حوارات وتحقيقات

الإنترنت والخيانة الزوجية وسائل الاتصالات الحديثة تمهد الطريق أمام "الخيانة الزوجية"

تحقيق- نجلاء الطائي

 

واقتحمت مواقع التواصل الاجتماعي بأشكالها المختلفة حياتنا اليومية، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ منها، البعض يحب ويتزوج عن طريق “فيسبوك”، والبعض الآخر يطلِّق زوجته برسالة نصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والبعض الآخر وهو موضوع تحقيقنا اليوم  انتشار “الخيانة الزوجية”، مما آثار اهتمام المجتمع بهذه الظاهرة ومعرفة رأي الشرع من خلال كلمات ترسل للطرف الآخر عبر الإنترنت. 

تقول س ن : تقدم شاب لخطبتي أكثر من مرة وجُوبِه بالرفض والطرد ، فكانت الحجج والمبررات غير كافية للرفض ، ومرت الأيام والليالي وبعد مدة تقدم أخوه الأكبر لخطبتي، ووافقوا على زواجي من دون مراعاة مشاعري ، فكان باعتقادهم أنهم بهذه الزيجة قد وضعوا حدا لقصة حبنا ، ومنذ أول لقاء عائلي والتقاء الأعين رجعت نار الحب والعشق اتقدت ، واتفقنا على ان نرد على التقاليد، وننتقم من الأعراف بتلك الخيانة التي استمرت 15 عاما متواصلة ، فكانت ثمرة تلك الخيانة طفلة ، الا ان الشكوك بدأت تراود الزوج بانتماء نسب الطفلة من أخيه وبتحليل ( دي ان اي تم التعرف على والد ابنتي ، فلم يطلقني وأنا الآن حبيسة المنزل ، فكلما يخرج لعمله يوصد النوافذ والأبواب.

(أم غايب) اللقب الذي تنادَى به كل امرأة لا تنجب أطفالا تقول: ” تزوجت منذ 17 عشر عاما ولم يرزقني الله بطفل ، لوجود تشوه خلقي لدى زوجي منذ الطفولة، الا ان حبي له وعشرته الطيبة أشبعت رغباتي في الأمومة ، ووفر لي احدث وسائل التكنولوجيا من هاتف وانترنت ، فلم يدرك بان ما وفره لي كان سببًا في خراب بيتي، بدأت ادخل مواقع الدردشة والشات لأقتل الفراغ الذي ينتابني في غيابه ، وفي وقت متأخر أدركت بانه لم يكن مجرد قضاء وقت وانما وصل حد الإدمان تبدأ من ساعات الصباح حتى منتصف الليل. وأوضحت: “عندما شعر زوجي ان اغلب مشاكلنا بدأت بسبب جلوسي المتواصل على الانترنت أراد الاستغناء عنه ، الا أنني رفضت وأصررت على بقاء النت ، الا ان الشاب الذي تعرفت عليه عبر إحدى مواقع التواصل الاجتماعي أقنعني بمقابلته ، ومن اللحظة التي التقينا فيها لم يفارق ذلك الشاب مخيلتي ، ما دفعني الى إهمال زوجي وعدم المبالاة به والتنقل من بيت الى آخر وانا احمل جهاز الكمبيوتر للدردشة ، وكانت نهاية زواجنا الطلاق ، لكن الشاب الذي وعدني بالزواج اخل بوعده وتركني منذ لحظة طلاقي، وكان سبب طلاقي معروفا من عائلتي ، فكان السبيل الى الرحيل هو الهروب الى خارج العراق. 

وأشار عدي صاحب العلاقات المتعددة مع النساء قائلاً: “لم أخن مرة واحدة بل عشرين ألف مرة ، وكلهن متزوجات، وتكون شفرة الوصول للعلاقات المتعددة الهواتف النقالة ، وفي كل مرة تقع زوجتي على خيانتي وتكتشفها اتركها، وابحث عن أخرى ،رحتى تعرفت على امرأة متزوجة، وخلال علاقتي معها عرفتني على زوجها بصفتي اخا لصديقتها ويمكنني تعيينه كموظف في الدولة، ودخلت بيت الزوج وبحضوره الا انني تفاجأت بان كل العيوب التي كانت تلقيها على زوجها خالية من الصحة ، حيث كانت تمر من خلفه وتبعث لي القبلات، وهذا ما دفعني الى الاشمئزاز، وترك علاقاتي والحفاظ على زوجتي.

 وأعلنت م،ج أن “الخيانة الزوجية قد تحدث من الطرفين سواء الرجل أو المرأة ولأسباب متعددة كعدم وجود التفاهم أو الحب بين الزوجين، او عدم توفر الرفاهية فضلا عن “النزوة” التي قد تدفع الإنسان إلى الخيانة”, مضيفة “قد تزوجت في عام 2011 وتعرضت للخيانة بعد شهرين من زواجي، وهذا ما جعلني افقد ثقتي في جميع الرجال”.  وأوضحت: “بعد مرور ثلاثة اشهر طلبت من زوجي بأن اقضي ليلة مع أهلي لاشتياقي لهم فوافق بكل رحابة صدر على هذا الأمر، واخبرني بأنه سيذهب إلى بيت والده وسيقضي اليوم معهم، ولكن في اليوم الثاني عند عودتي إلى المنزل أخبرتني جارتي بأنها جاءت لزيارتي يوم أمس ولم يفتح لها احد، فقلت لها : “لم نكن في البيت يوم أمس”، فهنا كانت الصدمة عندما قالت لي إن “سيارة زوجك كانت موجودة وكذلك الإنارة مشتعلة في المنزل”.  وأكدت أن “هناك الكثير من الأفكار التي راودتني عدا الخيانة، فانتظرت عودته من العمل وطرحت عليه بعض الأسئلة، ولكنه كان مصرا على انه قضى يوم أمس مع عائلته، إلا أن من سوء حظه او بسبب ارتباكه نسى موضوع الكاميرا الموجودة في المنزل، فلم أكن اعلم كيف يتم استخدامها لكي أعيد تصوير الفيديو فاستعنت بأحد الأصدقاء”، معبرة عن أسفها قائلة “قد شاهدت خيانته بعيني منذ لحظة دخولهما إلى كراج المنزل حيث قام بفتح باب السيارة لها وقبلها ومن ثم حملها ودخلا إلى المنزل وما خفي كان أعظم”.

 وتزيد “لم أبقَ في المنزل ولا ساعة واحدة تركت خلفي كل شيء وخرجت باكية متوجهة إلى منزل والدي، ومن ثم تم نقلي إلى المستشفى اثر الصدمة الكبيرة التي تعرضت لها، ومن بعدها طلبت الطلاق لكوني لم أتحمل فكرة أن يكون زوجي خائنا وبهذه الوقاحة التي تدفعه إلى اصطحاب امرأة أخرى إلى منزلي وفراشي”.

وكشفت(ر.ن): “خيانتي كان سببها الرئيسي زوجي، وخيانته لي في حجرة نومي وأمام عيني ، والحاجة دفعتني الى العمل في المنازل لسد رمق أطفالي وهو يصرف كل ما يجنيه على النساء اللاتي يتعرف عليهن خلال الهاتف، فانجرفت معتقدة أن الخيانة بالمثل ليست بالحرام، فتحدثت مع بعض الشباب عن طريق الهاتف، وسردت لهم معاناتي ومعاملة زوجي فلم يكن لي احد أتحدث اليه وأبث شكواي له ، الا انني وقعت في مأزق الابتزاز من قبل الشاب الذي تعرفت عليه عن طريق الهاتف، الذي قام بتسجيل مكالماتي معه وبدأ بتهديدي إما ان أقوم بعلاقة غير شرعية، او يفضح أمري أمام أولادي وزوجي الخائن، وشعوري بالندم لا يعفيني عن الذنب الذي اقترفته بحق نفسي أولا وبحق أولادي.

 وأكدت سمراء علي ، أن “ظاهرة الخيانة انتشرت بشكل واسع في البلد، وكان في السابق غالب الخيانات من قبل الرجال أما الآن وللأسف تحولت هذه الظاهرة إلى النساء، حيث نشاهد الكثير من النساء يخوننَّ أزواجهنَّ من اجل المال أو الجنس أو أمور أخرى”.  وتروي سمراء قصة عن احد معارفها فتقول: “تزوجت الفتاة ك,ب منذ عام وكان زوجها ضابطا عسكريا إجازته في الشهر فقط خمسة أيام، فحدثت الكثير من المشاكل مع زوجته بسبب هذا الموضوع، إلا انه لم يعجز عن الحل، واستمر الحال لمدة ستة اشهر إلى أن بدأت ك,ب تضجر من هذا الموضوع لكونه بعيدا عنها، فبدأت تلجأ إلى أمور أخرى مخلة بالشرف”. وألمحت “لاحظ الزوج إهمال زوجته له وعدم الاهتمام به إلا انه لم يتوقع سوى أنها مرهقة من أعمال المنزل وما شابه ذلك, وفي يوم من الأيام قرر أن يفاجئ زوجته بإجازة ليجدد بها حبهما وعلاقتهما, فعاد إلى المنزل في الساعة التاسعة صباحا حيث كانت ك,ب نائمة فقام بتحضير الفطور والشاي وبعدها جلس ينتظرها حتى تستيقظ, وفي هذه الأثناء رن هاتفها فنهض بسرعة كي لا تستيقظ على صوت رنين الهاتف فوجد اسم المتصل “روان” فلم يرد عليها, فأصبح يفتش في هاتفها وهنا كانت الفاجعة”. 

بينت المحامية عبير الخفاجي ان كثيرا من الدعاوى يكون سببها الخيانة الزوجية، ولكن في بعض الأحيان تفتقر هذه الدعاوى الى الإثبات الذي نص عليه القانون ، حيث تأخذ الدعوى مسارا آخر وهي المطالبة بالحقوق والانفصال عن الآخر لأسباب معينة ، لان العرف العشائري يغلب على مجتمعنا مما يجعل الأشخاص يحذرون من اتهام مثل هذا، وخاصة بالنسبة لاتهام الزوج لزوجته ، وذلك لان المرأة في مجتمعنا لا تمثل زوجها فقط بل عائلتها وربما عشيرتها التي تعود اليها، والقانون أعطى الحق لقاضي المحاكم الشريعة إيقاع الطلاق ، بعد تحقق الأدلة التي يستند عليها القاضي، وهذا ما أشارت إليه المادة الأربعون من قانون الأحوال الشخصية. 

 

قد يهمك أيضاً