حوارات وتحقيقات

الرجال يبدعون في سوق المهن النسائية..

تحقيق / احمد عبد الصاحب كريم

 

الكثير من المهن لها مختصوها من الرجال والنساء وهناك مهن خاصة بالنساء ولها فنونها و أسرارها، كفن التجميل والخياطة والطبخ وتصميم الازياء وتربية الاطفال، وتعتبر المرأة هي صاحبة الذوق الرفيع فيها، ولكن في السنوات القليلة الماضية دخل منافس جديد للعمل في هذه المهن واصبح يبدع في العمل بل وينافس النساء، وسحب البساط من تحت اقدامهن ، حيث اصبح الرجل منافسا للمرأة في العمل في مهن النساء، واصبح يعمل في مجال الطبخ حيث لاتستغني المطاعم والقنوات التلفزيونية والفضائية عن الطباخين الرجال، واصبح اشهر مصصمي الازياء النسائية هم من الرجال اما في مجال التجميل فاصبح للرجل لمسته الرائعة في تجميل المرأة،واصبحت تحسده عليها النساء لما يقوم به من فنون تجميل . اما فن خياطة الملابس وصالونات الحلاقة النسائية اصبحت الان حكرا على الرجال وكذلك مهنة بيع الملابس  والعطور والإكسسوارات النسائية من  قبل الرجال . استطاع الرجل النجاح والتفوق في هذه المجالات  واثبات كفاءته  وكذلك للبحث عن مورد رزق بالحلال نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة وصعوبة الحصول على الوظائف حتى وان كان هذا العمل بممارسة مهنة كانت وما زالت حكرا على النساء . هؤلاء الرجال والشباب بدؤوا بالدخول في هذه المهن الخاصة بالنساء واستطاعوا اثبات كفاءتهم وكذلك شهادة النساء لهم بتفوقهم في مجال الطبخ والتجميل والخياطة وغيرها من الاعمال واصبح منافسا صعبا .

 

• الرجل له القدرة في اقناع المرأة في تغيير تصفيفة الشعر او الاستايل الخاص بها لانه يقوم بالتجميل بناء على نظرة الرجل لجمال المرأة.

 

بداية جولتنا كانت مع (اسكندر يحيى) يعمل في كوافير و مركز تجميل للنساء :

مهنة التجميل تعتبر من اصعب المهن حيث اهم ماتحبه المرأة هو مظهرها وشكلها ان يكون مميزا جدا وجذابا ومثيرا . ومهنة التجميل تحتاج الى خبرة وابداع، وكانت سابقا هذه المهنة حكرا على النساء، اما الان فقد برع الرجال في هذا الجانب وبدؤوا يبدعون في طرق وضع المكياج ورسم العيون والحواجب وتصفيف الشعر والتسريحات المختلفة حسب طلب الزبون والذي يتماشى مع الموضة، واصبح الرجل صاحب الكعب الاعلى في هذا المجال وتفوق على المراة العاملة في هذه المهنة . اما انا فقد بدأت العمل في الكوافير حيث كنت سابقا حلاقا رجاليا وبتشجيع من زوجتي التي  كانت تعمل في كوافير نسائي بدأنا العمل سوية وخلال مدة اصبح لي زبائني من النساء ولا اجد الوقت الكافي للاستراحة بسبب كثرة الزبائن، ولله الحمد . هذه المهنة تحتاج الخبرة والتفنن والاعتناء والصبر وكذلك احترام الزبون وكيفية التعامل معه وكيفية اقناع المرأة بتغيير الاستايل الخاص بها لان المرأة تعتبر صعبة المراس وعنيدة عندما يمس ذلك شكلها وانوثتها، فيجب على العامل في هذا المجال امتلاك القابلية لتحمل المزاجات المتعددة للمرأة ويعتبر الرجل اصبر من المرأة العاملة في هذا المجال .

 

اشهر مصممي الازياء هم من الرجال، 

ويقول (علي سلام) خياط ملابس نسائية :

كثير من الرجال امتهنوا مهنة الخياطة وتفصيل الفساتين النسائية وذلك لسببين مهمين الاول الكثير من الشباب العراقي يرغب بلبس الملابس الجاهزة والذي ادى الى قلة الطلب على تفصيل الملابس التي تعتبر اغلى من الجاهزة، والسبب الاخر ان النساء يرغبن وبكثرة الى تفصيل الملابس وذلك لكثرة مشاهدتهن لفساتين وملابس الفنانات والمشاهير وكذلك لغلاء الملابس النسائية الجاهزة . سابقا كانت هذه المهنة خاصة بالنساء اما الان فيوجد الكثير من الرجال الذين يقومون بخياطة الملابس النسائية وتوجد الكثير من المحلات الكبيرة المختصة في خياطة الملابس النسائية، ويقوم الرجال بتفصيل فساتين النساء بتصاميم وإبداعات متنوعة وبموديلات عالمية في التصميم، والغريب انها تعجب النساء والسبب يعود لان الرجل ينظر الى مايصلح للمرأة وما يكون جميلا وجذابا عليها ، ونرى على المستوى العالمي  اعتماد دور الأزياء والغالبية العظمى من النساء على ابداع وتصاميم الرجال في هذا المجال . ويجب على العامل في هذا المجال ان يمتلك الموهبة والملكة والرغبة واللمسة الرقيقة ،  فالتصميم والرسم واختيار نوع القماش ونوع التطريز ومعرفة ماترغبه المرأة يحتاج الى ذلك . واضاف في نهاية حديثه ان الابداع ليس له جنس معين ولا يمكن احتكار اي مجال او مهنة لرجل او امرأة . 

 

• الفنادق والمطاعم تفضل الرجال على النساء لامتلاكهم الابداع في مجال الطبخ 

 

ومحطتنا الاخرى مع الشيف (اسعد ابو محمد) الذي بدأ حديثه قائلا :

تقوم اغلب المطاعم والفنادق الكبيرة وكذلك القنوات الفضائية، بالاعتماد على الرجال في الطبخ . واصبح الرجل في المقدمة بطبخ المأكولات الشرقية والغربية واليابانية والصينية والباكستانية والتركية وغيرها، والتفنن فيها وكذلك طرق اعداد السفرات وترتيب الطعام والمائدة بشكل مغرٍ للزبون والمتابع للبرامج الفضائية الخاصة بالطبخ، واضاف اسعد: كنت سابقا عاطلا عن العمل، وكانت لي رغبة في الطبخ، واعداد الطعام، وكنت اساعد  أمي  وزوجتي في المطبخ، وكذلك اقرأ كتب الطبخ وللظروف الاقتصادية الصعبة عملت في احد المطاعم الشعبية وتعلمت الكثير عن مهنة الطبخ وأسرارها وبعد ذلك عملت في مطعم متميز درجة اولى في تقديم الاكلات الشرقية والغربية في منطقة الكرادة، والذي يعود الفضل فيه لتعلمي لاحد الطهاة الماهرين الذي التزمني وعلمني كل الاسرار عن الاكلات الشرقية والغربية ولكوني املك الرغبة والمهارة تعلمت بسرعة كبيرة واصبحت من افضل الطهاة، وتتمنى اكبر المطاعم والفنادق ان اعمل معها، واصبحت هذه المهنة هي باب رزقي لي ولعائلتي، وايضا انا املك مطعما لاعداد الاكلات السريعة، وتجهيز الحفلات يديره ولدي الاكبر الذي علمته هذه المهنة ايضا كونه عاطلا عن العمل رغم انه خريج كلية الادارة والاقتصاد قسم ادارة الاعمال  .  

 

• الرجل يبدع في مجال بيع الملابس النسائية لانه يمتلك حس الدعابة والروح المرحة واسلوب التعامل .

 

وتقول (سعاد ابراهيم) موظفة عن تعاملها مع الرجال :

انا كامرأة اقوم بالذهاب الى الخياط لتفصيل الملابس، والخياط هو رجل، ويقوم بخياطة الملابس بمهارة ودقة وفن كبير جدا، وكذلك اعداد التصاميم والموديلات الحديثة، ويعرف ما ترغب به المرأة من ملابس لكي تكون مميزة وهذا وبصراحة لم اجده في كثير من النساء العاملات في هذا المجال ، وكذلك يكون الرجال اكثر التزاما في الوقت في تسليم الملابس عكس النساء اللاتي يتأخرن كثيرا في تسليم الملابس . اما في مجال التجميل والكوافير شخصيا، اجد الرجال يملكون المهارة والتقنية والفن في طرق تصفيف الشعر ورسم الحواجب والعيون وطرق وضع المكياج بما يلائم البشرة وشكل المرأة ويقومون دائما بالإبداع واختراع طرق جديدة وتغيير دائم لكيفية التعامل مع ما ترغبه المرأة في اظهار جمالها عكس النساء العاملات في مجال تصفيف الشعر والتجميل حيث تعتبر طريقة اغلبهن تقليدية ولا يوجد فيها ابداع او تطور . وكذلك يملك الرجل حس الدعابة والنكتة وطرق الكلام الجميل بينما النساء طريقة كلامهن هي واحدة .

 

ويقول (ابو وليد) مدرس متقاعد وصاحب حضانة وروضة للأطفال :

انا متقاعد وراتبي التقاعدي لا يكفي لسد احتياجات عائلتي ومصاريف أبنائي وبناتي الطلاب في المدارس والكليات . فقمت انا وزوجتي المعلمة المتقاعدة أيضا وابنتاي الخريجتان العاطلتان عن العمل ، قمنا بتعليم الأطفال الكتابة والقراءة والرسم وطرق إلقاء الأناشيد واللغة الانكليزية، كوني مدرس لغة انكليزية واللغة الفرنسية، وكون احدى بناتي خريجة كلية اللغات قسم اللغة الفرنسية، وكذلك القيام بإطعامهم وتهيئة وسائل الراحة والنوم والألعاب، فأصبح أولياء الأمور يقبلون بكثرة لتسجيل اطفالهم وذلك لمشاهدة تطورهم وتطور مهارات ومستويات ابنائهم العقلية وقابليتهم على الكلام واللعب والقراءة ،وكانت هذه المهنة خاصة بالنساء ولكن الرجال دخلوا في هذه المهنة وابدعوا فيها رغم قلة العاملين فيها  .

 

(اياد العراقي) يعمل في خدمة المنازل يقول :

انا لا املك شهادة دراسية، حيث املك الشهادة الابتدائية، وعاطل عن العمل، وفي احد الايام قامت جيراننا التي تعمل في خدمة المنازل باستدعائي وعرض العمل معها في خدمة المنازل، وقالت لي ان العمل في هذه المهنة يتطلب ان نحافظ على الامانة، ولا اسبب المشاكل فقلت لها انا جاهز للعمل، لاني كنت محتاجا للمال فقامت باخذي معها للمنازل التي تذهب اليها فكنت اقوم بالتنظيف وغسل الزوالي والشراشف وتنظيف الارضيات لانها كانت لا تستطيع العمل لوحدها لكثرة المنازل التي تخدم فيها، وكان اصحاب المنازل يشيدون بعملي ومدى اتقاني وامانتي فاصبحت اعمل بهذه المهنة التي كانت حكرا على النساء واصبحت اعمل في الكثير من المنازل يوميا، وكذلك اقوم بالتنظيف في الفنادق حاليا والحمد لله اصبح لي دخل مادي جيد يساعدني على مقاومة الظروف الاقتصادية الصعبة . 

 

ما دام العمل بشرف ويرضي الله ولا يوجد فيه اي تجاوز على حقوق الآخرين بل يعتبر منافسة شريفة بين الرجل والمرأة لتقديم الأفضل، وكذلك تقوم هذه الأعمال بتقليل نسبة البطالة في المجتمع …

أمنياتنا ان تقوم  المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني القيام بفتح دورات تعليمية في كافة المهن للرجال والنساء ودعمهم بمبالغ مالية ومادية وتسهيل امور ومتطلبات من يريد فتح مشروع ، وكل هذا يصب في مصلحة الفرد والدولة والمجتمع وتعتبر هذه المهن من أكثر الأسلحة لمحاربة البطالة والفساد الاقتصادية وانحراف الشباب واستغلالهم بأمور اخرى مثل بيع المخدرات والتسول والدخول في عالم الجريمة .

قد يهمك أيضاً