حوارات وتحقيقات

أسواق الفواكه والخضر تزحف على الجزرات الوسطية.. والاختناقات المرورية تربك السير

مشتاق الجاسم

 

ما زال غياب فرص العمل الدافع وراء ظهور مهن واسواق تتجاوز على الطرقات العامة والجزرات الوسطية ومن هذه الظواهر انتشار اسواق الفواكه والخضر على قارعة الطرق والارصفة المعدة لسير المواطنين بل ان هذه الاسواق تضم عددا من البسطيات المتخصصة في هذا المجال مستغلين غياب الرقابة البلدية والقانونية لتتحول بعض الارصفة والجزرات الوسطية الى اسواق متخصصة بالفواكه والخضر ,ولم تسلم بعض التقاطعات المرورية والفضاءات من هذه الاسواق ,في حين اكد مختصون ان غياب فرص العمل اجبرت بعض العاطلين على العمل في تلك الاسواق التي تعد تجاوزا على حق المواطن وفي نفس الوقت منظر غير حضاري بسبب ما تتركه من مخلفات في بعض ارصفة الشوارع ,الا ان هذه الاسواق وجدت رواجا كبيرا من قبل المواطنين بسبب قربها من احيائهم السكنية ,لكن توقف السيارات لغرض تسوق اصحابها يربك الشارع العام ,كما انها اصبحت هدفا للأعمال الارهابية, (الحقيقة) تجولت في عدد من شوارع بغداد وأعدت التحقيق الآتي:

 

تفعيل القوانين البلدية

 يقول المواطن وائل علي من سكنة (كمب ساره): ان انتشار اسواق كبيرة متخصصة لبيع الفواكه والخضر على الارصفة والجزرات الوسطية ظاهرة سلبية فهي تسبب تراكم الاوساخ للباعة في الشوارع ولا يتم رفعها بسرعة ,كما انها تسبب مخاطر في الطرق العامة واختناقات بسبب اصطفاف السيارات للمتسوقين بصورة عشوائية ، ولم يقتصر الامر على البسطيات المنتشرة في الشوارع العامة بل شمل الجزرات الوسطية في الاحياء السكنية التي استغلت ليجعلوها اسواق لبيع الفواكه،  وتابع: ان غياب الرقابة هي التي شجعت ضعاف النفوس على التجاوز على حق المواطن بالأرصفة والطرق الفرعية ، لذا نطالب بتفعيل القوانين البلدية للحد من هذه الظاهرة السلبية. من جهته يقول المواطن رؤوف رحيم (سكنة منطقة 52): إن بعض الظواهر السلبية في الشارع العراقي يعود لضعف اجراءات امانة بغداد ,فظاهرة اسواق الفواكه والخضر الكبيرة والتي يعمل بها عشرات الباعة تشكل خطر على حياة المواطنين فهي تجمعات غير امنة وقد تستهدف من قبل الارهابيين لذا يجب تنظيم اسواق للباعة المتجولين في اماكن معينة ,وقد تم بالفعل بناء مجمعات لهم في سوق بغداد الجديدة الا انهم لم يعملوا بها ,فهم يعملون وفق أهوائهم مستغلين غياب الرقابة .وتابع :ان عودة الارصفة في الوقت الحاضر الى سابق عهدها يحتاج الى تعاون الامانة مع الاجهزة الامنية لان أمانة بغداد عاجزة وحدها عن إخلاء هذه الارصفة ,من جانبها وجهت امانة بغداد  دوائرها البلدية بفرض الغرامات المالية على المحال التجارية التي تقوم برمي مخلفاتها بطريقة عشوائية على الارصفة والجزرات الوسطية. وذكر بيان لمديرية العلاقات والاعلام في امانة بغداد  ان توجيهاً صدر للدوائر البلدية بفرض الغرامات المالية بحق المتجاوزين  .

 

نحن مضطرون الى ذلك

أما نجم عبد الله (بائع فواكه )يقول : اضطررنا للعمل في هذه الاسواق المتنقلة بسبب غياب فرص العمل في دوائر الدولة خاصة اني حاصل على شهادة البكلوريوس في علم الحاسبات ,لذا فقد اضررت لعمل لأنني لم اجد عملا اخر كما ان رأس مال هذه الاعمال ليس كبيرا ،بل هناك بضائع تباع على نظام التصريف ,وتابع :نحن نعلم ان ما نقوم به من خلال التجاوز على مقتربات الطرق والجزرات الوسطية مخالفا قانونا لكن نحن مضطرون الى ذلك .وتابع: إن معظم أصحاب “الجنابر والبسطيات” هم من العاطلين عن العمل الذين لم يجدوا فرصة عمل لهم في دوائر الدولة ليضطروا للعمل على الرصيف  خاصة وأنهم أصحاب عوائل وبحاجة إلى المال من اجل توفير مستلزمات الحياة في هذا الظرف العصيب ,كما ان أمانة بغداد ليس لها أي دور فعال كما كان في السابق، وهذا شجع العديد من العاطلين عن العمل على السعي لإيجاد فرصة عمل على الأرصفة وذلك كلاً حسب عمله الخاص. برأيي أن أمانة بغداد يجب عليها إيجاد حل جذري لهذه المشكلة وليس التهديدات برمينا في الشارع وطردنا من الأرصفة بالقوة، فبناء  مجمعات بسيطة للباعة المتجولين هو الحل الكفيل بإنقاذ الجميع من المشكلات .

 

الاختناقات المرورية

المحامي شامل صاحب يقول :إن أغلب أصحاب البسطيات من الشباب العاطلين عن العمل وبرغم تجاوزهم على الشارع والرصيف لذا يجب ان يكون الحل يكمن بتخصيص مسقف كبير تتوفر فيه كافة الخدمات لجمع الباعة المتجولين وأصحاب البسطيات والمخالف يحاسب قانونا , ثم يتم فتح الشوارع المغلقة بسببهم, وإعادة تأهيل الأرصفة من جديد لإظهار مدينة بغداد جميلة ونظيفة أمام الزائرين . فيما قول غانم عليوي (احد العاملين في بلدية الغدير ): إن شعبة التجاوزات التابعة للبلدية تقوم بعملها اليومي بمحاسبة المتجاوزين على الأرصفة بكل المسميات لكن المشكلة هو عدم وجود مكان مناسب أو أرض مناسبة لجمع كل أصحاب البسطيات في مكان واحد ونموذجي كون مدينة بغداد ذا كثافة سكانية عالية ولا يوجد منفذ متميز لجمع هؤلاء في مكان واحد لتبقى الحلول مؤجلة لحين تخصيص أرض مناسبة .اما المواطنة فريال شداد تقول: برغم الفوائد من تواجد هذا العدد الكبير من الباعة الجوالين في منطقة معينة الا ان ذلك يسبب بعض المشاكل اهمها الاختناقات المرورية ,لان المواطن يعزف في كثير من الاحيان بالذهاب الى الاسواق الرئيسية فيجد ضالته في تلك الاسواق المتنقلة ,لذا نطالب بتأمين ارض فارغة وبناء مسقفات لعمل الباعة الجوالين وان تكون منظمة وبإشراف امانة بغداد حتى نضمن عدم تشويه جمالية العاصمة بغداد.

 

النزول الى الشارع

غسان الطائي يقول: إن موضوع التجاوزات أخذ حيزا كبيرا في حياتنا اليومية لأنها بدأت تؤثر تأثيرا مباشرا على المواطنين وعلى الأملاك العامة. والحقيقة إن كلمة تجاوز هي كلمة مهذبة ، فالتجاوز هو سرقة للمال العام سواء كان هذا التجاوز على رصيف أو على شارع أو على التيار الكهربائي أو على الأنابيب الناقلة للماء الصالح للشرب أو على أي من الممتلكات العامة , كون التجاوز على الرصيف يضايق المارة ويعرضهم للخطر ، لأن الرصيف إذا ما استغل لعرض المواد الاستهلاكية فإن المواطن سيضطر في هذه الحالة الى النزول الى الشارع وهذا يعرضه لمخاطر تزايد أعداد السيارات في الشوارع القريبة من الأرصفة , إضافة الى التجاوز على حقوق المواطن كون الرصيف مخصصا للمشاة، وهي حقوق عامة لذا نتمنى على جميع المواطنين التعاون في منع هذه الظواهر وعدم الاعتماد على أجهزة الدولة حصرا لأنها لا تكفي , لأن الضرر أصاب الجميع وأصبحت تراكماتها كبيرة بحيث يصعب على أجهزة الدولة في الوقت الحاضر إزالتها بشكل كامل ، ما لم يحصل تعاون بين المواطن وبين الدوائر الخدمية بشكل عام من أجل الصالح العام .

 

قد يهمك أيضاً