حوارات وتحقيقات

الشاعرة المغربية خديجة العلام لـ " الحقيقة ": أكتب لأفرغ ذاتي من حمولتها وأتنفس بعيداً عن هواء الدنيا

 

حاورها: عزيز البزوني

 

* حدثينا عن بداياتك مع الشعر او ما الذي جاء بك إلى الشعر؟

– لم آتِ الى الشعر بل أتت به إليّ طفولتي التي مرت بمحطات حزينة، حيث كنت انزوي الى القصص واغرف منها عجائب الدنيا وغرائبها حتى وجدتني وأنا في المرحلة الابتدائية أقلد قطع النصوص الشعرية التي كنت ادرسها آنذاك، وكنت أميل الى حفظ الحزين منها ،لكن دراستي الثانوية والجامعية جعلتني اطلع على كثير من الشعر الجاهلي والأموي والعباسي والأندلسي والفلسطيني … لكن مازلت أقول إني لست بشاعرة ،فقط أكتب خربشات عساها ترقى الى مستوى الشعر.

 * هل لعشق الخيال والوهم شيء في شعر خديجة العلام؟

 

– أكيد فالشعر هو خيال ووهم ،هو العالم الآخر الذي لا نستطيع عيشه في الواقع، هو سمو ذات الشاعر الى ارفع المقامات ،لتضمد جراح الكون وجراحها، فالنص الشعري يولد من رحم الحزن او الفرح ليترعرع على خلفية واقع مخفي في دواخلنا.

 

* لمن تكتب خديجة العلام ؟

 

– اكتب لأفرغ ذاتي من حمولتها لأتنفس بعيدا عن هواء الدنيا المثخن بالجراح ،اكتب لأتقاسم لحظات مع الآخر اما حزن او فرح . 

* ماذا يعتبر الشعر بالنسبة لحياة خديجة العلام؟

– الشعر هو زاوية انزوي فيها في لحظة جنون ألعق جراحي انزف قلمي حرفا ،ينزفني نبضا ،وتحترق الأحزان ،فتنتعش ذاتي لتتجدد الحياة.

 * ماهو ابرز ماكتبته الشاعرة خديجة العلام من قصائد شعرية؟

– قصائدي كلها في تساوٍ، مثل ابنائي لا استطيع ان افرق بينها لكن ان ولابد من هذا الطرح, فانا اكتب كثيرا عن لحظات حزن ،مواضيع حول الوطن والثورة والفقر والظلم.

* كيف ترين واقع  حركة الأدب والشعر في المغرب العربي اليوم؟

– المغرب كباقي دول العالم يعرف نهضة في كل المجالات الثقافية من أدب وشعر وقصة ومسرح وغير ذلك , وجود كثير من المهرجانات والملتقيات والأمسيات الأدبية التي بدأت تتكاثر لكن هذا لا يعني انها كلها تعبر عن جودة المنتوج الثقافي لان البعض منها يفتح الباب لكل السخافات ،ولا تعبر عن الوجه الحقيقي للثقافة المغربية بل هي تعبير عن أصحابها وسخافاتهم.

* ماهي الرسالة التي تريدين ايصالها من خلال شعرك ؟ 

– تائهة اوراقي بين ليل يعصر في الأحلام وصبح يولد من رحم الأمنيات تحملني أقلامي إليك يا وطني على أرصفة الحزن أنتظر… أتأمل وجهي في عينيك فتأخذ ني إلى منعطف التيه، أرص زوايا التاريخ على سكة الحديد وبقايا رمل لفظه شاطئ الماضي ،خط فيه وجه قمر ليعبر الجسر، يتخطى التراكم الوئيد ،سأعبر معه وبين ذراعي دميتي وألوان الصبا وبعض ذكريات تؤنسني ،فالسفر طويل يجوب البحار والمراكب ملؤها الدمع ،الشتاء مقفر وبارد… عسير المخاض الحكايات تحمل النبوءة على الاكتاف النوافذ مكسرة وهذا الكبرياء يجول في الشوارع ،يتربص بظلي الذي ينسلخ مني، يعانق وحده الهيام لن أتكلم فقط أرسم علامات استفهام، فكم من بياض يكفي ليأتي الصبح متسربلا بلغة العشق؟ وكم من الزمن يكفي ليتلاشى الانتظار؟ فتعود مواسم الفرسان تحمل معها سنابل وغصن تفاح وكُراسة الربيع مرسوم عليها فراشة وحمامة بيضاء، يا وطني هذا نبضي يخفق بلون علمك الأحمر، دمي يجري بين الجداول والأنهار ،والأخضر بستان ملؤه جذوري يفوح برائحة العنبر والدفلى، يا وطني غرستني شمعة بين ضلوعك فكفاني احتراقا لم يعد من العمر إلا وريقاتِ باهتة، دعني أتأمل وجهي في مرآتك علني أخفي ندوبه بمساحيق من ترابك فتنكشفُ الحقيقة مع هجر الحمام قبل موعده حينها تنفلت مني رائحة الطفولة تبعثرني تنشدني أغنية الصبا فأغفو بين ذراعيك لأرتاح من عذاب اليأس.

  * هل حققت خديجة العلام  ما تطمح  إليه من خلال قصائدها ؟

– طبعا لا ،فالإنسان بطبعه طماع ،لهذا مازلت اطمع ،مازلت احلم ،وكلما أخطو يزيد حلمي اتساعاً.

 * كلمة أخيرة قبل إسدال الستار

 – تشبهني ايها البحر في صمت الوجع تهدي عطرك في كل لحظة وتمضي توزع الهمس… القبلات ويبقى الحزن يخنق نبضك للصمت صرخة الصمود… تهز الثرى تكسر الحدود يتخشع الوجود.

قد يهمك أيضاً