ثقافة شعبية

السحر والشعوذة في الثقافة الشعبية

 

 

 

يشكل السحر هاجسا لدى الانسان منذ القدم قد مارسه ” الكرومانين ” منذ 80 الف عام فقد كانت الطقوس والتعاويذ السحرية التي نقشت على جدران كهوفهم كذلك الرسوم والرموز التي حملتها تلك الاماكن والتي دلت على ممارستهم السحر

اضافة الى وجود حيوانات ضارية ومفترسة يستعينون بها بالسحر حيث كان لكل قبيلة ساحر يلجؤون اليه وقت الصعاب . وفي بلاد الهند والتي امتزجت فيها الطقوس الدينية بالسحر كما في ديانة البوذية والهندوسية الذي اصبح مقدسا لديها كذلك لدى المصريين القدامى الذين اكتشفوا حضارتهم الفرعونية فيها الكثير من الغموض.فما زالت الى السنوات القريبة ” لعنة الفراعنة” تطارد وتعد بطلا من يقترب من الاهرامات لينبش او يبحث بين مومايتها المحنطة .

فالسحر اتفق على تعريفه العديد من العلماء، فمنهم من قال انه فعل فعالية تقوم بتغيير حالة شيء ما او شخص ما دون خرق.

لقوانين الطبيعة والفيزياء وهناك فريق اخر قال ان بامكان هذه الفعالية ان تخرق حتى حدود الفيزياء، كما ان هناك فريقا اخر يؤمن بان السحر هو قوة فيزيائية لم يتم اكتشافها لغاية الان، فهناك قوة خامسة اضافة الى القوى الاربع وهي الجاذبية والكهرومغناطيسية والتفاعل بين الكروكات وبقية اجزاء الدائرة التي تسمى بالتفاعلات القوية

وهناك فريق ايضا يؤمن بان الكون يحتوي مخلوقات تتصف بالذكاء وليست من جنس الانسان

كما ان هناك قوة غامضة موجودة في كل مكان وهناك القوة غير الطبيعية الناتجة من التركيز او التأمل العميق التي تؤدي الى تحكم الدماغ بالاشياء مثل ما يحدث في ممارسات اليوغا والتخاطر.

وهناك نظرية اخرى تقول ان السحر هو الاستعانة بالجن الذين يقومون بامور خفية عن اعين الناس وهذا ما يحرمه الدين الاسلامي .

الشعوذة

الخبير في شؤون السحر والشعوذة هاني خلف والذي جمع اكثر من 100 كتاب تتحدث جميعها عن ماهية السحر والشعوذة حيث قال: تعتبر الشعوذة هي القدرة على استحضار قوة غير مرئية لتساعد في حدوث تغيرات يتمناها شخص ما وتكون تلك الامنيات على الاغلب هي التخلص من عدو او خصم او الحصول على قوة او وسيلة وتتم اغلب اعمالها في طقوس خاصة ويتابع الخبير هاني خلف مضيفا:

تسمى الشعوذة بالسحر الاسود ويمكن اعتباره فرعا من فروع السحر الذي يستند الى ما يسمى القوى الشريرة.

التي يطلب مساعدتها دائما لالحاق الدمار او الحاق الاذى او تحقيق مكاسب شخصية او انزال المرض او سوء الحظ او العقم

أنواع السحر

تعد خفة اليد التي يمارسها العديد من اطلق على نفسه ” ساحر” فنا ترفيهيا فقد مارسها الفرنسيون وكان ” يوجين روبرت” الذي عاش في القرن الثامن عشر من رواد هذا المجال، حيث افتتح مسرحا لعرض مهاراته السحرية فكان يضع القيود والسلاسل حول جسمه ويده وبعد لحظات يتخلص منها بطريقة تصيب المشاهدين بالدهشة، وهناك انواع شائعة من هذا الايحاء او خفة اليد مثل اختفائه حمام او طير بمجرد التصفيق او اختفاء شيء بمجرد اخفائه عن عين المشاهد ويحافظ قانون السحر على سرية ووسائل الخداع.

وفي العالم العربي كان الساحر وخفة اليد السحر بارزة كالمغزي ” مهدي ” وفي مصر هاني شو” الذي فاز بلقب نجم مصر الاول للالعاب السحرية ومن عروضه المميزة انه يقوم باخراج ارنب من قبعة فارغة او اعادة تجميع لقطعة قماش او حبل ثم تقطيعه او قطع جسد لاحدى الفتيات بالمنشار ثم اعادتها من جديد.

كما ان انواع السحر من وجهة النظرة السايكولوجيا التي تسمى تطبيقات للامكانيات الفوق طبيعية التي يمتلكها البعض مثل التي يمتلكها البعض مثل الرؤية من خلال جدار او القدرة على رؤية احداث او اشخاص من مسافات بعيدة او القدرة على معرفة حوادث قديمة لشيء ما او معرفة مستقبلية .

السحر والدين

لقد حرم الاسلام السحر والشعوذة ويعد الساحر كافرا ومن اتاه او جاء صدفة كذلك في بعض الديانات التوحيدية التي كانت سائدة كالديانة الزرارشية التي قامت فلسفتها على مطاردة الشر امام فعل الخير، وهناك ممارسات لطقوس السحر في الكثير من الاديان التي تختلف باختلاف الدين المتبع الفرتس ” لدوميل” قال ان هناك اجماعا على ان مفهوم السحر في الديانات القديمة كانت نابعة من عدم ادراك الانسان لقوى الطبيعة وعدم وجود تحليل علمي لظواهر كانت غامضة لدى الانسان القديم، وهناك بعض الاثار القديمة التي تشير الى استعمال السحر من منظور ديني، فهناك رسوم في العديد من الكهوف الفرنسية التي تشير الى استخدام السحر للمساعدة .

وفي عملية الصيد هناك نقاط تشابه في الديانات القديمة من خلال الكتابات التي عثر عليها مثل استخدام آلات موسيقية بدائية مصنوعة من الخشب لتحدث اصواتا متناغمة اثناء اجراء الطقوس.

كما ان هناك رموزا وشفرات غامضة من اجل استحضار الارواح.

السحر والشعوذة في بغداد القديمة

كان نهر دجلة ومنذ ايام العهد العباسي مكانا خصبا لاحياء طقوس البغداديين من اعمال السحر والشعوذة، فقد كانت النساء تخرج ليلا لتلقي شيئا ما في النهر كما يذكر الكثير من ” البلامة” الذين لايعرفون ماهية الاكياس والمواد التي تلقى في النهرحد ؟ والتي تجاوز عمرها السنتين عاما تحدثت عن هذه الظاهرة قائلة: ان هناك يوما في كل سنة شمسية يوم ” المحبة ” وهو يوم ولادة الرجل الصالح ” الخفر” الذي تحدث عنه القرآن الكريم في مهنته المعروفة مع نبي الله موسى”ع”.

حيث نضيء الشموع ونتبارك لندعو الخالق ان يحقق الامنيات، وهناك بعض النسوة من يلقن ” الصر” وفيها اعواد من البخور واحيانا تعود من اجل التبرك.

وتضيف المرأة متابعة هناك نساء يضعن الشموع على سعف النخيل ليحرقن نهايته لتطوف في الماء كما ان هناك نساء يلقين ” العقدة” وهي عقد الرجل على زوجته يوم الزفاف وتقوم بهذه العادة امرأة اخرى ارادته لنفسها. الاكاديمي غانم ابراهيم والذي درس هذه الطقوس من خلال مجموعة من البحوث العلمية قال: لم تأت هذه الطقوس مصادفة ولم يمارسها العراقيون من الفراغ بل هي طقوس ومعتقدات ؟ من البابليين والسومريين واستمرت ليومنا هذا لكن الملاحظ انها تظهر وتختفي، وسبب هذا ان الانسان يلجأ لاشعوريا الى امور قد يعرفها الاخرون تخلفا لكنها تبعث في نفوسهم شعورا بالاطمئنان ومن الغريب ان تجد ان مثل هذه الامور موجودة حتى في البلدان المتقدمة مثل اوروبا والمانيا.

قد يهمك أيضاً

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والإعلان