تحقيق- دريد ثامر
يقول حميد مجيد الشمري من سكنة بغداد الجديدة: ان كثرة السيارات في الشوارع الان تدعو الى ضرورة الاهتمام بجسور المشاة الموجودة حالياً من خلال تأهيلها وصيانتها بعد ان اصبحت مكاناً للنفايات حتى تسهم في المحافظة على ارواح الناس من تهور بعض السواق الذين لا يفهمون معنى السلامة المرورية وللموطنين والذين يسيرون في الشوارع وكأن كل شيء اصبح ملكاً لهم يفعلون ما يشاؤون من دون رقيب يحاسبهم على ذلك ووجدوا ان المتابعة من قبل الجهات المختصة غير موجودة والعقوبات ليست بالمستوى الذي يطمح اليه المواطن في الحد من هذه السرعة التي لا تبدو لها نهاية ، فكانت جسور المشاة المطلب الذي طالما تمنيناه كي نحافظ على انفسنا واطفالنا من هذه الشوارع التي كانت وما زالت مخاطره موجودة بشكل كبير ومخيف .
أما سها عبد الامير محمد من سكنة البياع فقالت : في كل عطلة صيفية يتمتع بها ابنائي التلاميذ أشعر بالفرحة والسرور بعد ان ينهوا امتحاناتهم الدراسية حيث تفقدني صوابي تلك المتابعة اليومية عند ذهابهم الى المدرسة ورجوعهم منها خصوصاً وهم يعبرون الشوارع ذهاباً واياباً ما زاد من انشغالي عليهم وانا في العمل غير مطمئنة ابداً ومع بدء العام الدراسي الجديد، وبالرغم من تطمينات الاهل والجيران على هذه الحالة ولكني لست مقتنعة ، فلو كانت مشاريع جسور المشاة قد شملت المدارس وخصوصاً الاطفال كي تساعدهم على عدم التعرض لحوادث الدهس لكانت أفضل وكنا قد وصلنا الى اقصى درجات الاهتمام بما يحتاجه المواطن من خدمات لانها تصب في مصلحته ولا يستطيع الاستغناء عنها .
في حين قال علي جاسم حمدان من سكنة ابو دشير : لقد تعرضت والدتي الى حادث سير كادت تفقد حياتها من جراء عدم الانتباه من قبل السائق ، فحين حاولنا العبور لم نلحظ خروجه من الشارع بهذه السرعة غير المبررة وحصل ما حصل ولو كان في منطقتنا جسراً واحداً للمشاة يبعدنا على ما تخفيه الاقدار لنا لما حصلت هذه الحادثة في حين نرى دول العالم قد اهتمت بهذه الجسور واعتبرتها حالة حضارية كونها تعكس مدى التقدم الحضاري والثقافي عند استعمالها من دون السير بين السيارات في الشوارع غير اننا اهملنا هذا الجانب وجوانب اخرى كثيرة ، فهل يعقل ان نرى عراقياً يعبر الطريق السريع مع عائلته مسرعاً وغير مبالٍ بما يحدث له من مخاطر ؟ ان الاهمال والابتعاد عن ابسط حقوقه لهو دليل على نسيانه انه إنسان .
غير ان حسن حامد عباس من سكنة شارع فلسطين قال : ان اغلب جسور المشاة في منطقتنا صالحة ومؤهلة للسير عليها، ولكن ينتابني شعور بالضجر عندما احاول الصعود والنزول منها بينما تبعدني عن الجهة الثانية من الشارع خطوة بسيطة فاحاول ان اختصر الطرق واعبر مسرعاً وهذا لا يعطيني مبرراً على خطأ تصرفي ولكن هذا الحال ما يفعله الجميع ويعلمون خطأ تصرفهم في العبور وسط السيارات المسرعة التي قد تعرض حياته وعائلته الى الدهس من قبل بعض السواق مع ذلك نفعل هذا الامر ونعلم باننا نعرض حياتنا الى الخطر ولا أعرف لماذا نستمر؟.
ويقول حسنين مهدي حامد ( بائع صحف ) : سابقاً كنت امتنع من العبورعلى جسر المشاة بسبب التدهور الامني وتخوفي من العبوات الناسفة والاطلاقات العشوائية أما الان فاني أفضل التنقل بين الشوراع من هذه الجسور وانا احمل ما استطعت من الجرائد كي أبيعها بين الجانبين للناس .ويضيف : ينتابني شعور لا يوصف وأنا أشاهد عاصمتي بغداد ومعالمها الجميلة مع اصدقائي عندما نلتقط بعض الصور للذكريات حتى انني كنت أبيع معظم الكتب على الجســور .
وتساءلت حنان عبد الخالق جمال ( موظفة ) : هل توجد صعوبة او لا نملك المال في سبيل نصب جسور مشاة في جميع المناطق في العراق حفاظاً على ارواح الناس ؟ نحن نملك كل شيء المال والموارد البشرية التي ما زالت عاطلة عن العمل تنتظر مثل هذه المشاريع الخدمية من اجل استيعابهم وزجهم فيها وفق خبراتهم ومؤهلاتهم العلمية حتى نستفاد منهم وعدم تركهم عرضة للبطالة التي تنهش من جسدهم العلم والمعرفة طيلة السنوات التي تعلموا فيها وحصدوا من خلالها على الشهادات العليا، وأضن ان موضوع المال هو موضوع لا ابغي الحديث عنه لان العراق فيه من الاموال ما يسهم في بناء جميع المشاريع الموجودة في البلاد لمدة ( 10 ) سنوات قادمة وانا مسؤولة عن كلامي هذا .
من جهته أكد مازن محمد علي ( شرطي مرور في احدى تقاطعات العاصمة بغداد ) على احتياج اغلب الشوارع الى هذه الجسور التي تؤدي الى التقليل من حوادث الدهس التي تحصل بين الحين والاخر من خلال بنائها او تأهيلها في حالة وجودها وخصوصاً في المناطق التي تشهد زخماً بشرية، وهذا لا يأتي الا من خلال زيادة تثقيف المواطن بضرورة استعمال هذه الجسور في المناطق التي تتوفر فيها خوفاً على حياتهم وحياة عوائلهم اضافة الى وجود قوانين تعاقب من لا يلتزم بها.