ايهاب الشمري
وفي الوقت ذاته تغطي واجهات المحال التجارية الكبرى في الشوارع الرئيسية، في أحياء المنصور والكرادة والحارثية وشارع فلسطين والكاظمية، بالعاصمة بغداد، هدايا عيد الحب بلونها الأحمر، دمى (دباديب) ووسائد وزهور وشموع وأكواب وبطاقات تهاني وبالونات، في حين حرصت متاجر الملابس والأحذية وحقائب النساء على عرض نماذج مميزة، أيضا باللون الأحمر، أجنبية المنشأ.وتعرض محال بيع الحلويات والمعجنات نماذج كعكة وشرائط ومواد إنارة وإكسسوارات وشموعاً، كلها باللون الأحمر، وكذلك الحال في المطاعم الكبرى ومطاعم الوجبات السريعة، التي زينت واجهاتها بشرائط حمراء، فيما تستعد منظمات مجتمع مدني عراقية ولجنة المرأة بوزارة الثقافة لإقامة احتفاليات تكرس لحب العراق.
ويقول اكرم صباح، صاحب محل تجاري في بغداد، إن «هناك إقبالا كبيرا على اقتناء هدايا عيد الحب من شتى الفئات العمرية وخاصة العشاق». وأضاف أنه يتم يوميا طرح معروضات جديدة من الهدايا، جميعها أجنبية المنشأ.
ولم يمنع دوي الانفجارات في شوارع بغداد ومدن أخرى، العراقيين من التسوق وشراء مستلزمات عيد الحب وتبادل الهدايا في ما بينهم، لإضفاء حالة من الفرح والسرور في بلد أنهكه العنف والانفجارات.
من جانبها، تقول أم اسراء، متقاعدة: أحرص على اقتناء هدايا «الفلانتين» (عيد الحب)، لأنها تضفي البهجة والسرور، وهي فرصة للخروج من حالة الحزن والكآبة التي خلفتها مآسي الدمار والانفجارات والقتل. وأضافت «اشتريت مجموعة من الدباديب والزهور لأقدمها هدايا إلى أحفادي وأفراد عائلتي، وهم بالتأكيد سيقدمون لي هدايا من نوع آخر».
ويقول محمد باسم، موظف حكومي «الأحداث في الأنبار والفلوجة تقلقنا كثيرا، لكن عيد الحب فرصة طيبة لاستعادة الذات وتحريك المشاعر، والعائلة استعدت مبكرا للاحتفال داخل المنزل، وتم شراء جميع مستلزمات الاحتفال، حتى إن فضاء البيت من الداخل طغى عليه اللون الأحمر».
وتقول رند يوسف، وهي مسيحية «فلانتين داي (عيد الحب) بالنسبة لنا مناسبة عظيمة، لأنها تتعلق بالمشاعر والأحاسيس والحب، ورغم أنها تطل على العراق وهو يعيش حالة القتل والانفجارات، فلا يعني هذا أننا لا نحتفل به، ولو على مستوى محدود ولساعات قليلة».
وأضافت «نبحث عن أي مناسبة من شأنها أن تخرجنا من أجواء الحزن والكآبة.. نحن أمة تعشق الحياة والحب وخاصة حب العراق الكبير».
الاقتصاد وعيد الحب
إن عيد الحب يعد تنشيطا للسلع لازدياد الإقبال على شرائها فإنها معتمده على الرغبة في الشراء حيث يتبارى العشاق إلى شراء الهدايا وتكون مميزه وثمينة وان أكثر التجار يستغلون هذه المناسبة ويرفعون الأسعار وبالتالي يكون الشخص مجبر على شرائها فيتراوح سعر الدببة مابين (10 _ 70 ) ألف دينار فضلا إلى الساعات والعطور التي تكون اسعارهن تقريبا أكثر ( 25 ) ألف دينار حسب نوعيتها او منشئها وغيرها من الهدايا التي ترتفع أسعارها بهذه المناسبة فان المحتفلين بعيد فالنتاين لا يستطيعون الاستغناء عن كل ما يلزم للاحتفال ونرى الشباب والبنات يتسارعون لاقتناء أثمن الهدايا إضافتا لذهابهم لأرقى المطاعم والمتنزهات والنوادي والقاعات وخاصة إذا يقيم المطربين العراقيين حفلا فيها فان التوافد عليها يزداد وهذا ما يكون واضحا للعيان .
لننشر لغة الحب
بينما سالم عبد الله يقول “اذا لم نمنح أنفسنا فسحة من الحب الذي به نعيش الأمل كيف نقاوم كل الضغوطات التي تعج بالمنطقة , وان الحب لا يقتصر على اثنين بل قاعدة ان نحب بعضنا لبعض رجال نساء فننشر لغة الحب والتسامح عبر تعزيز الثقة بالآخر والابتسامة الحلوة والكلام الجميل والمبادرة الطيبة للإنسان الآخر كهدية او دعوة خرج المألوف المكرر هذه الأشياء الجميلة تعطي للإنسانية معناها الحقيقي ..وبطبيعة الحال سنواجه بحملة مضادة من بعض الجهلة والمغرضين من رجال الدين على إننا ننشد الفجور والفساد وحقيقة الأمر هم الفاسدين وبأبشع صور وتحت مظلة الدين في العلن أما في السر فحدث بلا حرج ..فالنحب بعضنا البعض وننشر حياة السلم الاجتماعي
عيد الحب بعد الزواج
من جهته يقول الحاج ابو احمد ( 55 عاما ) ” لم يقف الشيب الذي اصطبغت به رؤوسنا حائلا أمام احتفالنا بعيد حبنا منذ 25 عاما ونحن نعيش هذا العيد بكل تفاصيله حيث نتبادل الهدايا ونضع الورود الحمراء في كل ركن من أركان البيت وهذا التعويد لم تغيره السنوات حتى أولادنا ساروا على نفس المنهج فالاحتفال بهذا اليوم يضفي في نفوسنا السعادة التي نحتاج إليها باستمرار و بها تتجدد حياتنا وبالحب نتحمل الحياة ومرارتها وان في هذا العام سوف يكون مميز فسوف يأتون أولادي وزوجاتهم وبناتي وأزواجهم وسنقضي وقتا مميزا” مضيفا” ان الحب لن يموت ولن يقف أمامه عائق فمدام القلب ينبض سيبقى الحب ينبوع الحياة فأتمنى لجميع الناس إن تتوحد قلوبهم وان ينسوا الخلافات التي أثرت على العلاقات الاجتماعية والتي سببت تباعد الناس عن بعضها البعض وخاصة بعد الأحداث الأخيرة فعلينا أن نتحد روح واحده لكي نتخطى هذه المرحلة وعلى السياسيين أيضا ان يفهموا معنى الحب ليس حب أنفسهم بل حب الناس وان يزرعوا الفرح بقلوب الشعب
بدون الحب أموات
وفي السياق نفسه ندى علي (26 عاما ) تقول ” رغم ان مجتمعنا لا يتقبل فكرة الحب وينظر للعشاق بنظرة لئيمة وخاصة على الفتاة التي حرم عليها الكثير بسبب التقاليد لكن لا نستطيع ان نمنع قلوبنا من الحب فانه يدخل فيها بلا استئذان فلا يمكننا ان نتجاهله فالحب هو أساس الحياة فبدونه ستكون لا معنى لها فانه يهون علينا الكثير لكن ينبغي أن يكون ضمن الحدود الأخلاقية التي تحافظ على الفتاة من الهفوات والأخطاء التي قد تفقدها اعز ما تملك وبالتالي سينقلب الحب الى كره ومصيبة يصعب حلها بسهولة لذا على الجنسين ان يعيشا الحب الصادق الطاهر الذي يتوج بالزواج ويجب ان يحذرا من وسواس الشيطان وان يحتفلا بحبهما بيوم عيد الحب” معترفة ” إني الآن أعيش أجمل قصة حب مبنية على الصدق والوضوح والصراحة وفي يوم الرابع عشر سنحتفل بعيد الحب العالمي واشتريت دب احمر كبير وساعة سأهديها الى من أحببت,فالحب أجمل ما يكون فهو الحياة وبدونه أموات .
المجتمع وعيد الحب
تقول شيماء عبد العزيز اختصاص علم نفس جامعة بغداد ” إن عيد الحب مناسبة من المناسبات الحديثة غير المعروفة سابقا وان نظرة المجتمع لهذه المناسبة تختلف من مجتمع لأخر حسب ثقافته فان أكثر المجتمعات تقبلا هي الدول الغربية أما المجتمعات العربية وخاصة في العراق منغلقة فتكون نظرة الناس قاسية تجاه الحب رغم انهم بحاجة إليه للترفيه عن نفسه وليخفيف عنه عبء الحياة وإلا انه يعتبره عيبا ويلام الشباب عليه ويقع اللوم الأكبر على الفتاة لكون المجتمع ذكوري فلا يسمح لها ان تحب وتفصح عن حبها بسبب التقاليد والعادات عكس الشاب فبإمكانه الإفصاح عن حبه والتفاخر به وان يفعل ما يحلو له دون إن يمسه شيء وان مهما تطورت الحياة العصرية ودخلت التكنولوجية فان المجتمع سيبقى مقيد بتقاليد وعادات ولن يتقبل فكرة الحب والاحتفال به .
نحن بحاجه للحب
اما داود علي (27عاما ) يقول ” الحب مشاعر جميله تجتاح القلوب وتسكن فيها بلا استئذان وتتلاقى المشاعر الصادقة لترسم أجمل صور الوفاء والإخلاص و الحب لا يحدد بيوم للاحتفال به بل هو موجود في كل وقت وينبغي الاحتفاء به فنحن بحاجه إليه بسبب الظروف التي نمر بها من حروب وتردي الوضع الأمني وغيرها من الضغوطات التي تؤثر على نفسيتنا لذا أن الحب هو المتنفس الوحيد لأنفسنا والذي يشعرنا بالأمل ويصبرنا على المصائب .
سنبقى نحتفل
محمد عبد الله ( 20 عاما ) ” عيد الحب يوم مميز يختلف عن باقي الأعياد حيث تغمرنا السعادة والرومانسية وفي كل عام نتحضر له قبل أيام حيث نشتري ملابس بالون الأحمر لان هذا اللون يدل على الحب ,وفي يوم 14 شباط سأدعو خطيبتي إلى وجبة عشاء في إحدى المطاعم في الكراده وسأقدم لها هدية مع وردة حمراء وسنعيش أجمل اللحظات فان هذا اليوم له معاني كبيرة وستبقى لحظاته عالقة في أذهاننا وسيتذكرها المستقبل حتى بعد الزواج وان شاء الله سنبقى نحتفل بعيد الحب في كل سنة حتى وان اصطبغ رأسنا باللون الأبيض .
الدول الغربية
تختلف الدول في طريقة احتفالها بعيد الحب فهناك دول تحتفل بعيد الحب بتجمعها في قاعات يقومون بالرقص ويتناولون التورتة المكونة من عدة ادوار والمطعمة بالهدايا والخزف الصيني المحفور عليه قلوب وتماثيل صغيرة للقديس فالنتاين وهذا يحدث في ألمانيا أما في الولايات المتحدة الأمريكية يكون في عيد الحب عطلة رسمية ويتم فيها تبادل الشيكولاتة المصنعة لهذا اليوم وتكون علي شكل قلوب مغلفة بألوان جذابة كذلك شراء كيس بونبوني علي شكل قلوب صغيرة لكل واحد لون وطعم مكتوب عليه كلمات حب.