابحث عن كتب ممنوعة أما الآن لا اقرأ. نتيجة الظروف، الوضع الذي يعيشه البلد فحين أتصفح الكتاب ما أجد نفسي إلا وأنا في شرود ذهني. وعن اثر الثقافة على الرياضة أشار: سابقاً كان الرياضيون أصحاب ثقافة عالية جداً، يمتلكون قدراً كبيراً من المعلومات مجهزين بوسائل النقاش  متسلحين تماماً بالثقافة العامة ذلك كله نتج عن قراءة متواصلة وإطلاع مستمر. وتابع: الرياضي يجب ان يمتلك الثقافة فهو “سفير” يمثل شعبه يجب ان يكون مطلعاً على كل جوانب الحياة ملماً بالسياسة والأدب والفن… الخ الشاب الرياضي اليوم انعدمت لديه الرغبة في تثقيف نفسه بالثقافة نتيجة ظروف المجتمع القاسية.

لهو الشاب والحياة الفارغة

يمضي الشاب اليوم وقت الفراغ في الأسواق أو في صالات الألعاب أو المقاهي لذا لا وقت لديه للقراءة، سواء تلك التي تكسبه الثقافة العامة ام ما يتعلق بواجباته الأكاديمية. وسيستمر هذا التجهيل الحقيقي والأمية الثقافية طالما التسوق السلعي وأماكن الترفيه سيطرت بقوتها على دور المكتبات ومنابر المعرفة.

* سلام حسن (طالب إعلام) يقول في ذلك: الشاب يعتقد ان القراءة أصبحت مضيعة للوقت. فأضحت القراءة اليوم معطلة لديهم. هناك أمور أخرى تلهيهم وهي شغلهم الشاغل.

* حيدر رجب (طالب إعلام) يقول: هناك عزوف حقيقي وكبير جداً من قبل الشاب ذلك إن القراءة  تحتاج لتأنٍ ولتفكير وجيل اليوم يميل للأشياء السريعة.

* تشير مها جاسم (طالبة إعلام) إلى: قد يتعلق السبب في طغيان وسائل الإعلام الحديثة من إذاعة وتلفزيون وفديو وانترنيت حيث أصبح من الميسور جداً الحصول على المعلومة دون أي عناء وصارت تقدم “جاهزة” دون أن يبذل الشاب جهداً  وبالتالي أصبح دور الكتاب “محدوداً” وضيقاً في حياة الشباب.

 

قد يهمك أيضاً