ثقافة شعبية

الشاعر الشعبي العراقي ولد من رحم المأساة

حوار سناء الحافي

الشعــــر مخــــزون فــي داخـــل الانســـان منـــذ الطفــولـــة وهــــو تراكـــم للمكتسـبــات والخبــرات مــن صـــور ومعـــارف ومعــان ، و إيماناً منّا بقيمة الأصوات الشعرية الشعبية  الشابّة في الساحة العراقية و مستواها الذي يشهد له كبار الأدباء في العراق و خارجه لما يقدّموه من تميّز في الطرح و نقاء في الجوهر ….ارتأينا بذلك  دعوة ضيفنا في عدد اليوم بصحيفة الحقيقة العراقية …الشاعر الشعبي الثائر الذي نبض من كنه البصرة قصيدة و روحاً …و أدمج بعض الحدود بالقدر ،ايمانا منه  باتجاه الانتشار الوجداني مع جمهوره الواسع الذي يجب ان يتعدى حدود النخبوية ورغباتها..

وبما أن الشعر الشعبي اقرب الى الذاكرة الجمعية من غيره فهو بذلك خلاصة اللغة المحكية و مختزل للمثل الشعبي وأقاصيصه واقرب وسيلة للفهم الدارج بما فيه من تروية شديدة يمكنها ان تمر على أعين او أسماع الأجهزة القمعية ومنصتيها

ضيفنا لعدد اليوم هو الشاعر العراقي سيف الحلفي ، تأثّر بوالده الشاعر صلاح العوده و جرح حبيبته الذي مازال ينبش في خبايا حرفه لوعة الأماكن و المواقف بالشجن و الحسرة…فكتب سرّ الخلود و صاغ رسائل العتب رغم مرارة الحياة و قسوتها …

و على أثير الحب و الألم …كان لنا معه هذا الحوار الهادئ فأهلا و سهلا به اليوم بيننا

الشاعر سيف الحلفي حللت أهلا و وطأتَ سهلا بدار الحقيقة و نستهل حوارنا معك بمرحلة البداية ، لنتعرف كيف انتزعتّ من القصيدة قيودها لتنطلق بها في سماء الشعر الشعبي العراقي ؟

**لكم مني بعدد نخيل البصرة تحايا سمراء مطرزة بالمحبة…لم تأت الي القصيدة مقيدة…بل كانت كفتاة خجولة تنتظرني على مسافة جرحين..وتبادلنا النظرات والاعجاب..ومنذ ان تلامست اطراف اصابعنا حلقت في السماء التي تحدثتم عنها. 

الوطن و الحب و الألم…فضاء تدور في فلكه و لا تقوى على الانفصال عنه…

برأيك هل التقيد بمواضيع معيّنة يفقد الشاعر لذة الحرية في الحرف و التصوير ؟.

**باعتقادي ان الشاعرالحقيقي كائن شبه حي متمرد على نفسه ومن حوله,يكتب مايشاء متى ماشاء..ان فقد حريته بمواضيعه فقد جناح الميمنة من جيش ادواته في الكتابة والانفراد.

الشعر ليس وظائف تؤدى، إنما هو ردود فعل للحياة، وانعكاس مبدع لمظاهرها كلها، إجتماعية وثقافية وسياسية ، باعتقادك … 

الشاعر العراقي هل هو ابن الحياة أم ابن المأساة ؟

***بطبيعة الفرد العراقي بصورة عامة ميال الى الحزن..لذلك تجدون اننا نميل الى القصص والقصائد والاغاني الحزينة,ربما مازال مفعول(الدللول) سار بنا..لذلك اعتقد ان الشاعر الشعبي العراقي من رحم المأساة (البنت البكر للحياة) .

الشاعر سيف الحلفي… 

كيف تقرأ المشهد الثقافي العراقي الآن خصوصا والمشهد العربي عموما في ظل الثورات؟

انا متفائل جدا بأن المطر سيهطل على الرغم من رؤيتي للغيوم الحمراء

يوما ما كان الشعر ديوان العرب .. به تحفظ أنسابهم وبه تسجل مآثرهم وانتصاراتهم وبطولاتهم .

 برأيك هل الشاعر العراقي بصفة خاصة و العربي بصفة عامة حاليا سجّل شيئا للتاريخ من المجد والبطولات خاصة أن العالم العربي عاش ومازال يعيش على ذبذبات الحروب و الهزائم ؟

عندما اقرأ للشاعر البصري احمد مطر….اشك في صحة تاريخ البطولات العربية وذلك المجد المزيف(على حد قول مطر)

الكتابة عن الشعر الشعبي العراقي تفتقر بالذات الى بحوث متخصصة,فقد ظل هذا اللون من الشعر رغم سعة متذوقيه من العامة والمثقفين بعيدا عن الدراسات الجادة والنقد الرصين لاسباب متنوعة ودوافع لم تعد خفية.

 من وجهة نظرك ما الأسباب وراء   الفجوة الكبيرة بين الناقد و الشاعر الشعبي؟

بسبب عمر الشعبي..فالسنوات المقبلة ستشهد ظهور نقاد حقيقيين للنص الادبي الشعبي وهنالك دراسات وبحوث لأدخال بعض النصوص الشعبية للمناهج الدراسية..اما في الفترة الحالية لم التق او اقرا لناقد حقيقي لايتبع ميوله الشخصية والجغرافية.

هل الاعتزال المؤقت كان له وجود في حياتك الأدبية ؟ و متى ؟

ابتعدت باللاشعور في عام 2010لأكمال دراسة البكلوريوس لكن الحمد لله اليوم أنا أمارس الكتابة الشعرية بقوة و محبة و أتمنى دائما خلق طرح جديد يليق بمستوى المتلقي العراقي.

الشعر العراقي : ما له و ما عليه ؟

عليه كل هموم الشعب والوطن وله الله

هل أنت راض عن مستوى الشعراء الشعبيين في العراق من ابناء جيلك؟

لو كنت انتمي لغير جيل..لتمنيت ان اكون في هذا الجيل الرائع الممتلئ شعرا وثقافة والمظلوم اعلاميا مع الاسف ، فالاعلام جاحد في حق المبدعين الشباب و لا ينصف غير أسماء معينة و لا يفرض سوى وجوه متكررة للساحة الشعرية و على الشاشات.

1- الشاعر سيف الحلفي… ما هي مشاريعك الأدبية؟ وهل هناك مهرجانات أو فعاليات تحرص على حضورها أو تنظيمها؟

هنالك تعامل جديد مع فنان عراقي كبير(احب ان اتركها مفاجأة)..وفي الفترة المقبلة نحرص على اقامة مهرجان رثاء للشاعر الرائع عطا السعيدي اتمنى من الله التوفيق في إتمام هذا المشروع قريبا

2- كلمة اخيرة توجهها شاعرنا لقراء جريدة الحقيقة  …و تحياتنا الخالصة لك ….

3- لكم مني كل الحب والاحترام ..واتمنى ان اكون عند حسن ظنكم وان ارتقي لمستوى ذائقتك

حبي واحترامي لكل كادر الحقيقة و على رأسهم الشاعر الكبير فالح حسون الدراجي.

 

قد يهمك أيضاً

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والإعلان