احمد جبار غرب
وبعدان رحب بالحضور واشاد بهم ،تعهد امام الحاضرين بإكمال المسيرة التي اختطها الراحل نحو عراق حر وديمقراطي وبعيدا عن التمحور والاستقطاب الطائفي ومن اجل ان يتمتع كل العراقيين بثرواتهم وان يكون العراقي عزيزا كريما في وطنه وقد عتب على بعض رفاق الدرب والمسيرة وايضا من محبي الراحل احمد الجلبي لعدم حضورهم كرد دين ووفاء لما قدمه الفقيد من تضحيات وسخاء وبذل واكد ان المؤتمر سيتجاوز كل الصعوبات التي ترتبت على فقدان مناضل كبير وان يحوز على ثقة العراقيين ومما جاء في كلمته (سنكون داعمين لكل اخواننا من الشعراء والفنانين والإعلاميين . واقولها بأمانة هناك حسرة في داخلي لأنني اشعر انا الوحيد في المؤتمر الوطني العراقي وهذا يزيدني فخرا وشرفا لا نني منذ الساعة الاولى لتأسيس المؤتمر الوطني كنت مع المرحوم فقيد الرافدين احمد الجلبي ولا ننسى الداعم الاول لهذا المشروع الوطني الاستاذ اراس حبيب ابن المفكر السياسي المعروف واتقدم باسمي وباسمكم بالشكر للأستاذ اراس حبيب ومرة اخرى ارحب بكل الحاضرين واهلا وسهلا بكم) ثم عقب الزميل الاعلامي اياد السعيدي قائلا (وبدءا اقول بدءا لعل ما نتحدث عنه اليوم وانا تحت هذه اللافتة ذات العنوان الكبير هو الاكثر مثارا للجدل فعملية اسقاط النظام السابق شابها الكثير من السذاجة والسطحية في التحليل والادبيات التي اثمرت ونشرت بشان لذلك انبرى المركز الاستراتيجي للأعلام الوطني اليوم لتنظيم هذه الندوات فبين المدح والقدح في زمن الشح وزمن شح فيه الصدق وادعى فيه الكثير يبرز لدينا ما يقول فيه المنصفون من المتواجدين معنا وربما غير المتواجدين وتبعا للظروف التي تتحكم فينا ،مذاهب شتى سلكها العديد ممن تناول سيرة رجال ورموز هذه المرحلة واقصد المرحلة التي سبقت سقوط النظام وعاصرتها للأسف لم يكن الاعلام بذاك المستوى ليدع مجالا للمواطن ليكون فكرته عن حقيقة ما جرى قبل اسقاط النظام لذلك هي محاولة من المركز لوضع النقاط على الحروف وهي اضاءة لزوايا قاتمة اصلا من ذلك التاريخ القريب الذي بقي وراء ظهورنا ليتنهد للأسف صامتا علنا نلتفت اليه وهذه التفاته مباشرة من المركز لصناعة تأريخ جديد) ثم اعتلى المنصة الصحفي والروائي شوقي كريم رئيس تحرير مجلة (رأينا) وقدم بحثا مطولا حول الراحل احمد جلبي ومما جاء فيه: كان علينا ان نفهم اللعبة التي يجب ان نلعبها مع شقين مهمين ،الاول دول الجوار التي ترى الدكتاتور عدوا مباشرا بعد ان كانت الحليف المباشر له في حرب الثماني سنوات والطرف الاخر الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي واللذين وجدا في الدكتاتور خطرا مباشرا على مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة ولهذا عمدت الى تشكيل قوة ضاغطة بعد حرب اعادة الكويت ،لكننا وبحسابات كانت خاطئة جدا اعتمدنا على قوانا الشخصية وعناصر بعض التحالفات البسيطة من لدن المقاومة العراقية وخاصة المتواجدة في ايران والثورات الشعبية لا تنتج دائما مفاهيم ناضجة ولا يمكن لها ان تتحول الى تيار فاعل داخل الوسط الاجتماعي والسياسي دون ان تتوافر على قيادة سياسية واجتماعية تفهم دورها الاساس في توجيه تلك الثورة الى مسارات وتوجيهات يراد من خلالها تحقيق الفعل الثوري البناء وهو ما حدث فعلا في الانتفاضة الشعبية وجد الشعب العراقي وخاصة ابناء الجيش العراقي انفسهم امام خيارين لا ثالث لهما ،الاول الاتجاه صوب دول التحالف والقبول بالاستسلام كنتيجة حتمية للحرب وهذا ما حدث فعلا لبعض القطعات التي عاشت الحيرة فما كان لها الا ان تستسلم لتتحول فيما بعد الى قوة ضاغطة على اجهزة الدكتاتور التي اصبحت ضعيفة او يمكن ان اقول آيلة للسقوط ،اما الجزء الاخر فقد انسحب باتجاه الداخل كانت تلك اللحظة التاريخية الحاسمة التي اطلق بها الجندي المنسحب رصاص رشاشته باتجاه صورة الدكتاتور الواقف في ساحة ام البروم والشرارة الفعلية في بدء الانتفاضة الشعبية او ربما تلك الرصاصة التي اخترقت راس الدكتاتور هي الاعلان الشعبي عن ثورة عارمة تجاوزت كل اليات العمل الثوري لتصل الى حدود بغداد ..ثم يسترسل الاستاذ شوقي :لقد وضعت امريكا ودول الخليج الشعب العراقي في مواجهة مع النظام بل واسهمت ثانية في دعمه في الخفاء من اجل ان يبقى بعد ان حققت المكسب المهم لديها وهو عودة الكويت ،تلك القراءة كان على المعارضة العراقية التي لم تكن في تلك الفترة واضحة المعالم بعد ان تستفيد منها بقدر او بآخر لكنها عاشت حالة من الصراعات الداخلية بحكم وجود الاختلافات الفكرية والمذهبية فثمة تيار ديني يرى ان بناء العراق على اساس دولة دينية تتعايش فيها المذاهب والديانات هي الانفع فيما يرى الليبراليون واليساريون ان الدولة العراقية منذ تأسيسها الاول هي علمانية ولا يمكن للعراق ان يتراجع للوراء بعد ان فقه المواطن احتياجه الحقيقي الى الدولة المدنية بمؤسسات ومقومات وقوانين تحدد الاتفاق الدستوري بين المواطن والدولة وبين الدولة والشعب هنا يبدو الفارق كبيرا والاتفاق على نقطة واحدة امر في غاية الصعوبة ،لقد بدأت دول الجوار تعي صعوبة الموقف لهذا راحت بعض الجهات تدعم هذا الجانب او ذاك وفي مؤتمر لندن كان الصراع واضحا والشخوص الذين قدموا انفسهم على انهم زعامات دينية او مذهبية او قومية ووطنية تحاول ان تجد لها موطئ قدم حتى على حساب ما يمكن ان نسميه بالقيم والمبادئ وليس هناك مشترك واحد اتفقت عليه المعارضة وهو اسقاط النظام دون ان تتفق على الكيفية والاليات التي تسقط النظام وكيف كان البعض يحاول ان يجد منفذا جديدا الى ما يمكن ان نسميه المقاومة الشعبية لهذا اتجهت بعض فصائل المقاومة الى تشكيل تنظيمات بسيطة وغير فاعلة فيما دعت اطراف اخرى في المعارضة الى طرق ابواب المجتمع الدولي للبحث عن خلاص وفي هذا الصدد يقول المناضل والثائر تشي جيفارا انني على استعداد ان اتحالف مع الشيطان من اجل ان انقذ شعبي في ما يقول ما وتسي تونغ ان كل شيء فقد بالقوة لا يمكن ان يعود الا بالقوة وتلك هي حيرة الصراع الذي تعيشه المعارضة العراقية آنذاك فقد كان صراعا نفسيا على غاية من الاهمية ولكنه في مجمل تكوينه خارج عن المألوف فليس ثمة من يقاوم او يقاتل مع كل البطش الذي كان يقدمه صدام على طبق من المقابر الجماعية والقمع الجمعي والسجون تلك الفعاليات القمعية ان الفعاليات التي كانت تقوم بها المقاومة الاسلامية في منطقة الاهوار وكذلك المقاومة اليسارية التي كانت تقاتل في الشمال العراقي عبر تنظيمات الانصار التابعة للحزب الشيوعي العراقي كانت لا تكفي لأسقاط النظام بل كما اعتقد منحت النظام فرصة بان يجد من يرمم انهزامه بحجة ان ايران هي العدو الدائم لدول الخليج تريد ان تستبيح العراق للوصول الى غاية الاستحواذ على منطقة الخليج بكاملها كانت تلك الفكرة والتي لاتزال قائمة حتى الان هي التي تحرك سرية العمل في منظومة العمل السياسي في الخليج ودول الجوار كانت الفصائل المقاتلة تشعر بالخيبة احيانا لأنها لم تستطع ان تتوسع بالشكل الذي يمكن لها ان اسقاط النظام او ان تتحول الى ظاهرة شعبية مقاومة وسط تلك الاشكالات تمكن الرجل الذي غادر العراق وهو في الرابعة عشرة من عمره والذي درس العلوم الاقتصادية من ان يجد الحل المناسب لهذه الازمة اعتقد ان الاقرب الى الواقع هو ما كان يطالب به الدكتور احمد الجلبي لأسقاط النظام اولا بالتعاون مع جميع تلك الاطراف دولا ومنظمات وهيئات وحتى افرادا من اجل لململة شتات المعارضة العراقية في الخارج تحت خيمة واحدة هدفها الاول اسقاط النظام الدكتاتوري وتحرير الشعب العراقي تلك كانت المظلة وهي مظلة المؤتمر الوطني العراقي ،لم يكن احمد الجلبي قد انتبه الى عدم التجانس والتفاهم وتفاوت الافكار والبنى داخل تلك الخيمة بل كان همه الاساس هو انقاذ العراق بل انقاذ ما تبقى من العراق …ثم القى الكاتب والصحفي احمد جبار غرب كلمة بحق الراحل الدكتور احمد الجلبي جاء فيها (انصافا للتاريخ ..وانصافا لكلمة الحق التي يناضل الخيرون من اجل اعلاء شانها ،علي ان اقول ما كان عراقنا ان يكون هكذا ، نقول ما نريد، نفعل ما نريد. نعيش احرار نمتلك زمام امورنا ، لولا بصمة رجل شجاع امتلك ارادة صلبة من اجل العراقيين ومن اجل خلاصهم وانعتاقهم من طغمة مستبدة تسلطت بحد السيف والجور على رقابهم ومن اجل الحرية ومن اجل مستقبلهم ومستقبل اجيالهم ما كان ذلك ان يتم لولا ارادة وشجاعة المرحوم احمد الجلبي الرجل الوطني الصلب قاهر الدكتاتورية ومرعبها ، فالعراقيون جميعا مدينون له.. لعقليته ..ولوطنيته، فقد لم شمل شتات المعارضة المتبعثرة هنا وهناك تحت مسمى حزب المؤتمر الوطني العراقي جامعا وشاملا لكل القوى والاحزاب والشخصيات التي تكافح من اجل التغيير وتحرير العراق من الحقبة الظالمة والمستبدة من اقصى اليمين لأقصى اليسار ليبراليون وإسلاميون وبعقلية ثاقبة استطاع المرحوم ان ينفذ الى عمق الجدار الصلب في المخابرات الامريكية والكونجرس عبر علاقاته المتشعبة وذكاءه الحاد وان يطرح مشروعا عظيما ليستحوذ على الاهتمام والمناصرة من قوى الخير والانسانية في امريكا وهكذا ولد قانون تحرير العراق الذي من خلاله تم التحرير والتغيير في العراق وانتقلنا من حكم فردي متسلط بالقوة الى حكم ديمقراطي يتم فيه التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الديمقراطية الا ان ظروف العراق وما خلفه النظام المقبور من ارث اسود متمثل في عصاباته الارهابية عرقل المسيرة وشتت الجهد ومازدا الطين بله اعتماد راعي العملية الديمقراطية واغلب القوى السياسية نهج المحاصصة البغيض الذي دمر العراق واستحلبت امواله من قبل القوى السياسية المتنفذة والمتسلطة بمختلف الطرق والوسائل فأصبحت السرقات جزء من المهام السياسية والانتخابية ولعدم افساح المجال امام الطاقات السياسية الخلاقة والعقلية الاقتصادية المقتدرة من تبوء مكانها المناسب في قيادة الدولة نحو بر الامان وذلك بأتباع نهج المحاصصة الطائفية الحمقاء جعل مهمة العراق صعبة وما نعيشه اليوم هو جزء من حماقات ارتكبتها بعض القوى السياسية باتباعها النهج الطائفي الذي دمر البلاد واهلك العباد وفي هذا اليوم نثمن وبقوة ما قام به المرحوم احمد الجلبي الذي نحتفل بمأثرته ونستعيد نضالاته وكفاحه من اجل العراق والعراقيين الرحمة والخلود للزعيم الراحل احمد الجلبي جعل الله مثواه الجنة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ثم بعد ذلك القى الباحث كامل الدلفي القيادي في المؤتمر الوطني محاضرة طويلة و قيمة تحدث فيها عن مفاصل التكوين المعارض للدكتور احمد الجلبي وحدد مبادئها بالهوية والصيرورة الملحة في اسقاط النظام رغم المعارضة العربية وحاول عبر جهوده الذاتية من فرض آرائه مدموغا بالحجج والبيانات التي تعطيه الحق بانتهاج شتى السبل لأسقاط النظام وقد اعتمد البحث كمادة للنشر في مجلة( رأينا ) التي يصدرها المركز الاستراتيجي للأعلام الوطني لأهميته وليطلع عليه المتابعون لقضية الراحل احمد الجلبي ،بعد ذلك طرح عدد من الحاضرين وجلهم من النقاد والصحفيين عددا من اسئلتهم ومداخلاتهم ومنها مداخلة الناقد يوسف عبود جويعد حيث اكد ان العراقيين كانوا تواقين للتغيير والتحرر من الدكتاتورية التي كبلتهم طيلة 35 عاما حيث مارست معهم شتى صنوف القسوة والاضطهاد وفجأة انفتح هذا السجن الكبير الذي حشر فيه الناس فكانت الانطلاقة قوية في التعبير بحرية عن كل ما يشعر به المواطن وانفتحت الافاق امام المثقفين ليعبروا عن كل ما في دواخلهم ورغم الاوضاع حصلت فيها فوضى نتيجة اعتماد سياسات غير حكيمة الا ان التخلص من الدكتاتور واسقاطه كان هدفا عظيما بحد ذاته ثم ختمت الندوة على امل الاتصال والتواصل خدمة للأعلام الوطني وخدمة العراق العظيم والتقطت الصور التذكارية التي توثق تلك الساعات المثمرة التي جمعهم فيها ومنح فرصتها المركز الاستراتيجي للأعلام الوطني