حوارات وتحقيقات

"انطي الخبز لخبازته" خبز التنور.. تجيده أغلب النساء وتمتهنه معيلات لا مهنة لهن

الحقيقة- وكالات*

 

دفعت الظروف المعيشية الصعبة العديد من هذه الفئة لمزاولة مهنة تعتقد (أم حيدر) أنها لن تنقرض يوما لأنها أساس القوت اليومي، وعن عملها في بيع الخبز وصناعته، تقول: بعد وفاة زوجي بانفجار سيارة مفخخة بقيت مع أبنائي الخمسة من غير معيل، وعشت فترة على مساعدة الأقارب والأصدقاء، لكنه لم يكد يسد أبسط الاحتياجات فالأسر العراقية تعاني جميعا من الظروف نفسها. فتشت كثيرا عن عمل ولكوني غير حاصلة على أي شهادة لم أستطع الحصول على أي وظيفة، وارتأت إحدى الجارات أن أخبز لهن أو أبيعه كي أعيل أبنائي وأضمن مواصلتهم لدراستهم، خاصة أنها موظفة ووقتها محسوب، وهذا ما أجيده واستطعت من خلاله توفير ما بمقدوري لإعالتهم. 

رحاب حميد طالبة في معهد المعلمات تفتخر بمهنتها كونها المهنة التي ساعدتها على إكمال مسيرة حياتها، حيث وضحت وجهة نظرها، قائلة : فقدنا والدي عندما كنت صغيرة، وتزوجت والدتنا. ولكوني الشقيقة الأكبر تطلب مني تحمل جزء كبير من العبء الذي أنيط بجدي. عملت بصنع الخبز وبيعه في المنزل للجيران، والمعارف ودفع كمية منه إلى بعض المحال، حيث يذهب شقيقي الأصغر حاملا الكميات المطلوبة لهم، واستطعت بما وفره لي الدخل مساعدة شقيقي على إكمال دراستهما، والتحقت بالدراسة المسائية، وأنا حاليا بالمرحلة الأخيرة بهذه المهنة استطعت مواصلة طريقي، وتوفير تكاليف دراستي لذا تبقى مهنة حرة، ومفخرة لمن يمتهنها. 

 

 صعوبات المهنة  

أم محمد (56) عاما لها باع طويل في المهنة، فهي تعمل على بيعه في سوق البياع منذ عشرين عاما، تحدثنا قائلة: لكل مهنة صعوبات ومشقات، ففي بداية مزاولتي لها عانيت من صعوبات جمة من عدم تقبل امرأة تجلس على الرصيف تبيع، وتطرح علي الكثير من التساؤلات من قبل المشترين عن المعيل، ولماذا امتهن هذا العمل، وتوجه لي أيضا أسئلة كثيرة عند جودة الدقيق، ومدى نظافة الأدوات، وطريقة الخبز، لكني بمرور الزمن ومن الخبرة طوعت نفسي مع المهنة، وتجاوزت المصاعب المرافقة لها، وأصبح لي زبائن كثيرون، ومنذ سنوات عديدة، وعندما يصادفني مانع ولا أتمكن من الحضور يبادر أصحاب المحال والزبائن بافتقادي والسؤال عني. وكانت منظمة تنمية القدرات المستدامة للمرأة قد أقامت برنامجا لمساعدة النساء من جميع الفئات العمرية للمرأة التي ليس لديها شهادة أو مهنة، وقدمت من خلاله  صيغ العمل التي تنمي القدرة على تنمية ما بداخلهن، وتوظيفه، ومن بينها مهنة صناعة الخبز والبيتزا والحلوى كونها تعتمد على مهاراتها الذاتية، وإن الكثير من الحالات تتوافد إلى المنظمات الإنسانية والمهتمة بحقوق المرأة ممن يعانين من انعكاسات الوضع العراقي الذي طالها بصورة مباشرة. من جهتها طالبت ميرفت السوداني ناشطة في مجال حقوق المرأة جميع الجهات المعنية بتوفير ما يلزم لهذه الفئة، خاصة النساء اللاتي فقدن معيليهن من زوج وأب، ولديهن مسؤولية تجاه من يعلن عن طريق فتح مراكز لتدريبهن، ومن ثم توفير فرصة عمل لهن، هناك  محالات كثيرة لم نذكرها دفعت بفتيات ونساء للعمل بهذه المهنة كالإجبار على ترك الدراسة، ومزاولة صناعة وبيع الخبز أو حالات أخرى من إجبار ذويهن من العاطلين أو المدمنين على توفير ما ليس بقدرتهن، ويعانين أيضا من صعوبات كثيرة كباقي المهن والوظائف التي تمارسها المرأة من سماع بعض الكلمات النابية، والألقاب التي  لا تليق ولا تقدر قدراتها .

*عن موقع نرجس

قد يهمك أيضاً