حوارات وتحقيقات

طلاق صغار السن.. آفة مجتمعية مبكرة تحطم الأسرة العراقية

تحقيق- دريد ثامر مشاكل عائلية قال عباس شاكر محمد ( موظف ): بعد زواجي واجهت في بدايته خصوصاً السنوات الاولى منه ، مشاكل ومعوقات كثيرة ما بين وبين زوجتي من جهة وما بيني وبين أهل وتدخلاتهم من جهة أخرى .وأضاف بقوله ، أن فكرة الطلاق كانت تراودني بصورة يومية كي أتخلص من كل المنغصات التي تواجهني وأهرب الى حياتي السابقة التي كنت أعيشها بهدوء من دون مشاكل .ويرى عباس أن على الاهل مسؤولية كبيرة في توعية الشباب قبل الزواج بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم والوقوف معهم في حالة تطلب الامر ذلك ، كي تسهم في التقليل من حالات الطلاق بين صغار السن ، عندما يقعون في أول مشكلة تحصل بينهم بسبب صعوبة المعيشة . لهيب الاسعار أما ياسمين كاظم خليل ( ربة بيت ) قالت إلى أن الامور المالية والبطالة التي إجتاحت مجتمعنا من سنين مضت وساهمت في عدم حصول غالبية المواطنين على فرصة عمل تساعدهم في مواجهة لهيب الاسعار ، أدت الى إنتشار فكرة الطلاق بين الناس .وتابعت حديثها ، أن هناك حالات بسيطة يمكن التغلب عليها من قبل أهل العريس والعروس في عدم جعلها مادة أساسية للخلاف ، ولكنهم يصرون على جعلها مادة في نشوب معارك لا مبرر لها وكان من الممكن حلها سلمياً بالتفاهم .وأوضحت ياسمين ، أن الخلاف بشأن حفلة الزفاف في المنزل أم في أحد القاعات المعرفة من قبل أهل العروس كي يتفاخرون أمام جيرانهم وأقاربهم ، تؤدي إلى حالات طلاق مبكرة ، والمصيبة أن بعضها يحدث قبل الزفاف ، ما يجعلهم في حالة سخرية من قبل معارفهم ، كونهم وقعوا ضحية أمور تافهة كان من الاجدار بهم التغاضي عنها حفاظاً على حياة أبنائهم المستقبلية ، قبل أن يرسموا في حياتهم صورة الطلاق ويجعلوها هدفهم قبل سعادتهم . التفاهم والانسجام غير إن إبراهيم عبد الحميد ناصر ( صاحب محل لبيع الاجهزة النقالة ) قال بعد زواجي ، أعطيت لنفسي ولزوجتي مزيداً من الوقت من أجل تحقيق حالة التفاهم والانسجام النفسي بيننا ، لان التعارف يحتاج الى وقت ، فحتى في عملي أحتاج مع العمال فترة كي نفهم بعضنا وتتحول شيئا فشيئا الى صداقة دائمة ، وهذا الأمر حاله حال الازواج في حياتهم الجديدة. وأكد إبراهيم على أن إختيار فكرة الطلاق بعد أول مشكلة تواجه الرجل أو المرأة ، هي بحاجة مراجعة الذات ودراسة الواقع دراسة دقيقة لمعرفة القرار النهائي والصحيح عند إتخاذه ، وحساب كل شيء بصورة دقيقة من كلا الجهتين وتحديد مدة زمنية بعيدة عن بعضهم لمعرفة مشاعرهم الحقيقية .وكان إبراهيم ، قبل زواجه فاتح أهل زوجته بعدم رغبته حمل ثقل نفقات الزواج ، سواء كانت المهر المرتفع أو الذهب والحفلة وغيرها من المظاهر التي لا داعي لها ، كي لا تضطره للاتجاه نحو الاستدانة من الاهل والاقارب والتي ربما تكون أحد الأسباب الرئيسية للطلاق فيما بعد ، وهذا ما لا يريده في المستقبل . ديوان متراكمة في حين قالت خولة هادي شاكر ( طالبة جامعية ) كنت أنصح خطيبي قبل الزواج أن يلتفت إلى الالتزامات المالية المطلوبة منه من أجل ألا تكون هماً ينوء به على كاهله بعد الزواج ، ولكنه لم ينتبه لكلامي وصار يوعد أهلي بأمور خارج عن أمكانيته المادية بصورة كبيرة .وعزا أسباب ذلك لتخوفه من أن يوصفه أهلي بالبخل وأنه منذ بداية حياته الزوجية أصبح يقصر على زوجته ، وأنه غير قادر على تلبية متطلباتها ، فمرت الايام بهم وحصل الزفاف وفرح الاهل والاقارب والاصدقاء وخفتت الأضواء من حوله وأجتمع بشريكة عمره تحت سقف واحد في حياة سعيدة وهادئة في بدايتها وشاهدت خولة ، هموما كبيرة على وجه زوجها بعد أن أحاطه الكثير من الديون وصار الناس يطرقون باب بيته وأصبحت الاتصالات الهاتفية لا تنقطع طيلة النهار وهم يريدون أموالهم التي أعطوها مقابل وقت محدد لتسديدها ، ليصب غضبه عليها وعلى أهلها في وصوله لحالة التهرب من الناس، فأصبحت علاقتهم الزوجية فاترة ووصلت الى حالة الطلاق . التوافق بين الازواج وحكى أحمد زهير عبد الرحمن ( كاسب ) قصته حول زواجه وهو بعمره المبكر ، فقال ، تلبية لرغبة والدتي وافقت على الزواج من أحدى أقربائنا التي أختارتها لي من دون سابق معرفة بها ، ولكني بعد زواجي بعدة أشهر لم أجد توافقا بيني وبينها نهائياً من جميع النواحي .وزاد في كلامه ، فاتسعت الفجوة يومياً وأصبحت لغة التفاهم بيننا معدومة ، وأصبح كل منا يفكر في الطلاق ، نتيجة سوء الاختيار أو عدم الاختيار في بعض الأحيان، لان الأهل كان لهم القرار النهائي في إتمام مسألة الزواج ، والذي لم يكن مبنيا على قناعتنا ، لتضاف الى هذه الامور مشاكل مالية لم تكن في حساباتي ، في ظل بطالة لم أستطع التخلص منها أو أجد فرصة عمل ، فكان إعتمادي في المصروف على أهلي .وشدد أحمد أن التوافق النفسي والفكري بين الازواج يلعب دوراً كبيراً في إستمرار الحياة الزوجية بكل أمان وهدوء، وكلما كان هناك توافق، كانوا بعيدين عن أي خلافات أسرية، وإن حصلت ، فيمكن التغلب عليها ، كون الاساس قويا ومتينا ولا يمكن النفوذ اليها ، تحت مسميات المشاكل المالية وغيــرها من الامــور . نسبة الطلاق ويرى المحامي محمود جعفر مهدي ، أن نسبة الطلاق المرتفعة بين الشباب من صغار السن تكمن في تحول المرأة من حياتها المريحة في بيت أهلها الى حالة الفقر والعازة في بيت زوجها .ونوه بأن تدخل الأهل بصورة يومية يعد من المسببات الكثيرة ، التي تؤدي الى حالات الطلاق ، لاسيما قبل الزفاف ، تحت مشورة المحيطين بهم بالخروج من هذا الامر بأقل الخسائر .وتألم أن تقع مسؤولية الطلاق دائماً على الفتاة سواء قبل الزفاف أو بعده ، حتى وإن كان الطرف الآخر هو المخطئ ، فتكون ضحية نظرة المجتمع لها ، كمطلقة. نهاية الكلام عدم تهيئة الشباب المقبلين للزواج من خلال جمعهم الأموال التي تمكنهم من إتمام الزفاف من دون مشاكل الاستدانة التي تعكر صفو حياتهم الزوجية ، تسهم في مشاكل عديدة لا يمكن التخلص منها ، فعدم تعويدهم على تحمل المسؤولية ووقوع في وهم الحياة وردية في الزواج ، سوف تؤديان الى إصطدامهم بأول مشكلة تعترضهم ولا يعرفون التصدى لها ، كونهم لا يمتلكون الحكمة والدراية في مواجهتها ، يضاف اليها التدخلات الأسرية، في مسألة إختيار الزوج أو الزوجة أو في ترتيبات العرس وإرتفاع المهور وزيادة التكاليف الزوجية بصورة عامة ، كل هذه الامور طريق ممهد الى أبواب المحاكم وسرعة الطلاق.

قد يهمك أيضاً