تحقيق- امنة عبد النبي
– ضقت ذرعاً من برودة عواطف زوجتي وجهلها بابسط احتياجاتي كرجل طوال سنوات زواجي المشؤوم التي بت العن حظي فيها ألف مرة، فلقد مللت من افهامها مسؤوليتها كزوجة وامرأة وانثى ولطالما كنت أخرج معها بعد كل نزاع وأنا أقول بداخل نفسي هذه المرة ستتعظ وتنتبه لحقيقة الصمت الذي بدأ يأكل حياتنا ولكن من دون جدوى مع تلك الزوجة العنيدة، وحتى عندما ولد طفلي الأول ثم الثاني والثالث لم أفقد الأمل وقلت عسى ان يتغير الحال ولكن اسمعت لو ناديت حياً، بل هل تصدقيني إذا قلت بأن وجود الأطفال زاد الطين بلة كما يقولون، بل عمدت الى الاهتمام بالأطفال وجعلت حجتها بهم، فاصبح البيت بمرور السنوات اشبه بفندق يجمع زوجين على الورق، والغريب ان أي خلاف بيننا سواء كنت أنا السبب فيه أم هي تجدينها مباشرة تنام في غرفة وأنا في غرفة.
ناكر معروف
الزوجة المبتلاة بزوج دونجوان ولايعجبه العجب كما فضلت أن نسميها (أم امير 35 عاماً) لم يرق لها حديث المتكلم قبلها واعتبرته أنانية رجالية مفرطة منطلقة بذلك الرأي الغاضب عبر تجربتها الشخصية قائلة:
– غريب أمر الرجال فهم ناكرو جميل وعشرة وزاد وملح كما يقال، فهل من المعقول بان أي خلاف بين زوج وزوجة يبيح للرجل ان يتجه للعشيقات، علماً ان تلك الحجة هي ذريعة لهجر الزوج لزوجته والتمتع بحياته بعد ان مل حياة الزوجة المسكينة والمنشغلة ببيته وأطفاله وهم المعيشة، أنا أرى أن في هذا ظلما كبيرا للزوجة حتى لو كانت مقصرة أو قاصرة الفهم فلو كان الزوج هو المتسبب بما يدعيه المتحدث قبلي فهل ياترى ستطلب الزوجة التفريق أو هل تفكر بشخص غيره؟ طبعا هذا محال وأنا أقرب مثال على ذلك فلقد سئمت من تحجج زوجي باهماله واهتمامي بالأطفال فقط، تلك الحجج التي أصبح يأخذها كل سنة حجة وذريعة للارتباط بالعشيقات وآخر واحدة كان سيتزوجها بالفعل لولا حدوث عارض، علماً انه سرق مجوهراتي واشترى بثمنها مهراً لعشيقته اللعينة، وحينما انتهى الموضوع لم أهتم لأجل أن أبقى حريصة على أطفالي المساكين، أما هو فتباً له ولايهمني سواء تزوج أم عشق أم حتى ذهب للجحيم..
مسألة طبيعية
العشيقة (زهراء حسين 29 عاماً) خالفت الزوجة أم أمير واعتبرتها شريكة في هدم حياتها من حيث تشعر ولاتشعر حينما قالت غير عابئة بالأمر: أنا مرتبطة منذ سنة برجل متزوج ولا أنكر حبه لي وحبي له وتعلقنا ببعضنا، علما ان طريقة ارتباطنا وتعارفنا بدأت من ناحيته فهو الذي كان يشكو من اتساع فجوة الاختلاف بينه وبين زوجته التي له منها ثلاث فتيات والتي جاء اقترانه بها تلبية لرغبة أهله، اقتنعت مع الأيام بكلامه وعذرته ووجدت فيه الصدر الحنون والقلب الذي افتقده من سنوات فاتفقنا على الزواج وقدمت له من ناحية موافقة أهلي تنازلات كثيرة مع أنني واثقة من نيته الجادة للارتباط بي فليست لدي مشكلة من وجود زوجته، فلست الأولى والأخيرة التي ترتبط برجل متزوج، ولكن مشكلة هذا الشخص هو انه لايزال بين نارين، نار قدرته على مواجهة أهله وزوجته التي بعد علمها بنيته الجادة بالزواج بي ادركت بانها خاسرة وتحتار ماذا تفعل للتفريق بيننا، وبالرغم من ان انتظاري طال والكل يعلم بانني الزوجة المفترضة، وهو شيء لايشعرني بالمنقصة فبحث الرجل عن الحب والحنان خارج اطار بيته هو دليل وعلامة على انه فاقد لتلك الأشياء العاطفية الروحية والجسدية ولولا ذلك الفقدان لما اضطر الى البحث عن عشيقة أو زوجة ثانية..
طرف ثالث
المتخصص الانثروبولوجي (نصيف عباس) عدّ أن القضية مسؤولية الجميع ولكل حالة أسبابها ودوافعها حتماً حينما قال رأيه: غالبية الرجال الأزواج في مجتمعاتنا ليس أمامهم حينما يشعرون بأن الزوجة والشريكة التي كانت تعج بالحياة والرومانسية والدلع في فترة الخطوبة تحولت الى زوجة لاتحمل أي معنى من معاني الزوجة والأنثى، وهي هنا لاتترك خياراً أمام الزوج سوى البحث عن حبه المفقود وحنانه المتبخر خارج الاطار الزوجي وللأسف فإن نساء كثيرات في مجتمعاتنا النسوية لايدركن قيمة الغذاء الروحي، خصوصية الفراش الزوجي والجسدي وانما يعتبرن القضية حاجة وقتية وبأهمية محدودة علما أن غالبية التفككات الزوجية والفراغات الزوجية حتى من ناحية المرأة وليس الرجل فقط تجدين أن سببها هو الجهل المطلق أحيانا بأهمية ذلك الجانب وإذا ما أرادوا اكتشاف السبب فسيكون بعد فوات الأوان أو دخول طرف ثالث على الخط للأسف وهنا أدعو كل زوجين يعانيان من تلك الحالة وفي بدايتها الى أن يجلسا جلسة مفتوحة وضمن مكاشفة نفسية وروحية صادقة مدعومة بالاعتراف من كلا الطرفين بالتقصير والخطأ والعتاب وذلك لافراغ محتوى تلك العقد من ذهنيهما وفتح صفحة جديدة بمواثيق وعهود صادقة ومن دون تلك المكاشفة والمصارحة النفسية لن يصلا الى أي نتيجة، بل ستتوسع رقعة الخلاف وقد تفضي مع الأيام في نهاية المطاف الى الطلاق أو البحث عن عشيقة ستتربع بمرور الأيام على قلب الزوج.