حوارات وتحقيقات

مع تداعيات انخفاض أسعار النفط.. اتباع سياسة ”شد البطون” واللجوء للبيع بالآجل

الحقيقة- وكالات

 

واوضح فؤاد البياتي خبير اقتصادي محلي ان “البلاد بشكل عام تمر بازمة اقتصادية حادة لم تلح حتى اللحظة اثارها الكبيرة لانها في البداية بسبب الانخفاض الكبير في اسعار النفط الخام والتي تمثل النسبة الاعظم في الميزانية”. 

واضاف البياتي ان “الكثير من العوائل بدات بشكل مبكر في تطبيق مبدا شد البطون من خلال اعادة ضبط ميزانية الانفاق وتامين مبالغ لاي طارئ اضافة الى الغاء العديد من المشاريع خاصة بناء المنازل او شراء اثاث كما ان الاسر المتوسطة بدأت بالغاء مصاريف الكماليات بشكل عام”. 

وبين البياتي ان “التصريحات المتضاربة للمسؤولين عن احوال البلاد الاقتصادية زادت من قلق الاهالي لان هناك من يتحدث عن ازمة قاسية واخر يحاول التخفيف من وطأة التوتر بعبارات التطمين، لكن قراءة ما بين السطور تؤكد بان الازمة ستكون قوية اذا ما استمر انحدار اسعار النفط بالاشهر المقبلة”. ويشكل بيع النفط الخام ما نسبته 80-90% من موازنة البلاد وادى انهيار اسعاره في الاشهر الماضية الى ما دون 30دولارا مؤخرا الى تقليص الميزانية بشكل حاد لدرجة بانه لم تعد تكفي لدفع رواتب الموظفيين الذين يزيد عددهم عن اربعة ملايين. من جهته اشار عبيد العبيدي صاحب محال للكماليات الى ان “معدلات الشراء انخفضت بنسبة تفوق الـ70% ووصلنا الى حافة الكساد الكبير لان الكثير من الاسر بدات بتقليل النفقات خوفا من الايام المقبلة”.

 واضاف العبيدي ان “شد البطون مبدا بدأ يغزو الكثير من الاسر خاصة من ذوي الدخل المحدود التي ستكون الاكثر ضررا بالازمة الاخيرة وسط مخاوف ان يؤدي تاخير صرف الرواتب او تقليصها الى ارتدادات قاسية على شرائح واسعة في البلاد”. من جانبه اشار علوان الدليمي صاحب اسواق تجارية الى ان “نسبة ليست قليلة من زبائنه بدؤوا يلجؤون للشراء بالاجل بسبب تاخر توزيع الرواتب لبعض الدوائر سواء اكانت مدنية او امنية”. واضاف الدليمي وهو يحمل دفتر الديون ان “نسبة من يشترون بالاجل زاد عن 50% خلال اشهر معدودة وهذا مؤشر على الازمة الاقتصادية التي بدات تبرز ملامحها في جميع مفاصل الحياة”.

بدوره قال عمران الشيباني موظف حكومي ورب اسرة تتالف من سبعة افراد ان “هناك قلقا حقيقيا في اغلب الدوائر من ان يكون هناك عجز في دفع الرواتب الشهرية او تقليصها او تاخير توزيعها خاصة ان اغلب الموظفين عليهم دفع مستحقات مالية لعدة نوافذ في ان واحد”. واضاف الشيباني ان “مبدأ شد البطون ابتدأ بتفعيله منذ ثمانية اشهر عقب تاخر استلام راتبه لاكثر من 45 يوما ما جعله يؤمن بانها بداية الازمة الاقتصادية وعليه تقليص النفقات الزائدة بشكل مؤقت”. 

الى ذلك اكد عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس ديالى كريم الجبوري ان “الازمة الاقتصادية التي ضربت البلاد بسبب انهيار اسعار النفط الخام ادت الى توقف ما نسبته 90% من المشاريع الخدمية التي كانت تؤمن وظائف عمل لالاف العمال في المحافظة واسهمت في ارتفاع كبير بمعدلات البطالة والفقر”. 

واضاف الجبوري ان “الازمة الاقتصادية بدأت تخلق انماطا شعبية في اليات الصرف والانفاق حتى للعوائل الفقيرة التي بدأت تدرك جيدا بان هناك عاصفة مقبلة عليها الاستعداد اليها ببعض المؤن وهذا تصرف طبيعي في ظل الانفتاح الكبير لوسائل الاعلام التي تحدثت عن الازمة بشكل مستفيض الاشهر الماضية”.

 

قد يهمك أيضاً