حوارات وتحقيقات

طلاب الجامعات وأفراد الشرطة الأكثر استخداماً للسايبا

تحقيق- عادل فاخر

 

لأنها الأرخص ثمنا بين السيارات الحديثة، يقتني سائقو سيارات الأجرة، الـ”سايبا” إيرانية الصنع، وعلى الرغم من انها بلا متانة من حيث وسائل الأمان، غير ان قطع الغيار الخاصة بها رخيصة الثمن في الأسواق، فضلا عن ذلك فهي اقتصادية من حيث الوقود. الالاف من سيارات السايبا دخلت العراق، بالوان متعددة، لكن الأصفر هو الأبرز، وبموديلات حديثة، لايكاد شارع رئيسي أو فرعي أو زقاق، أو كراج جامعة أو مشفى يخلو من وجودها، واقفة أو تمشي، غالبية مقتنيها من أفراد الشرطة أو طلاب الجامعات أو من المتقاعدين (كبار السن)، على اعتبارها (رزق إضافي)، لتوفير متطلبات الحياة الصعبة. العراقيون غيّروا الأسماء المتداولة لسياراتهم بأسماء شعبية تكشف عن شخصية السائق وخصائص سيارته، فضلا عن العبارات التي تكتب على الزجاج الخلفي للسيارة، وفيها (حكم ومواعظ ورسائل حب).

 

طلاب الجامعات

محمد أنور (22) عاما، طالب في إحدى كليات جامعة النهرين ببغداد، يعمل (سائق سايبا) عند المساء وفي أوقات العطل والفراغ، لسد مصاريفه في الجامعة. يقول أنور ان”هناك المئات من طلاب الجامعات، لديهم هذا النوع من السيارات، وهم يستخدمونها للوصول إلى الجامعة، ويسترزقون منها بعد انتهاء الدوام، لسد مصاريف الجامعة الباهظة.

ومثله مهند الشمري (21) عاما، يرى ان (السايبا)، مصدر رزق للطلاب الذين لايعتمدون على أهاليهم في مصاريف الجامعة، وهي سيارة اقتصادية من حيث أدواتها البديلة أو الوقود، وتعمل في كل الظروف المناخية صيفا أو شتاء. يؤكد الشمري انه اشترى سيارته من خلال (سلفة)، بين اقربائه، ومازال يسدد أجور ثمنها، وبعد ذلك سوف يشعر انها ملكه الخاص، لكنه يوفر من خلال مايحصل عليه من العمل بها كسيارة أجرة (تاكسي)، لسد مصاريف الجامعة.

 واستورد العراق، منذ عام 2003 أعدادا هائلة ومن جميع “الموديلات” من وسائل النقل الحديثة والقديمة، حتى صار العراق مقبرة كبرى لسيارات الدول الأخرى القديمة في بدايات 2003 والأعوام التي تلته، لكن السنتين الأخيرتين شهدتا قدوم سيارات حديثة وبأسعار مناسبة قياسًا بالدول المجاورة، ومنها السايبا.

 

أفراد الشرطة

ويرى سعد خليل (32) عاما، وهو شرطي منتسب للشرطة المحلية في بغداد ان”السايبا هي المنقذ الإقتصادي لغالبية أفراد ومنتسبي الشرطة، فهي الرافد الآخر للراتب الحكومي، في ظل ازدياد متطلبات الحياة. وقال خليل أن”الراتب الشهري الذي أتقاضاه من عملي بالشرطة، لايكفي لسد احتياجات البيت، ونفقات مدارس الأطفال، لذلك اشتريت هذه السيارة، لتوصلني إلى عملي، وأستخدمها للنزهة بالنسبة للعائلة، وأعمل بها كسيارة أجرة بعد الدوام الرسمي، وفي أيام العطل والإجازات”.

 

إقبال كبير من الشباب

أبو حسنين، صاحب معرض لبيع السيارات في منطقة معارض البياع، يقول إن”السيارة من النوع سايبا تشهد إقبالا كبيرا عليها، خاصة من الشباب، وغالبيتهم من طلاب الجامعات، كونها سيارة اقتصادية، وأدواتها رخيصة ومتوفرة، وفي حال تعرضها لاصطدام أو حادث، لايحتاج مالكها لسمكرتها، بل تبديل أدواتها لأنها متوفرة بكثرة”.أضاف أبو حسنين ان”الشباب والطلاب وأفراد الشرطة والمتقاعدين هم الأكثر إقبالا على هذا النوع من السيارات، وهم يقتنون السيارات الحديثة والقديمة منها، لرخص ثمنها، كما انها ليست عرضة للسرقة لانها غير باهظة الثمن”.وتباع السيارة السايبا إيرانية الصنع، بنحو ثمانية ملايين دينار، أو مايعادل سبعة الاف دولار أمريكي، كما تباع بطريقة التقسيط أو مايعرف بالدفع الآجل. وتنشط مؤسسات حكومية وأخرى تجارية لتسويق السيارات الإيرانية والكورية واليابانية والاميركية والأوربية، غير ان التوجه في الغالب نحو السايبا، لرخص ثمنها قياسا بالسيارات الأخرى ولكونها اقتصادية مع توفر ورخص قطع غيارها.فضلا عن ذلك فان ورشات التصليح في مراكز خدمات ما بعد البيع تستقبل يوميا المئات من سيارة السايبا لإجراء عمليات الصيانة والتي توفر المواد الاحتياطية بنسبة 90% وهي قطع غيار أصلية وبأسعار مناسبة.

 

الشركة العامة للسيارات

كانت شوارع العراق قبل 2003، خالية من السيارات الحديثة بسبب الحروب والحصار الاقتصادي، وكان اقتناء سيارة حديثة حلمًا صعب المنال بل صار سعر السيارة مساويا لأسعار العقارات، بينما سعر بيت واحد اليوم يقابل عشرات السيارات.ويسعى عراقيون أيضا للحصول على سيارتهم المفضلة من الشركة العامة للسيارات الواقعة شرق بغداد وهي شركة حكومية تستورد السيارات من كل المناشئ.وعلى الرغم من العقبات فان بعض العراقيين تسلموا سياراتهم من الشركة بعد مضي شهر واحد أو ثلاثة أشهر.

 

شركة سايبا

وشركة سايبا الإيرانية واحدة من الشركات الكبرى على مستوى قارة آسيا، و قد أنشئت عام 1966، و بدأت إنتاجها بعدها بعامين، و منذ بدايتها عقدت شراكة مع شركتي رينو و سيتروين من فرنسا، نيسان من اليابان و كيا من كوريا الجنوبية، و كان أول إنتاجها سيارة الركوب Dyian، ثم تلاها رينو 5 و نيسان بيك آب. واستطاعت الشركة أن تحصل على شهادتي الجودة ISO9001 -2000 و ISO14001، و قد وصل حجم مبيعاتها في السوق الإيرانية إلى 55 % بمجموعة شركاتها، وفي وقت سابق بدأت سايبا في إنتاج الموديل الشهير Pride برخصة من كيا بعد توقف إنتاجها منه بمكونات محلية إيرانية بنسبة 85 %, و أدخلت عليه تعديلات و تطويرات مختلفة من خلال موديلات متعددة، أحدثها هو 132 أو Pride التي تدخل السوق المصري لأول مرة. قدمت سايبا Pride في وقت يعاني فيه السوق من أزمة اقتصادية لازالت تستمر منذ شهور، و لعل ظهور السيارة في هذا الوقت يحرك الماء الراكد، و يعود بالنشاط نسبيا بها، حيث يتوقع لها النجاح بشكل بارز.

 

قد يهمك أيضاً