اول المتحدثين كانت شيلان زنكنة ملكة جمال بغداد والمسؤولة عن ادارة مركز فيور للتجميل في منطقة الشعب في بغداد فقالت “في مركز فيور شعارنا الزبون اولا فنعطيه اهتماماً منقطع النظير يشمل العناية بالشعر والعناية بالبشرة وإزالة الشعر بالليزر من خلال استخدام افضل وارقى المنتجات ذات المناشئ الرصينة ولدينا طبيبة متخصصة بالتجميل متواجدة ثلاثة ايام في الاسبوع، اضافة الى انها تقوم بتشخيص الأمراض الجلدية للزبائن، والمركز مزود بأحدث ما أنتجته شركات التجميل والرعاية الصحية من اجهزة في هذا المجال مثل شفط الدهون وتجميل الوجه والأنف وغيرها، علاوة على أنه يضم وحدات عالية التجهيز”.
وتضيف زنكنة “ان ما نعاني منه هو كثرة تردد الشباب من الذكور على المركز من اجل ان تجرى لهم عمليات تجميل او ازالة الشعر بالليزر وان كانت هناك حالات تستلزم مراجعة مراكز التجميل لاسيما بواسطة استخدام الليزر اذ ان احد الزبائن وقع له حادث تصادم وهو في المرحلة الرابعة لإحدى كليات الهندسة ومن عائلة معروفة وحصلت له تشوهات بسبب اصابته في حادث سيارة حتى انه بات لا يحدق في اي امراة وان كانت قريبة منه وبعد ان راجع مركز فيور للتجميل وخضع لعملية باستخدام الليزر وأجريت له العملية من قبل الدكتورة المختصة وبعد نصف ساعة وجد ان وجهه وتحديدا أنفه الذي تعرض لاعوجاج وكسر أثناء تعرضه لحادث السير قد تحول إلى وجه اخر جديد لم يتعرف عليه للوهلة الأولى، وهي نعمة من نعم الباري، اذ كان العراقيون من اجل اجراء هكذا عمليات يتكبدون مشقة السفر الى الدول الأوربية او الى لبنان او الهند فيما أصبحت تجرى في بغداد وبكلفة اقل كثيرا”.
وأوضحت زنكنة أن اكثر عمليات التجميل التي يجريها الشباب هي عمليات شفط الدهون وتقليص المعدة بعد ان يبذلوا جهدهم من دون فائدة بمحاولة إنقاص الوزن بالريجيم وبمجرد التوقف عنه يزداد الوزن مرة أخرى، وهذا الأمر يجعل الشباب يلجؤون الى إجراء عملية قص معدة وشفط الدهن وهي بكلفة 2500 دولار،ناهيك عن رفع جفن العين بكلفة 1000 دولار،وعملية نفخ الخد بكلفة 200 دولار وشد الخد وتجميل الانف بكلفة 700 دولار،اما ابر البوتوكس وهي تستخدم للجبين فبكفلة 200 دولار ،وأن من يقوم بهذه العمليات عليه اتباع نظام غذائي معين ومراجعة اختصاصي التغذية من فترة إلى أخرى،لانه سوف يعانى في بداية العملية من التعب النفسي، لكنه يصبح أفضل بعد أن تتعوّد المعدة على كمية قليلة من الطعام”.
وأوضحت أن هناك الكثير من الشباب يلجؤون إلى إجراء عملية قص المعدة في بغداد لأن الكلفة لإجراء العملية أقل من الدول المجاورة لاسيما أن عملية قص المعدة صارت موضة عند الرجال بغض النظر عن مدى احتياجهم لها، فهم يختارون الطريق الأسهل من دون أن يحمّلوا أنفسهم عناء اتباع نظام غذاء صحي أو ممارسة الرياضة “.
وأردفت زنكنة انصح الراغبين بمثل هكذا عمليات أن لا يلجؤوا الى عمليات قص المعدة إلا بعد ان يجربوا جميع طرق إنقاص الوزن،وتناول الغذاء الصحيّ لأن التغذية والعمل والحركة المستمرة هي الحل للحفاظ على جسم رشيق كما كانت أجساد إبائنا وأجدادنا “.
ويقول المحامي حسن هادي ذهب”غرفة محامي المدائن” ان وسائل الاعلام ولاسيما القنوات الفضائية تتحمل جزءا من مسؤولية هوس الشباب والفتيات باجراء عمليات التجميل وتصغير حجم الانف او تقليل وتصغير فتحتي المنخرين او تصغير الخصر فهذه القنوات تروج لمنتجات خاصة بإنقاص الوزن وإيهام الشباب أنها ستساعدهم على تخفيض أوزانهن بسرعة كبيرة من دون أن يتطلب الأمر منهم اتباع حمية غذائية أو ممارسة الرياضة ،وما يؤسف له ان كثيرا من شباب اليوم من الجنسين تجذبهم الإعلانات التي تروج لسلع تساعد في إنقاص الوزن بشكل سريع من دون التفكير في الآثار او السؤال عنها”.
وبين ذهب” ان على الشباب المحافظة على صحتهم وعدم اللجوء إلى الوصفات غير الصحيحة أو التي لا تكون تحت إشراف طبيب مختص فقط من أجل إنقاص الوزن، لأنها ذات ضرر كبير على اجسامهم ،فأساليب التخسيس غير المدروسة تؤدي إلى آثار سلبية منها الشراهة والاكتئاب وتقلّب موازين الجسم،وعليهم ان يعرفوا ان الصحة لا تعرف الا اذا فقدت فهي نعمة من نعم الله عليهم”.
وأكد “أن الشباب هم الأكثر هوسا بالرشاقة وبالتالي يفعلون المستحيل من أجل الوصول لأجسام رشيقة مثل عمليات قص المعدة أو تناول عقاقير تساعد على إنقاص الوزن بسرعة، فالشباب بطبيعتهم يكون لديهم اهتمام بمظهرهم وشجّعهم على ذلك متغيرات العصر التي تنادي بالرشاقة والصحة”.
وتقول الدكتورة وسن الشمري “في حال إن كان الشخص يعاني من سمنة مفرطة نلجأ إلى قص المعدة لأننا نعلم أن الزبون أضاع الكثير من الوقت ولابد من تدارك ما بقي من وقت لتقليل الوزن بأسرع ما يمكن، أما إذا كان هناك بداية سمنة فيتم متابعته مع اختصاصي تغذية لمدة ستة اشهر ومراقبة النتائج، فإذا كانت إيجابية والوزن طبيعي فنكون قد تخلصنا من العملية أما إذا كانت النتيجة سلبية فلابد من تقييم الحالة لمعرفة ما إذا كانت في حاجة إلى عمليات جراحية أو الاستمرار في برنامج التغذية او اللجوء لأساليب تخسيس اخرى، مثل أدوية التخسيس أو الأجهزة الخاصة بترتيب الجسم، أو إذابة الدهون في مناطق الجسم المختلفة”.
وأوضحت الشمري “أن سبب لجوء الشباب لإنقاص أوزانهم رغم أنها ضمن الطبيعي، وذلك نتيجة للتغييرات الهرمونية التي تلحق بالجسم في هذه الفترة “.
واضافت “لابد من الأخذ في الاعتبار الفئة العمرية، فيعد المراهقون والشباب من الفئات الحسّاسة فسيولوجيا، نظرا للتغيرات الهرمونية التي تكون داخل أجسامهم في هذه الفترة، حيث نلاحظ أن المراهقين دائما ما يشعرون بعدم الرضا عن أشكالهم الخارجية حتى ولو كانت أوزانهم ضمن الطبيعي، فالتغيرات الهرمونية التي تحدث في فترة المراهقة لها تأثير كبير في عدم تقبل المراهقين لشكل أجسامهم، ومن هنا يجب أن نؤكد على الدور الأساسي للعائلة لتوضيح هذه التغيرات الفسيولوجية لهم، والجلوس مع المراهق حتى يقتنع بجسمه ويحب شكله”.
ويقول حميد سعيد متطوع في الحشد الشعبي اصيب بعبوة ناسفة تركت اثارا على جسده بعد ان كان الناجي الوحيد من مجموعته بعد ان خضع لعملية تجميل في احد مراكز التجميل” لقد تبدل شكلي تماما بعد خضوعي لعملية التجميل بواسطة الليزر برغم انها لم تكن بمستوى ما سمعت عنه من انها عمليات غالية لا يقوم بها الا المشاهير من الفنانين واصحاب الدخول العالية واقترح على من يرغب بمثل هذه العملية ان يقوم بها في مراكز التجميل في بغداد من دون ان يضطر الى السفر ويتكبد خسائر كثيرة كون الاقامة والفندق والشخص المرافق كلها تكاليف اضافية ترهق المريض او الراغب باجراء عملية التجميل”.
ويقول فؤاد ستار (موظف) ” سمعت عن زيادة اعداد الذين يقومون بعمليات التجميل في اربيل والمستشفيات الاوربية والتركية فيها إلا أن وجودها في بغداد مع وجود البطالة وكثرة العاطلين عن العمل شيء لا يمكن تصوره وفوجئت بما وجدته فقد أجريت عملية مقابل مبلغ ثلاثمائة دولار وتمكنت اخيرا من ان اقابل الاخرين من دون ان يعتريني الخجل من وجود البثور في وجهي وبقايا حب الشباب”.
ويقول الكوافير والماكير فراس القلعة عن ازدياد عمليات التجميل باستخدام الليزر من قبل الشباب “ان شبابنا باتوا يبحثون عن الجمال والأناقة حالهم حال الفتيات ونجد ان الكثير من الشباب يقومون بأجراء هذه العمليات تقليدا للموضة ويريد كل منهم أن يبدو اصغر سنا وهناك أسباب متعددة تقف وراء اجراء عمليات التجميل من أهمها الذين يتعرضون للأصابة بطلق ناري وشضايا التفجيرات الارهابية والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والمصابين من القوات الامنية من الشرطة والجيش والحشد الشعبي والمصابين، وأكثر العمليات إقبالا من قبل الشباب هي عمليات تصغير الأنف وشد البطن وشفط الدهون ويمكن ان نفسر ظاهرة التصاعد المتزايد لعمليات التجميل وخصوصا بين الرجال والشباب فزيادة اجراء عمليات التجميل في بغداد بين الرجال والشباب ما بعد 2003من أسبابها الرئيسية انعدام او قلة الثقة بالنفس والفراغ الروحي الذي يعانيه شبابنا من الظروف التي يمر بها البلد ،ومنها ان الشباب يقلدون الغرب في شكل حلاقة الشعر ووضع المكياج ،ودخول الستلايت والفضائيات لكل بيت ناهيك عن السبب الرئيسي وهو من أهم الأسباب الخطيرة، فالشباب يقلدون الغرب في قصات الشعر التي تصل اليهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفيس بوك كما يقلد بعضهم المشاهير من ممثلي وفناني الغرب، ويخطئ من يقول ان عمليات التجميل رخيصة ومتاحة للجميع على العكس فاسعارها مكلفة وغالية وسبب ارتفاع الأسعار لعمليات التجميل، هي أجور الاطباء الاختصاص وسعر الاجهزة وارتفاع بدل الايجار اضافة الى ارتفاع الأسعار واجور الأطباء الذين يقومون بمثل هذه العمليات المكلفة والخطيرة في الوقت نفسه وروادنا في إحصائية للأربعة اشهر الاولى من العام الحالي تبين ان زوار مراكز التجميل من الرجال والشباب قد وصلت إلى %65 وهذه المرة نود ان يكون الدور الذي تقوم به وسائل الاعلام هو توعية الشباب من خطر هذه العمليات التي قد يكون الموت من بينها وعلينا ان لا ننسى أن الاعلام أسهم بزيادة ورواج ظاهرة اجراء عمليات التجميل فيما لم يكن هناك تركيز على خطورتها”.
ويقول الطبيب فراس مالك المولى “إن الإقبال على مراكز التجميل من قبل الشباب ومن مختلف الأعمار حتى من يمكن ان نعدهم على كبار العمر ، يكون في المقام الاول توفر العنصر المادي ووفرة الاموال للشخص المعني فما يعاني منه الشخص المقتدر ماديا وما يزعجه قد يكون مقبولا لمن لا يمتلك الاموال وعموما يتم استخدام أكثر من جهاز في اجراء عمليات التجميل ومنها جهاز إزالة الشعر وجهاز لإزالة اثار حب الشباب والتصبغات الجلدية والكلف والتشققات التي تحصل في ما بعد نتيجة الولادة وكذلك إزالة التجاعيد،وتختلف نسبة نجاح عمليات التجميل من شخص إلى آخر فجهاز إزالة الشعر كلما كان فيه عدد مرات إزالة الشعر قليلة كانت نسب النجاح أعلى وبالعكس,وعموما تبقى عمليات التجميل ناجحة وبعضها قليل النجاح وهذا يعود لخبرة وممارسة الطبيب المعالج واتباع وتطبيق المريض للتعليمات التي يوصى باتباعها،وهنا لابد ان لا ننسى ما تؤديه السرية التامة من دور مهم في نجاح عمل الطبيب الذي عليه احترام هذه الفكرة وتوفيرها لزبائنه، وأن يوفر للمريض الناحية النفسية وضرورة حمايته من أي عدوى أو “فيروس”، لذا فان خضوعه لعملية في داخل مركز متخصص هو أفضل بكثير من اجرائها في مستشفى يضم أقساماً عدة”.
ويقول فادي ابو كرم مدير مركز تجميل في الكرادة” اشتهرت منطقة الكرادة في مجال التجميل وصارت مقصد الراغبين باجراء مثل هذه العمليات لاسيما ميسوري الحال وطلبة الجامعات من مختلف المناطق في بغداد وفي بعض الأحيان من المحافظات واصبحت الكرادة بدل اربيل في هذا النوع من العمليات خصوصا الذين يعملون في اجهزة الدولة ومجلس النواب اذ كان يقصد عدد كبير منهم لبنان او أنهم يتجهون الى اربيل لاجراء هذه العمليات”.
ويقول حسن علي (موظف)” أجريت عملية تجميل بواسطة الليزر قبل ثلاثة اشهر لأزالة النمش من وجهي في احد مراكز التجميل في منطقة الكرادة وكنت قبل ان اقوم بها لدي شيء من الخوف والقلق وانا أضع وجهي أمام عدسات الليزر فالنمش الكثير الذي يغطي وجهي منذ الصغر يعد عقدة بالنسبة لي وعلامة فارقة ووصفا لمن لا يعرفني وهذا يسبب لي الحرج والقلق والعصبية احيانا كثيرة في الدائرة ولا استطيع ان اغطيها بمستحضرات التجميل كما تفعل النساء لان ذلك يعد تشبها بهن,وكانت المفاجأة ليس لي انما كانت لزوجتي لاسيما انها مدرسة بان اصبح وجهي خاليا تماما من النمش واصبح صافيا “.
ويقول الزميل حيدر الكناني صحفي” برغم معرفتي الوثيقة باصحاب مراكز التجميل وملاحظتي ان هناك إقبالا عليها في السنوات الأخيرة حتى صار زبائن هذه المراكز من مختلف الشرائح سواء لاخفاء تشوهات جلدية ناتجة عن الحروق او غيرها او عمليات شد الوجه وإزالة اثار حب الشباب وإزالة الشعر وغيرها من عمليات التجميل ورغم هذا ترددت كثيرا في مراجعة احد هذه المراكز لإزالة الشحوم التي تكاثرت على جسدي ولم تعد تنفع معها الحمية والرجيم والصوم المتواصل زاد وزني على المئة والعشرين كيلو غرام اذا ما علمنا ان طولي هو مئة وستين سنتمترا وقد اخبرت مدير مركز تجميل بمشكلتي وهي ازدياد الوزن والسمنة المفرطة فنصحني بزيارته الى المركز من اجل اخذ جلسات ليزرية بشكل دوري لعلي اتخلص من هذه الكارثة وها انا امامك وزني الان مثالي وهناك من لم يتعرف علي بسبب التغيير الكبير في الوزن”.
ويقول الشاب محمد البيضاني سائق تكسي”اعاني من اثار حب الشباب وما خلفه من اثار حتى اصبح بعض اصدقائي يلقبونني بالوحش ما جعلني افكر بان ازيله بواسطة عمليات التجميل بالليزر وقد شعرت بالخوف من اشعة الليزر فقد سمعت وقرأت الكثير عنه عبر شبكة الانترنت وما يخلفه من آثار ولكن ما ان ذهبت الى مركز التجميل وتحدثت مع الدكتور المختص أقنعني بالنتائج بعد أن اجرى لي أكثر من جلسة من اجل تعطيل وتأخير نمو الحب وظهوره وفعلا وجدت النتائج التي ترضيني وبدلت مظهري نحو الاحسن وأجد أن جلسات الليزر قد جاءت بنتائج ايجابية بعد أن ذهب اثار الحب الى الأبد وصار من الماضي” .
ويقول ابو سجاد موظف تجاوز الخمسين من عمره”كنت اعاني من التجاعيد لا سيما منطقة تحت العين ولكن ازدياد التجاعيد جعل الاخرين يطرحون اول سؤال هل ان مرضا ما اصابني؟ ما شجعني ان أفكر بالذهاب إلى احد مراكز التجميل من اجل معالجة هذه الحالة وإزالة التجاعيد بواسطة أشعة الليزر ومن أول جلسة أمام جهاز الليزر شعرت بفرق كبير في وجهي خاصة خطوط التجاعيد حول العين فقد اختفت وبشرتي أصبحت مشدودة ،واستغرب من الذين يسافرون الى بلدان بعيدة من اجل ان يجروا مثل هذه العمليات فيما يمكن اجراؤها في بغداد بطريقة اسهل واسرع وارخص لا سيما انه لا يوجد اختلاف بين مراكز التجميل في بغداد عن سواها في البلدان الاخرى”.
واضاف “أصبحت عمليات التجميل في الآونة الأخيرة هي الشغل الشاغل لدى الشباب والسبب ما نشاهده في الفضائيات من إعلانات على اجراء هذه العمليات وهو احد الأسباب في اللجوء الى عمليات التجميل”.
ومن الأسباب الأخرى هو مشاهدة الفنانين والممثلين الذين اجروا عمليات التجميل التي دفعت اغلب الشباب حتى الذين لا يعانون من أي خلل إلى أجراء عمليات التجميل لتقليد أو ليصبحوا شبيهين بفنان معين يرغب أن يكون شبيها به وهذا يعني ان هناك عمليات كثيرة أصبحت تجرى اتباعا للموضة وليس علاجا من خلل او تشوه خلقي”.
ويقول الشيخ حسين عامر الجوراني “ان ما يمكن ملاحظته وانت تتجول في مناطق بغداد انتشار مراكز التجميل,وهناك الكثير من التساؤلات حول مشروعية إجراء عمليات التجميل, التي يجريها الرجال ورغم أنها تلقى هجوما شديدا من قبل علماء الدين إلا أن عمليات التجميل لم تعد وقفا على شفط الدهون أو شد الوجه أو تحسين شكل الأنف أو زرع الشعر, وباتت تستقطب الكثير من الرجال بعد أن استقطبت عددا كبيرا من النساء.
وما زالت عمليات التجميل تثير جدلا كبيرا بين الذين يرونها ضرورة لعلاج عيوب ولادية وبين من يرونها تغييرا لخلق الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم, ومنهم من أجاز بمقدار الضرورة التي تخرج بعض الحالات من قصد تغيير خلق الله.
وأجاز علماء الدين إجراء عمليات التجميل للضرورة الملحة مع شرط عدم تغيير خلق الله واشترطوا لذلك شروطا بعضها صحي وبعضها أخلاقي واجتماعي, كالبعد عن التدليس والغرر.
بل أن العلماء أكدوا أن هناك كسبا غير مشروع للأطباء القائمين بإجراء هذه العمليات التي تغير من خلق الله دون ضرورة, فمكسبها حرام شرعا”.
ويضيف الجوراني “إن إجراء عمليات التجميل بما لا يؤدي إلى تغيير أو تزييف أو خداع من أجل الزواج, فهذا مشروع لا بأس من ذلك, أما إذا كان هناك تغيير في الشكل من أجل غش الناس أو بقصد التدليس فهذا منهي عنه شرعا, وما ورد في الأحاديث كثير جدا في مسألة التجميل, فهناك تجميل مثل( الحروق والكسور بعد الحوادث) لإعادة الحالة الصحية إلى ما كانت عليها من قبل, فهذا ليس عليه غبار لأن هذه المسألة طبية بالدرجة الأولى, وهو مشروع لإجراء مثل هذه العمليات, أما التجميل في تغيير الشكل أو إعادة الشباب( مثل شد الجلد أو إعادة الشباب وتصغير الأنف) فهذه أشياء يراد بها تغيير من خلق الله سبحانه وتعالى, وأغلبها يكون المقصود منها الخداع في الزواج, وأيضا صبغ الشعر منهي عنه, ولكن إذا فعلته الزوجة لزوجها فلا بأس من ذلك, وإنما الأشياء اللافتة للنظر فهذا ما نهى الشرع عنه, وإذا كان هناك تشويه خلقي يراد إصلاحه فهذا جائز شرعا”.
ويؤكد الجوراني “أن تحسين الهيئة مطلب شرعي يتفق مع الفطرة الإلهية والخلقة الإنسانية, فجاءت الفطرة من قص الشارب وتقليم الأظافر وهذه أمور تعد من محامد الصفات, جاء الإسلام فأبقي عليها, فالعمليات التجميلية من باب تحسين الهيئة, وهي تدخل في التداوي المباح الذي قال فيه النبي, صلي الله عليه واله وسلم:( تداووا عباد الله فما أنزل الله من داء إلا أنزل له الدواء ماعدا الموت), وعلى ضوء هذا فالتداوي لإصلاح العيوب الخلقية كإزالة أصبع زائد أو شعر كثيف فيجب على الإنسان إصلاح هذا من باب تحسين الهيئة, ولابد أن يفرق بين تحسين الهيئة وبين تغيير خلق الله, عز وجل, فتغيير الخلقة يراد به تحويل العضو عن طبيعته الإلهية إلى شيء آخر, لاستعمال شيء محرم, فمثلا ارتداء عدسة لاصقة طبية في العين لإصلاح قصور في النظر هذا جائز أما ارتداء العدسة نفسها, ولكن ملونة للتدليس على خاطب أو الخداع فهذا حرام, إذن هناك فرق ما بين تحسين الهيئة وتغيير الخلقة” .
من جانبه يقول الشيخ ثامر محمد العيساوي “إن الله خلق الإنسان وكرمه وجعله في أحسن صورة, فقال الله تعالى:( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم), والله سبحانه وتعالى حفظ للإنسان تكوينه ونوع في هذا التكوين, وتنوعت الأجناس في خلق الله سبحانه وتعالى لتتناسب مع البيئة, وبالتالي, فإن إحداث أي نوع من التغيير أو التعديل دونما سبب جوهري أو ضروري يقرر أهل الخبرة من الأطباء المحايدين فهو حرام إلا أن تكون هذه العمليات لابد منها, وتمثل مصلحة ضرورية للإنسان, وليس بقصد تغيير شكل ككسر عظمة الأنف المعوجة بغرض إصلاحها, كي يستطيع صاحبها أن يتنفس بطريقة سوية, أو عمليات تقويم الأسنان التي أصابها التسوس والمرض أو الشرائح التي تصلح بها عظام الإنسان لتسهيل حركته نتيجة إصابة من الإصابات”.
ويضيف العيساوي “في بعض الاوقات يقرر الأطباء إجراء عمليات مثل شفط الدهون في حالة السمنة المفرطة للرجل كي يستطيع القلب القيام بوظائفه وتفادي أمراض السكر وضغط الدم ونحو ذلك, فهذه العمليات لا تعد عمليات تجميلية, وإنما هي عمليات طبية لسلامة المريض, ومثلها عملية ترقيع الجلد الظاهر الخارجي بعمليات ترقيع من أماكن أخرى من داخل الجسد إثر عمليات الحريق الشديد في المناطق الظاهرة كالوجه وغيره”.
ويشير العيساوي “إلى ما شاع بين الرجال واتسعت المسألة بعد أن كانت مقتصرة على بعض أصحاب المهن والحرف فانشغل الناس بها مثل عمليات تصغير الأنف وتضخيم الشفتين, وحقن الصدر بمواد السيلكون, وغيرها, وذلك بغرض لفت أنظار الناس وعلى عكس الناموس الكوني الذي جعله الله في أن خلايا الجسد تكبر وتتعرض للشيخوخة وأن عوامل السن تدخل تغييرا على شكل الإنسان الخارجي, وهذا أمر طبيعي, قصده المولى عز وجل, فالشيخوخة آتية والهرم قادم, وكل مرحلة لها عبادتها وآدابها وأحكامها, وتظهر رخص المولى عز وجل للكبار في تخفيف الأعباء عليهم, فإذا ما خالف الإنسان السنن الكونية بغير ضرورة ولا عذر طبي فإن الإثم واقع لا محالة على الإنسان نفسه وعلى الطبيب القائم بالعملية, وهذا ما يتحقق الآن, ويتحول كسبهم إلى الكسب غير الحلال, والنبي, صلى الله عليه واله وسلم, أمرنا بتحري الكسب الحلال, وقال إن الحرام يأكل الحلال, كما تأكل النار الحطب, لأنهم بهذا يساهمون في إغواء الناس ليس إلا لهذا الكسب غير المشروع فينالون غضب الله عز وجل, ويحرمون من بركة الرزق, وهم أعلم الناس بهذا”.
ويقول الدكتور محمد عطا، باحث في علم الاجتماع” ان الانفتاح الذي يعيشه مجتمعنا العراقي في مختلف المجالات جعل الشاب ينتقل بعقليته من الالتزام بمعتقدات هذا المجتمع الى عقلية منفتحة اقتصاديا (الربح ،والمغامرة ) ، فاصبح الشاب العراقي الان يتابع المشاهير وكل ما هو مستحدث وغريب عن المجتمع العراقي ،فالحرية المتاحة، ومحاولة تقليد الاصدقاء، وبالذات لدى شريحة الفتيان، فضلا على أن اصحاب مراكز التجميل الذين هم بالاصل اصحاب محل حلاقة ، لم يعد كما كان في السابق، من نواحٍ عدة وخاصة من الناحية العمرية،بالاضافة الى مواكبة الموضة و توفير ما يطلبه الزبائن من استخدام المبيضات ومستلزمات التجميل والمكياج التي تعودنا على سماع استعمالها من قبل الفتيات فقط ، فهو اليوم اقرب عقلية لزبائنه.
واضاف “لقد تغيّرت نماذج المثل العليا، فالوقت الحاضر يشهد تصدر الذكور ذوي الجمال الانثوي، وخصوصاً في الاعلام والسينما”.
وخلاصة القول ان ظاهرة وضع المكياج ومستحضرات التجميل واجراء مختلف العمليات التجميلية من غير حاجتها ، اثرت بشكل سلبي على شخصية الشباب العراقي الذي يتميز بقوة الشخصية والغيرة العالية والتي تميز بها مجتمعنا العراقي عن باقي المجتمعات العربية ، فعلى الاسرة ان تنتبه لما يقوم به الابناء وتتابعهم وتسعى للرجوع الى قيم المجتمع العراقي الاصيلة .