ثقافة شعبية

ريـــــــح الجـنـــوب

علـــي المفـوعــــــر 

 

فـــي أريـاف ميـسان عـام 1929م ومن عائله فـقيرة مكونة من ولديـن و4بنات ولـد الشاعـر الحاج نعمـه غالـي الفريجـي (رحمه الله) وهو الولد الأصغـر لأب يجيد قراءة القرأن الكريــم شأنه شأن الكثير من أهالي الريف لكنه لايحسن قراءه غير القرأن ولم يكن في ذلك الوقت مدارس غير الملالي لتعليم الصغار فألحقه والده في أحداها فكان الوحيد بيـن أبناء عمومتـه وأقربائه يجـيد القراءة والكتابة عاش شاعرنا حياة الأرياف ببسـاتينها وأهـوارها وأنهـارها وبرديـها وطيــورها وتأثر ببيئتـه القـرويـة وقـدعـانى صعوبة العيش وسيطرة الأقطاع ممادفعه الى الهجرة المبكرة منها حيث وصل بغداد وهولم يتـجاوز20من عمره وبعد أستقـراره فيها أكمل دراستــه الأبتدائية وثـم ألتحق بكلية الشرطة في بغداد ليتخرج برتبة مفوض عام1963م ولي الشرف أنـي جالسته منذ طفولتي فتأثرت به وأحببته كثيرآ لعذوبة كلامه وطيبته الجنوبية حتى أني أحفظ قصائده من صغري رحمك الله يا أباهاشم ومن قصائده الجميلة التي يعانـي فيها من ألم الفراق لأهله وأحبابه في العمارة وهوبعيد عنهم في بغداد حيث قال

أحب ريـح الجنوب أتهيج يوميـــه 

                 جــي هل الريح تحمل ريح فوزيـه

                                   **************** 

جي هل ريح تحمل ريح محبوبي  

                أحــب تهب مـدام أوتـتجه صوبــي

ياريـــح الجنوب أبريح مطلوبـي

                  أنمزج وأكصد سمانا أبطــيب ليليه

                                 ****************

هب وبطيب ريــح هواي طيبها

                    دنيا الشــوك لوهبيــت تطربــــها  

غيرك ريــح ياهل ريح ماحبها 

                    وحب كل ريـــــح لوهبت جنوبيه

                                 ****************

أحب ماطولني صاير غرب منواي

             كون الريح شرجي تزيل عني الداي

بس لو صارلي مسكن شرك يهواي

             أحب الريـــــح كلها تصير غربيـــه

                                 ****************

هب ياريــــح نسم ياهوى العشاك

                 لوهبيــت تطرب كل كلب مشتاك

أنه ياريــــــح تلكانــي ألك سباك 

                   أول ماتـــمر ياريــــح مربيـــــــه

                                ****************

ياريـــــح أبتــعد يـاطارش الخلان 

                عـن درب الوشاة أوديـــرة الفتان

مر أعله اليـحب والعاشك الولهان

                 وكصد ديرتــــي وتلكاني أربيـــه 

بحكم عمله وخدمة للوطن أنتقل شاعرنا الى شمال العراق وشاء القدر ان يشاهد فتاة كرديه بالغة الجمال على حد قوله (رحمه الله) فأشغفت قلبه تلك الفتاة حتى قال متغزلآ

حــلوات مـــرن بيــــــه

                 أيحملــن ورد عصريــــه

مـــرن علي عدهن ورد

                 دلالــــــي مـردنــه مــرد

كلتلهـــن بلهجــــة كــرد 

               ويـــــن العصر هل نيـــه

ويــن العصر منواجــن 

                عـونه اليــــروح اوياجـن

كالـــن نـقــبلك لاجــــن 

                 لو متــت مــالك ديــــــه

راضي كلت بس امشي

                  ويــاجـن أضحي بكلشي

كالــن لاجن لاتـفـشـــي 

                 أســـرارك تظل مخفـيـه

مخفيـــه تبكه أســرارك

                 عـن كومـك وعـن جارك

كـالـت وجــــرب دارك 

                 عــن المـحله شـــويــــه

فرحيت أنه بهذا الشرط

                  عن داركم مترين أحط

بـس كون شيـبي يختلط

                   ويـــه زلف كرديـــــه

وي زلف كرديــه الشيب  

                لويختلط جان أيطيب

جسمي ولا ظل بيه عيب

                  والحيـل يـرجع ليــه

تألم شاعرنا لما يدور في هذا الزمان من تغير أطباع بعض البشر وكيف لا وهو أبن الجنوب بعاداته وتقاليده العشائريه الذي لايقبل بالباطل ولايسوغ الحرام بشتى أشكاله فقال مخاطبآ أصدقائه من الشعراء 

هاي وادمنه تميل أوياه الهوه

عدهم المهبول والخير سوه

ذوله عله أومايطيبها الدوه

كاع سبخه أتضر نفسها وجارها

فجاراه الشاعر الحاج عبد الحسن المفوعرالسوداني(رحمه الله)

هاي وادمنه عليها أكره السلام

مايعرفون الحلال من الحرام

لاكفر صاروا ولاظلو أسلام

هيج أسولفلك أخير أخبارها

وقال الشاعر ملاجاسم الزيدي(رحمه الله)

هاي وادمنه أصبحت شبه الرجال

أوجانت تبيض الوجه يوم النزال

للـصدك والزيــن ماخلــوا مجال

أولا تميز أخيارها من أشرارها

وللشاعرثابت السوداني(رحمه الله) رؤيه خاصه في هذا الموضوع فقال

هاي وادمنـه يـصاحب حيره

عايشه بأزمة شهامه وغيره

ضيـعت معـروفها وتدبيـره

وأصبحت تمشي بطريج أزغارها

كان شاعرنا الحاج نعمه الفريجي(رحمه الله)يتألم بألام أصدقائه ويعاني معاناتهم من العوز المادي ومن أهوال الزمان ونراه يتمنى بحصول أشياء بعيده عن أرض الواقع لكنه يجسد مايدور في داخله هذا مارأيته وسمعته وهو جالس الى جوارصديقه ورفيق دربه والدي الشاعر الحاج عبد الحسن المفوعر(رحمه الله) عندما أجلسه المرض في فراشه فقال:

علايم من سبا وحمير وطيبك

وعدوك مانكر جودك  وطيبك

أود أنه طبيب أصبح  وطيبك

وردك شاب لويحصل بديه

وقال في الدارمي

دختور أصيرن كون وادرس علم زين

وبيــــوم أردك شـــاب أبـن الثـلاثيـــن

ورغـم المـرض وألامـــه قـال المفوعر

أبهواك أبذل اشماأملك  وطيبك

أودرب الوعر أبوهاشم وطيبك

تعالجنـي أريـد أنه      وطيبك

أبجيـــتك يـاحليف الأريحيــــه

وقال في الدارمـي

لوردت مرضي يطيب وتشافه يهواي

كوم وتــعال أبســــاع وتحاجه ويــاي

شاعرنا الكبير الحاج نعه الفريجي في أخرحياته يهزه الشوق والحنين الى أيام 

الأهل وسنيين الصبى بين أبويه وأخوته 

أشبيدي أعلى الدهر عني بعدكم

أهـوج ولاشـــفت راحه بـعـدكم

الصبر يخلص يــخلاني بـعدكم

أقل من يــــوم مالــي قابليــــــه

همت هميت من حنـــي وونــي

صحت ناديت ريض لي ووني

يطارش وين كلي أهلي ووني

أنه الدنيـا تره ضاكت عليـــه

يخوتي أفراكم روحي مردها

وســافـه مالكت عدكم مردها

فوك افـراكم شــافت مـردها

عليها الهجر ضاكت بيه أذيه       

قد يهمك أيضاً

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والإعلان