حوارات وتحقيقات

الأمين العام لمنظمة بدر: سوف نسحـق أي انقـلاب عسكــــري ولـن يكون هــنــــاك (عـَــََفا اللهُ عــمّا سَلَــف)

– انه خلال شهرين من تاريخ تشكيل الحشد الشعبي تم استيعاب العدو ثم القيام بعمليات ضده في ظل مؤسسة عسكرية تعرضت للانهيار، والشرطة انهارت، والمعنويات انهارت ايضا، اضافة الى الصدمة الكبيرة التي اصابتنا كعراقيين بعد انهيار الموصل ، لذلك فان هذه الصدمة الكبيرة امام ماكنة اعلامية معادية كبيرة وضخمة مثل ( العربية ، الحدث ، الشرقية ) والتي تصور المجرمين الداعشيين بانهم ثوار عشائر او ثوار اهل السنة، الى حد وصل الامر بالرئيس الامريكي باراك اوباما انه صار يتحدث عن صراع طائفي في العراقي وانه يجب ان يتوقف هذا الصراع، ولم يتغير موقف اوباما الا عندما اصبحت داعش على ابواب اربيل، لذلك ازاء هذا العدو الكبير يأتي الحشد الشعبي، واول عملية له هي ايقاف تقدم العدو باتجاه بغداد، وفي الايام الاولى بدأنا بتحرير طريق سامراء ثم ديالى واتمنى من الاعلام ان يكتب عن تلك الملاحم والصور البطولية، وكان عدد الحشد يومها بحدود الـ ( 200) مقاتل، وقمنا في البداية باقامة ساتر احتياطي للدفاع عن الخالص وبعد (82) يوما تم فك الحصار عن امرلي وحررناها من (داعش) وفي الشهر الاول بدأنا عمليات ضد العدو وخاصة في العظيم التي كنت اراها النقطة المفصلية في ديالى، وعندها ستحسم الامور الاخرى وقد تعرضنا لهجوم في اكثر من مرة وفي اكثر من محور في العظيم، حيث بدأنا بتحرير شمال العظيم ثم سد العظيم اضافة الى عمليات متتالية تزامنت مع عملية فك الحصار عن امرلي، بحيث تقدم المقاتلون وصولا الى جسر الزركة، وقد نفذت العمليات من دون اسناد القوة الجوية ،حيث تمكنا من تحرير عمق (28) كيلومترا وبعرض (20) كيلومترا، ثم استمرت العمليات الى جرف الصخر والى السعدية وجلولاء والضلوعية وشمال المقدادية وبيجي وتكريت، ولاشك ان ذلك عمل كبير باستثناء بعض الجيوب في تكريت والزلاية ومكيشيفة، ولكن بشكل عام فان قواتنا تبسط سيطرتها على الارض من سامراء الى بيجي. 

واضاف العامري ” انه امام هذا العمل الكبير نتحدث اليوم عن اعادة بناء الجيش العراقي في حين ان الامريكان يقولون اننا نحتاج الى عدة سنوات لاعادة بناء الجيش العراقي، ونحن نحتاج الى بناء هذا الجيش، وهذه المؤسسة العسكرية .. نعم ان قوة الحشد الشعبي والعناصر الاساسية فيه هم ابناء المقاومة الاسلامية من بدر الى العصائب الى سرايا السلام مرورا بالاخوة الاخرين والشيء الكبير هو بناء هذه القوة بسرعة زمنية قياسية تفوق ايران نفسها التي لم تستطع ان تبني قوة ما تعبر عنها بالحرس الثوري او الباسيج او التعبئة العامة بالسرعة التي قمنا بها، ايران استطاعت ان تبني هذه القوة خلال سنوات الحرب الثمان، بينما نحن خلال اقل من سنة استطعنا ان نبني قواتنا في ظروف ادارية وبيروقراطية ومعرقلات وتعليمات مالية تشيب لها الرؤوس، واستطعنا ان نقاتل بأقل ما يمكن من الامكانيات وان نوقف العدو وان نتحول الى صفحة الهجوم وان نحرر مناطق عديدة، وكل المناطق التي كانت عقدة وكانت قاعدة حصينة ورصينة للقاعدة سواء اكانت في جرف الصخر ام شمال المقدادية ام في الضلوعية، التي سماها الامريكان بوادي الموت وفي غرب امرلي التي لم يدخلها الامريكان اصلا مثل قرى عبود وبير احمد الاولى والثانية والثالثة والدراويش والزنجيلية ولم يدخلها اصلا الجيش العراقي وكانت هناك قلاع للقاعدة تمكنا نحن في الحشد الشعبي ان نستولي عليها ” . 

واكد العامري ” انه امام هذا الحجم لا ندعي العصمة او نقول ليست هناك اخطاء وللامانة ان وزير الدفاع خالد العبيدي الذي التقيته قبل فترة قال لي ان قوات الحرس الجمهوري والتي تقود قوات النخبة في النظام السابق والاكثر انضباطا لكنها عندما دخلت الكويت اثناء الغزو عام (1991) فعلت اشياء وارتكبت ممارسات شنيعة، ولابد من التنبيه انه عندما ذهب الجيش الى الكويت لم يكن هناك عداء طائفي مع شعبها بل بالعكس ان الكثير من العراقيين كانوا يتمنون ان يكونوا كويتيين يومها حتى يعيشوا حالة الرفاه والوضع الاقتصادي الجيد .. نحن اليوم لدينا شد طائفي واختلاف عشائري واقول لكم انا كنت في ديالى وحتى يومنا هذا هناك (50) الف مواطن خرجوا منها، ويتواجدون حاليا في كربلاء ولا يقبلون العودة الى ديالى نتيجة الخوف الكامن في النفوس، وهناك في المحافظة قرى شيعية مهدمة بالكامل وعندما دخلت داعش في اي منطقة سنية اي واحد من اهل السنة سواء اكان عضو مجلس محافظة او في دوائر الحكومة يتهمونه بانه مرتد، يفجرون او يحرقون بيته، اللهم الا البعض ممن يسايرهم او ينسق معهم، وفي قرية زركوش في السعدية هدمت منازل وسوّت بالارض من قبل داعش، وبودي ان اقول ان احدى الاحتمالات ان تكون داعش وراء قتل الشيخ قاسم سويدان من اجل احداث فتنة، او ان العملية قامت بها مخابرات احدى الدول الاجنبية التي تريد تمزيق العراق وقد استشهد منا خيرة الضباط ممن كان يرفض ان يقع اي ظلم او ضغط على السنة، وفي اليوم الذي حصل فيه حادث بروانة كانت هناك في ذات اليوم حملة تفجيرات ارهابية في قلب بغداد التي حصدت عشرات الارواح من ابنائنا “. 

ونبه العامري الى “ان الحملة المعادية ضد الحشد الشعبي هي حملة منظمة ومبرمجة ضد الابطال الذين استطاعوا ان يخوضوا معركة قاسية في السعدية تستغرق في ابسط الحسابات العسكرية وقتا طويلا لكن انجزت خلال (8) ساعات، واكيد ان انتصارات باهرة كهذه يجن لها جنون الاعداء، بل هناك حالة تقول يجب الا يكون للحشد الشعبي هذا الحضور والا تبرز وجوه قياداته كالعامري والخزعلي وابو مهدي المهندس وفلان وفلان، ولابد من التذكير بان قرية زركوش الشيعية اصبحت محروقة عن بكرة ابيها فكيف لا يصبح هناك شد طائفي ؟! ناهيك عن الخلافات السنية – السنية في الضلوعية والخلافات العشائرية بين عشائر المنطقة ذاتها ولكن هناك عشائر مثار فخر واعتزاز مثل بني ويس، كما ان احد شيوخ العشائر قتل اثنان من اولاده ، ومواقفهم ضد داعش واضحة وهم لا يستبعدون ارتكاب داعش لجريمة جامع مصعب بن عمير بينما البعض من الساسة مشغولون بالتهريج” .

 

واضاف امين عام منظمة بدر” ثقوا بالله اذا كان هناك من يقول انه لولا الحشد لسقطت بغداد فالان نقول اذا انسحب الحشد تسقط بغداد، ولن يصمد الجيش لاسبوع واحد وان الحملة الاعلامية المغرضة ضد الحشد جزء من مخطط مغرض، وان هذا الضجيج يصب في خانة اعداء الشعب العراقي والذين يريدون لداعش ان يبقى تنظيما ارهابيا يفرض هيمنته .. وارى اننا اليوم امام معركة اساسية مع داعش وان هناك خلافات مع اقليم كردستان وهي المادة (140) وان الدستور رسم طرقا قانونية لايجاد حلول لها وجعل المهمة بيد السيد رئيس الجمهورية وهو المسؤول عن تطبيق المادة (140) اما بالاستفتاء او الاستفتاء تحت الوضع الدولي، وقلت انه مادام الدستور موجودا وان رئيس الجمهورية هو من الاخوة الكرد، فلماذا هذه الخشية على المادة (140)؟ وان الجهد ينصب نحو دحر (داعش) وان العدو سوف يزول، ولا سمح الله اذا بقيت داعش، فالمريض الذي لديه نزيف هل الاولوية للتجميل ام وقف النزيف؟؟ اكيد ان الاولوية ستكون لوقف النزيف ثم التجميل لاحقا، وهذا ما نقوله ان العراق اليوم امام نزيف داعشي وان الخلافات الاخرى تفرش على الطاولة، ثم ناتي لمعالجتها خصوصا اذا ما عرفنا ان لدينا مشاكل سنية – شيعية ومشاكل شيعية – شيعية وسنية – سنية ومشاكل كردية – كردية، وهناك مشاكل كردية مع الحكومة الاتحادية، ومشاكل المحافظات مع الحكومة الاتحادية، فاليوم المعركة هي نزيف وان المطلوب ايقافه وان التنسيق موجود ونحن ذهبنا الى اربيل لغرض التنسيق، وقد زرنا الاخوة في الاتحاد الوطني الكردستاني ، والتقينا كاكا مسعود بارزاني وكانت الاجواء ايجابية وجيدة جيدا .. وقد اكد لنا السيد بارزاني عدم اطلاق كلام سلبي ضد الحشد وكذلك محافظ كركوك بل ان الاخير هو محب لنا ويدافع عنا وهو يقول: تعالوا زورونا وساعدونا فالحمل ثقيل وان داعش مرض خطير وان الاخوة الكرد يعرفون ذلك ” . 

 

واشارالعامري الى ” اهمية النهوض بالجيش العراقي تدريبا وتسليحا ليكون قادرا على اداء ما مناط به، وان هناك ارادات لا تريد بناء الجيش وهي من تعيق مسيرته وان التعويل على تشكيل الحرس الوطني جزء من ذلك، وان الحشد الشعبي لن يكون بديلا عن الجيش العراقي كما يروج البعض، وان الحشد سيكون سندا وظهيرا واخا للجيش العراقي، وان مثلث النصر تتألف اضلاعه من الاجهزة الامنية والجيش والشرطة والحشد وابناء العشائر ” .

 

وكشف العامري ” ان ابناء العشائر العربية في المنطقة الغربية ابدوا اندفاعهم للانضمام للحشد الشعبي، وان هناك المئات في كركوك يطالبون بالقتال مع الحشد ومئات الشيوخ يريدون العمل مع الحشد وهذا شيء مفرح واننا سندعم حكومة العبادي، ولن نقوم باي عملية عسكرية الا بالتنسيق مع الاخ العبادي، وان الحشد سيكون تحت امرة رئيس الوزراء واننا لسنا مليشيات وانما نحن حملنا السلاح تلبية لفتوى المرجعية الدينية العليا ضد داعش كما رفعنا السلاح بالامس ضد صدام وعندما سقط النظام البائد القينا السلاح جانبا وليس لدينا سلاح واذا ما امر السيد العبادي بتسليم السلاح سوف نسلمه فورا ” .

 

واضاف ” اننا لسنا بديلا عن الحكومة بل سند لها وان الكلام عن تحول الحشد الشعبي الى «بعبع» مؤامرة مشبوهة واننا نؤمن بحصر السلاح بيد الدولة منذ العام 2006 ،وان ايماننا القطعي هو بناء دولة وان رئيس الوزراء هو رئيس وزراء كل العراقيين، وانا بقيت مساندا للمالكي الى اللحظات الاخيرة، ولا يجوز النكاية برئيس الوزراء ، وانا بعد انتهاء الحرب ضد داعش ساعود الى مقعدي في البرلمان لانني ارى نفسي اكثر في ساحات العمل السياسي، لكن القتال كتب علينا وهو كره لنا ولن اتردد في قضية بناء الجيش العراقي وان معركة الجيش غير معركة العصابات . اما بخصوص الحرس الوطني فانه يخالف الرأي القائل ان يكون مرتبطا بالمحافظات، لاننا نريده اتحاديا وليس مناطقيا وان اولوية الانضمام له ستكون لمن شارك في تحرير التراب الوطني ونريد له المحارب الذي اثبت حبه للعراق من خلال قتال داعش .. وبشأن ما يقال عن احتمال حصول انقلاب عسكري في العراق قال العامري بالحرف الواحد : ” اذا حصل انقلاب عسكري فسوف نسحقه ولن يكون هناك عفا الله عما سلف “.

قد يهمك أيضاً