الحقيقة- متابعة
وقال مساعد رئيس جامعة الحمدانية للشؤون الإدارية أنس بهنام نعمو “بدون استثناء حقيقة الطلاب النازحين بشكل عام ليس فقط من جامعة الحمدانية وإنما أيضا من جامعة الموصل وباقي الجامعات العراقية وخاصة النازحة منها. عندنا طلاب من جامعة الأنبار .. عندنا من جامعة سامراء .. عندنا من جامعة تكريت ولو أعدادهم قليلة، لكن حقيقة”. وأضاف “نحن نفتخر لكون جامعة نازحة ومُستحدثة تستضيف بحدود 400 طالب. أي ما يشكل تقريبا ثُلث عدد طلابنا الذين يبلغ عددهم 1200”.
ووصف نعمو الجامعة بأنها بمثابة عراق صغير يدرس فيه طلاب من كل أطياف وديانات ومكونات البلاد، ويعيشون معا. وقال “طلابنا من جميع الأطياف والألوان ومنسجمون بشكل كبير جدا. هنالك المسيحيون ، هنالك المسلمون، هنالك الإيزيديون، هنالك الأكراد. وحقيقة نفس الجامعة بشكل عام هو نفس عراقي ووطني حقيقة. وحتى المدرسين أيضا ولو ان عددهم قليل، لكن أيضا من جميع أرجاء العراق ومن كل الطوائف والمكونات”. ويدرس الطلاب حاليا في مبنى الجامعة -الجاهز المؤقت والمقام من طابقين بضاحية عنكاوا على مشارف أربيل- بكليتين فقط واحدة للتربية والأخرى لإدارة الأعمال والاقتصاد. وأوضح نعمو أن فرار المسيحيين من قرى وبلدات منطقة سهل نينوى بعد الانتشار المباغت لـ ( داعش ) أضر بخطط الجامعة الطموح لإنشاء مزيد من الكليات وجذب المزيد من الطلاب. وعلى الرغم من عدم وجود مقصف أو معمل للغات ومنشآت أخرى بالمقر المؤقت لجامعة الحمدانية فإن طلابها يقولون إن مجرد وجودها يعطيهم إحساسا بأن الحياة طبيعية في أوقات صعبة.
* وقالت طالبة مسيحية من الموصل تدعى ساندرا عماد تدرس المرحلة الأولى بقسم اللغة الانكليزية بكلية التربية “كنا نتمنى ان يكون هنالك أمل يرجع العراق بس ما أعتقد. الكل خايف أنه يأتي داعش هنا ونتبهدل مرة ثانية. كم مرة تبهدلنا من الموصل للحمدانية ومن الحمدانية لأربيل.. بعد نتبهدل هنا أيضا”.
* وأضاف طالب مسلم نازح من الموصل أيضا يدعى أحمد وكان يدرس في جامعة الموصل “هو وجود الجامعة يعطينا أمل إنه راح نكمل حياتنا وإن شاء الله نتخرج ونتعين والواحد يكمل حياته. إذا ماكو جامعة إيش نسوي؟ (ماذا نعمل؟) الواحد يقطع أمله بكل شي. فنحن الحمد لله نحن في السنة الأولى بالكلية. حاليا نحن هنا طلبة من الأكراد ومن الشبك ومن العرب قاعدين بنفس القسم داخليا ببيت إيجار قريب من هنا”.
* وتستهدف تنظيمات ارهابية مثل (القاعدة وداعش) المسيحيين واليزيديين والشبك وغيرهم من الأقليات العراقية بالإضافة إلى الشيعة.
ويقدر عدد المسيحيين العراقيين بنحو 750 ألف نسمة يمثلون أقلية صغيرة في بلد يبلغ عدد سكانه اكثر من 30 مليون نسمة. ويسعى تنظيم (داعش) الى بسط نفوذه في العراق بالقوة والاكراه والعنف الدموي، ويعتمد على سياسة الترهيب في المقام الاول تحت غطاء الدين. ويتخبط التعليم في العراق في دوامة من المشاكل المستعصية. وتذمر العديد من الاساتذة الجامعيين في مدينة الموصل من تدهور النظام التعليمي فيها ومشارفته على الانهيار في ظل قيام (داعش) بإجراء تغييرات جذرية شملت المناهج وطرق التدريس.
* وقال المسؤول الإعلامي للحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظة نينوى، سعيد مموزيني، إن “نسبة التغييرات التي أجراها التنظيم المتطرف في مجال التعليم في ثاني اكبر مدينة عراقية تكاد تصل إلى نسبة 100 بالمائة في المناهج وآليات التعليم وحتى المؤسسات التعليمية”. وأضاف مموزيني “قام (تنظيم داعش) بتغيير دروس مثل الرياضة إلى التدريب العسكري، وأضاف مادة التربية الجهادية، وقام بحذف الكثير من المواد من المنهج الدراسي”. وأضاف مادة “التربية الجهادية” لمرحلتي الرابع والخامس الابتدائي لزرع أفكاره المتطرفة في عقول الطلبة منذ صغرهم. وتنقسم الدورات التعليمية والتكوينية للأطفال المجندين في “الدولة الاسلامية” إلى دورتين “شرعية وعسكرية”، تعتمد الأولى على ترسيخ “عقيدة التنظيم وأفكاره” في عقولهم، والثانية تدريبهم على استعمال الأسلحة والرمي بالذخيرة الحية وخوض الاشتباكات والمعارك والاقتحامات. ويسعى عناصر التنظيم إلى استمالة الأطفال والتودد لهم عن طريق إغرائهم بالمال وحمل السلاح وتعليمهم قيادة السيارات، ليقنعوهم بعد ذلك بالانتساب إلى معسكرات التنظيم. ويتم استخدام الأطفال الواقعين في شباك التنظيم كمخبرين في جمع المعلومات وحراسة المقار.
* وتؤكد منظمات حقوقية أن تجنيد الأطفال في إطار هذا التنظيم الارهابي يتنافى مع المبادئ السمحة للأديان السماوية، ويعتبر جريمة في حق الإنسانية وانتهاكا جسيما لحق الأطفال. واعتبر سعيد مموزيني أن “المدارس والمعاهد والجامعات في الموصل هي الآن أشبه بالمعسكرات ومراكز التدريب”. وقام التنظيم بتغيير المناهج التدريسية بالكامل، كمادتي الجغرافيا والتاريخ وخصصهما لتاريخ “الدولة الاسلامية”. ومنع التنظيم المتشدد الطالبات من التقدم للدراسة في بعض الاختصاصات الادبية.
* وقال الناشط ذنون محسن البجاري، أن التنظيم المسلح “حصر التسجيل في مجموعة الزراعة والثروة الحيوانية والعلوم للذكور فقط، والتي تشمل أقسام المحاصيل الحقلية، البستنة والغابات، الثروة الحيوانية، الطب البيطري”. وأشار البجاري الى أن “التنظيم سمح للإناث بالتسجيل في المجموعة الطبية بمختلف اختصاصاتها، لكنه منعهن من التسجيل في مجموعة العلوم الإنسانية.