حوارات وتحقيقات

بلدة "الرقي" تسدلُ الستار عن حقبة سوداء وأبناؤها يتجمعون من 13 منطقة

الحقيقة- وكالات

 

على طريق رئيسي يبعد عشرات الامتار عن مدخل ناحية العظيم 75كم شمال بعقوبة مركز محافظة ديالى بدأت مئات الاسر تتجمع منذ ساعات الصباح الاولى وهي تحمل عفشا واثاثا واغراضا متواضعة جدا تمثل جل ما تملكه بعدما فقدت كل شي في رحلة نزوح قسري عمرها 17 شهر فرضتها الاحداث الامنية الدامية التي ضربت الناحية بعد تموز 2014 .

ناحية العظيم او مايسميها الكثيرون”بلدة الرقي” ذلك المحصول الذي اصبح منذ عقود طويلة اشبه بماركة دعائية للناحية في جميع ارجاء البلاد تمثل واحدة من ثلاثة مدن سقطت في قبضة تنظيم داعش في صيف 2014 قبل ان تنجح القوات الامنية والحشد الشعبي بعد معارك دامت قرابة ثلاثة اشهر من تحريرها بعد تضحيات بشرية كبيرة”. مدير ناحية العظيم عبد الجبار احمد العبيدي قال وهو ينظر لساعته اليدوية: اخيرا رنت التاسعة الان سنبدأ باعادة اول وجبة من نازحي العظيم الى منازلهم في مركز الناحية اضافة الى قرى اخرى مجاورة وفق خطة ممنهجة اعتمدت من قبل حكومة ديالى المحلية والموسسة الامنية”. واضاف العبيدي وهو يلوح بيده الى منازل مدمرة داخل العظيم ان”منزلي ومنازل اشقائي واقربائي دمرها داعش بعد سيطرته على الناحية في تموز 2014 اضافة الى انه دمر الكثير من البنى الخدمية في عملية تخريب ممنهجة هدفها الاساسي تدمير الحياة في العظيم بشكل عام”. وعمد تنظيم داعش الى تفجير عشرات المنازل السكنية في العظيم خاصة لمنتسبي القوى الامنية والقيادات الحكومية والعشائر الرافضة لوجوده. ونوه العبيدي الى ان”اهالي العظيم تعرضوا الى اذى قاس جدا في رحلة النزوح القسري وتشتت شمل العوائل بين مناطق كثيرة لكننا اليوم نسدل الستار على حقبة سوداء عمرها 17 ساعة مع بدء رنة التاسعة”.

من جهة اخرى قال رئيس مجلس محلي العظيم محمد ضيفان ان” اهالي الناحية نزوحوا الى 13 منطقة داخل ديالى وخارجها في صيف 2014 للبحث عن الامان والاستقرار وتركوا وراءهم تعب وجهد عقود من العمل المتواصل”. وكانت اكثر من 20 الف اسرة من اهالي العظيم بالاضافة الى 50 قرية زراعية تحيط بها نزحوا عقب سيطرة داعش على الناحية ولجؤوا فيما بعد الى مناطق متفرقة خاصة كركوك وبعقوبة وقره تبه. واضاف ضيفان ان”داعش دمر بيوتا واحرق اخرى ونهب كل شي حتى قطعان الماشية والاغنام ولم يكتفِ بذلك بل احرق محاصيل زراعية خاصة بذور الحنطة والشعير في تطبيق فعلي لسياسة الكراهية التي تبين مبادئ واجندة التنظيم”. واعتبر ضيفان ان” عودة المئات من نازحي العظيم خطوة نحو احياء بلدة الرقي كما يطلق عليها من قبل الاهالي وبداية نهاية حقبة مريرة انتهت بجهود كل الخيريين من القيادات الحكومية والامنية وتعاون العشائر”. اما فتاح العزاوي (شيخ عشيرة) من اهالي العظيم قال” الاسر العائدة الى مناطقها في مركز الناحية والقرى المجاورة سيعلمون على تعزيز الامن الداخلي بالتعاون مع الاجهزة الامنية والحشد الشعبي ولن يسمحوا بعودة المتطرفين مرة اخرى مهما كانت التضحيات”. واضاف العزاوي ان”عشائر العظيم سوف تجند المئات من ابنائها لمسك المناطق لان مصلحتها في الاستقرار والامان من اجل عودة عجلة العمل من جديدة لان 90% من الاهالي يعتمدون على الزراعة في تامين مصادر رزقهم”. وتعد العظيم من اهم الوحدات الادارية في ملف الزراعة وهي تنتج كميات كبيرة من محصولي الحنطة والشعير بالاضافة الى الرقي في موسم الصيف. من جانب اخر قال فيصل عزيز العبيدي (نازح) انه” وثلاثة من اشقائه كانوا يعيشون في منازل سكنية متجاورة في العظيم لكن بعد سيطرة داعش عليها في تموز 2014 تشتتوا في ثلاث محافظات وعاشوا مرحلة قاسية وصعبة لكن اخيرا لُم وئام العوائل بعد فترة قاسية وصعبة”. واشار العبيدي الى ان” احداث تموز كانت درسا بليغا لكل اهالي العظيم بضرورة التكاتف والتوحد ازاء المخاطر الامنية والعمل على تنسيق اكبر مع الجيش والشرطة والحشد الشعبي لضمان امننا بالمرحلة القادمة”. فيما تجول عبدالله غانم عبد مسن (72سنة) في مرزعته القريبة من منزله في اطراف قرية الطالعة في الجانب الغربي من ناحية العظيم وهو يقول” كنت اخشى ان اموت وانا خارج قريتي التي ولدت وعشت بها “. واضاف عبد ان” العودة كانت املا لاكثر من 20 الف اسرة تمثل اهالي العظيم وبقية قراها منذ اشهر طويلة والان تحقق الحلم بجهود كل الشرفاء والغيارى”. وعبر عبد وهو يتفحص بيده حفنة من تراب مزرعته عن امله ان ”يعود الق محاصيل العظيم وخاصة الرقي في موسم الصيف المقبل الى الاسواق المحلية”.

 

قد يهمك أيضاً