تقول نها خالد 24 سنة موظفة “بالرغم من المعاني التي يمكن ان تحملها وردة، تهدى لكل شخص ما في مناسبة معينة، تغني عن الاف الكلمات، الا ان هذا التقليد بات اليوم في حقب النسيان واشبه بقصة الف ليلة وليلة مركونة على رفوف بالية ,فالظروف والانسان تغيروا وأصبحت هنالك وسائل أخرى للتعبير عن الحالات المختلفة سواء في الحزن او الفرح كإرسال الرسائل عن طريق الموبايل او الانترنت فزمن العولمة وتقدمه فرض تراجعا لتقليد الزهور في عصرنا الحديث.
كما أكدت ريهام جعفر 20 سنة بالقول” لابديل عن لغة الورود بين بني البشر وهي لغة عالمية ينقصنا تداولها فيما بيننا، فوردة واحدة تغني عن اغلى الهدايا . وتضيف قديماً قيل “اذا كانت الوردة تميل الى اليمين: فهي تعني (انا) . أما اذا كان ميلها نحو اليسار: فهي تعني(الشخص المقابل ). واذا قدمت الوردة باليد اليمنى فهذا معنى للاحترام ، اما اذا قدمت باليد اليسرى فيدل هذا على خطر يحدق بالطرفين.لذا فهذه اللغة لايستوعبها اغلب الناس خصوصاً في عالمنا العربي الذي لايراهن على مثل هذه الاشياء.
من جهته يقول دانا نوزاد عبد الرحمن صاحب محل “الروز”لبيع الزهور في منطقة الكرادة “في مجتمعنا العراقي نقتقد كثيراً الى ثقافة الورود ودورها في خلق وتجديد العلاقات الإنسانية والاجتماعية وحتى الجمالية بعكس باقي دول العالم العربي والغربي على حد سواء ,اذ تراهم يواظبون يومياً على تزيين بيوتهم ومكاتبهم في العمل بالورود.
وفي سؤالنا هل من رواج لتجارة الورود في مجتمعنا بين نوزاد” بالرغم من قلة الإقبال على شراء الورود الطبيعية من المواطنين ، الا ان لمحلنا روادا يواصلون شراء الورد وبكلا الجنسين وخصوصاً وردة الروز “الجوري” والتي يصل سعر الواحدة منها الى “1500دينار” والتي تشهد رواجاً كبيراً لها في المناسبات والاعياد “.
الدراسة التي اجريت، اوضحت ان رؤية الأزهار المتفتحة تساعد في قدرة الإنسان على تحمل الألم فقد تم التوصل لهذه النتيجة عن طريق وضع عدد من النساء في غرفة تشبه غرف المستشفيات، و تم وضع أيدي النساء في الثلج لمعرفة مدى تحملهن للألم. كانت النتيجة أن النساء اللواتي كن محاطات بالورود المتفتحة استطعن تحمل الألم لمدة دقيقة اكثر من النساء اللواتي كن في غرفة فارغة.
واكدت الدراسة، ان الورود واستنشاق عطرها يسهم في تقوية الذاكرة، وجاءت هذه النتائج بعد تعريض مجموعة من طلاب كلية الطب لبعض الصور المعلقة في أحد الميادين ، ثم تعرض نصف العينة للرائحة قبل النوم وأثناءه ، بينما لم يتعرض النصف الاخر من العينة للرائحة أثناء النوم ، وتم قياس النتائج في اليوم التالي، حيث وجد الباحثون أن المجموعة التي استنشقت رائحة الورد أثناء النوم ، تذكرت 97 % من أماكن الصور، بينما تذكرت بقية المجموعة 86 % فقط .
ويبدو ان امانة بغداد كانت على اطلاع بنتائج هذه الدراسة وتنبهت الى قلة اعداد محال بيع الزهور في بغداد فاعلنت عن نيتها إنشاء اكشاك لبيع الزهور في المناطق ذات القيمة التراثية والحضارية في العاصمة.
واوضحت أمينة بغداد ان الهدف من هذا المشروع الذي سينطلق من ساحة التحرير وسط بغداد هو إشاعة مظاهر الحب والجمال، والترويج لثقافة اقتناء الزهور الطبيعية. واضافت ولو كتب النجاح لهذا المشروع فسنتوسع فيه ليشمل ساحة الحرية، وكهرمانة، والاعظمية، والرصيف المقابل لامانة بغداد. وستقام بورصة لبيع شتلات الزينة والزهور الطبييعة، على جزء من متنزه الزوراء على ان يفتح مجانا يومي الجمعة والسبت من كل اسبوع امام اصحاب المشاتل الاهلية.
ان فكرة تبادل الزهور الطبيعية في المناسبات المفرحة تقليد يدل على الترف والرفاه والرخاء، التي اختفت من تفاصيل حياة الكثيرين من العراقيين لما يواجهون من ظروف صعبة وقاسية.