الحقيقة – بغداد
الحاج عبد الحسن بن عبد الله بن سد خان بن طويرش بن جباره بن محمد بن المفوعر السوداني ولد 1340 هـ 1920م في اراضي البحاثه العائدة لعشيرة السودان قرب ناحية (مسيعيده)، يومذاك وفي الوقت الحاضر قضاء الكحلاء التابعة للواء العمارة (محافظة ميسان). ترعرع تحت رعاية ابيه فادخله الملالي لتعليم القرآن الكريم وتوفي والده وكان عمره 8 سنوات فأخلف له والده تركه ثقيله من أخواته الخمسة وأم أفقتدها الأيام والليالي القوة والحيوية فتولى رعايتهم الشيخ صيهود العجيل شيخ عشيرة السودان وخصص له راتب ابيه الذي كان يتقاضاه (حبوباً) وهو مستمر بتعلمه القراءة حتى ختم القرآن الكريم وتعلم الكتابة بدون معلم بمجهود شخصي وفي سن 12 من عمره قرض الشعر العامي (الشعبي) واجتمع بالشعراء وذوي الفهم من أبناء قومه وعقد صلات مودة وعشرة مع أبناء القرى المجاورة ممن يقرضون الشعر وحب الأدب واخذ يراسل الشعراء ويراسلونه.
نزح من العمارة في 7/ 8/ 1955 متجهآ الى بغداد بعدما كان يسكن مع المرحوم الشيخ دعير بن الشيخ صيهود آنف الذكر في منطقة من اراضي مقاطعة البحاثة. ليسكن في محلة شعبية تسمى (خان حجي محسن) وقد ارسل أليه الشيخ سعد بن صيهود أحد شيوخ السودان بواسطة البريد يعاتبه لتركه سكن أبناء عمومته في العماره فقال:
كل شخص النـزح منــكم وهـاجــر
أون عـليه كل ســـــاعـه وهـاجــر
أبضما أسـماعيل صرت أنا وهـاجــر
أركض عالسـراب أبلا وعـيــــــــه
فأجابه الحاج عبدالحسن المفوعر بألم الشوق والحنين قائلآ:
اليجر بل الدوح جـره هـاجـريــنا
أوعليـك دم دمعـنــا هـاجـريــنا
أوحياتك مـوش رغبه هـاجـريــنا
لجن ماتـنـحـمــل دوم الأذيـــــه
تم تعيينه كاتب واردة في وزارة المعارف بتاريخ 21/9/1955 ولم يشغله شاغل عن نظم الشعر والنشر في الصحف وأذيعت له عدد قصائد من دار الأذاعة العراقية ومايميز المفوعر عن أقرانه بأنه نظم في كل بحور وأوزان الشعر الشعبي, في عام 1975 تقدم بطلب خاص لأحالته على التقاعد لينصرف الى القراءة والكتابة فأصدر العديد من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة التي تبين لنا مدى حب المفوعر وتمسكه ببيئته الريفية وأهتمامه بكل تفاصيل الحياة الجنوبية بصورة عامة وعلى وجه التحديد فـي محافظـة العمــاره والكتب المطبوعه هـــــي كالأتــــي:
1ــ الألعاب الشعبية في العمارة عام1965
2ــ الشاعرة الزريجية فدعه الطبعه الأولى عام1967
والطبعة الثانية عام1990
3ــ أبوالغمسي الخزاعي عام 1968
4ــ العادات والتقاليد العشائرية في العمارة عام1990
5ــ النسب والأدب لعشيرة السودان الكندية عام2006
والكـتب المخطـوطة وهي جاهزة للطبــع:
1ــ الأمثال الريفيه في العماره ج1وج2
2ــ الحياة العامة في أرياف العماره 4أجزاء
3ــ التعريف بلهجة أهل الريف
4ــ الطبابة في الأدوية وفي الكتابة
5ــ الشعر العامي والشعراء القدامى ج1وج2
6ــ الأنغام الشعبية (ديوان)
7ــ الشعر التعليمي (ديوان)
أنتقل سكن المفوعر الى مدينة الثورة (الصدر) عام 1972في منطقة الكيارة حيث أصبح بيته قبلة الشعر والشعراء والأدباء امثال علي الخاقاني وجعفرالخليلي وفاضل الصفار وعامر رشيد السامرائي وكثيرين لايسعنا ذكرهم الأن من الرواد والشباب ليتخرج على يديه أجيال من الشعراء ومنهم رياض الوادي وغسان المكصوصي ومحمد الغريب وسعـد الربيعي وأخرين حيث تعقد أماسي شعرية وجلسات نقاشية يوميآ الى أوقات متأخرة من الليل. ومن أبوذياته التي لاتقل عن600 بيت حيث قال:
الحبك لاتـظــن كلبـي ولك سال
أوعبيط الدمع من عيني ولك سال
أونآ والــجسـم منـــي ولك سال
بــسبب فركاك ماظل حـيل بيــه
هـم أنـلام بعـد من أدك والـهم
الصبر وسجن فيافي البيد والـهم
أحباب أللي تزيح الحزن والـهم
جفوني أوكمت أون وأصفج بديــه
أنحصـر دمعي يالمفوعر ونابيع
وخضرشوك من دمعـي ونابيع
أدلل كمت بهــدومــي ونابيع
عكـب ماجـنت أنا أطـيهن عطيــه
وقال في الميمر
من زغـر سنـي خلتــي خلوني
وحجي وأصول بجالهـم خلوني
يـوم الجفوا بسـاهمهم خلوني
أوظـليت بس وحـدي ألوعـــن وفتر
طبع الصحيـبي كل وكـت بي سوله
أونهران دمعي أعلى الوجن بي سوله
للـموت أظل طــول العمر بي سوله
ألهــج بــذجره أولا أمل وتغيــــــــر
وقال في الموال:
الراس شيب أشتعل والعظم مني وهـن
ولالذلي عيش من بعد الأحبــــه وهـن
صبحت ليالي الفرح بالعكـس انا وهـن
وليالــي الأكـدار هاصــارن ألي مالهـن
نخب دليلـي أوفتت بالحشـــه مالهـن
وأفكاري أبغـيـر همـي بالدهر مالهـن
ومصـابي مصـاب سهـل لاتظـن وهـن
يعد المفوعر علما من أعلام العراق في القرن العشرين هذا ماأشار أليه الأستاذ حميد المطبعي في موسوعته الشهيرة . أنتقل شاعرنا الى جوار ربه في 30/ 11/ 2006 وقد أقامت جمعية الأدباء الشعبيين أمسية خاصة عن الراحل الكبير أستذكارآ لمنجزه التراثي الخالد يوم السبت الماضي30/ 11على قاعه منتدى بغداد الثقافي بحضورعدد كبير من النقاد والشعراء والصحفيين وجمهور غفير من متذوقين الشعر والأدب بدأ الحفل بقراءة الفاتحه على روح الفقيدالكبيروبعدها تناول سيرته الشخصيه والشعريه مسؤول الثقافة والأعلام في الجمعية الأستاذ صادق العكيلي ليلقي كلمته بعده رئيس جمعية الأدباء الشعبيين العراقيين والعرب الأستاذ جبارفرحان العكيلي الذي أثنى على جهود العاملين على هذا الأستذكار ومانحن ألا أمتداد لجيل كبير من الشعراء الذين سبقونا في ميادين العطاء وكانت تربطني علاقة طيبة مع المفوعر وقد كتبت له في أحدى الصحف في حينها وكان ذلك عام 1999(برقية مستعجلة الى عبدالحسن المفوعر لماذا هذا السبات عرفناك شاعرآ وباحثآ كبيرآ أين أنت الأن) فكان رد المفوعر بيتآ من الأبوذيه حيث قال فيه:
نهـار وليـل أونـن دوم ونظام
ولامثلي أبتلى من الربـع ونظام
تريد أكتب يبن فرحـان ونظام
وانـشــر والدهــر محـرب عليــه
ومن الشعراء الكبار المعاصرين للمفوعر الشاعرقاسم الفرطوسي الذي تحدث بألم الفراق عن رفيق دربه حيث قال تربطني بالمفوعر صداقة منذ أكثر من 25سنه كان رحمه الله أخآ وصديقآ ومنزله منتدى للشعراء لايسعني لذكرهم من الشباب والرواد وكنا نقضي أوقاتآ متأخره من الليل وفي بعض الأيام الى الصباح قراءة وشعرآ ونقاشآ فقتدك كثيرآ أبا مطشر وقد كتبت له عندما رأيت تشييع جنازته في مدينة الصدر:
سـرى ظعـنك يالمفوعـر وحسباي
أنصبت من شفت تابوتك وحسباي
بعـد شـيفـيـد تنجيمـي وحسباي
المفوعــــــر تـفـرهـــد مـن أديــه
بعدها جاء دور الأستاذ الدكتورهاشم نعمه الفريــجي قائلآ أحلى سنوات حياتي برفقة هذا الهرم العراقي الكبيـركان أبآ لي ومعلما فقد أستفد منه كثيرآ في دراستي ومؤلفاتي عن الأوزان ووفاء منــي له أقدم 3نسخ من ديوانه (الأنـغام الشعبيــه) الذي أشرفت على تنضيـده شخصيآ نسخه الى رئيـس الأتحاد الأستاذ جبارفرحان العكيلي ونسخه الى ولده الشــاعـر علـي المفوعـر والى وزارة الثقـافـه على أمل أن تتبنى المؤسسـات الثقافيه مخطوطاته التراثيــة لطبعها المفوعر أرث عـراقي يجب الحفاظ عليه ليعتلي المنصه بعـد ذلك الشاعـر الأسـتاذ التربوي شـاكر الشرقاوي قائلآ عرفـت المفوعـر في صباي وأنا أبن 12سـنة حيث كان كاتبآ فـي ثانوية المصطفى للبنين فـي مدينـة الثورة كنـت أنتهز الفرص للجلوس مع المفوعر ورغـم صغر سني ألا أنه كان يعاملني بمنتهى الحب والأحترام ويسـمعني بأذن صاغيـه ويـثني على كتاباتي وبعـد أكمالي الدراسـه وسفري الى اليمن كنت أراسله بأستمرار ولي مساجلات شعريـة كثيره معه وقد بعثت له بيتآ من الأبوذيه قلت فيه:
الشـعر لأهل الشـعر كـعبه وقبله
والمفوعـر حجـر الأســـعد وقبله
حفـظ شـعر الـذي بعــده وقبله
مصــدر للشـــعر والشـــاعريــــه
بعدها جـاء دور الناقــد الكبيـر الأسـتاذ غالــي الخزعلـي تــربطنـي بالمفـوعـر علاقـه منذ التسعينيات حيـث كان مـنزله مفتـوحآ لضيافتنا على مصرعيـــه نتناقش ونتحاور رغم أختلاف الرؤى بيننا كنت مشاكسآ له والمفوعــر دكتاتوريآ من نوع خاص بحبه للشـعــر الكلاسـيكي ورفضه في بعض الأوقـات للكتابات الحـديـثه كان (رحمـه الله) مصدرآ لي في أغلب كتاباتي وبحوثي فـمكتبته عامره بمئات الكتب وقد قصدته يومآ فقـال لي (المكتبــه أمامك أختار أللـــي تريــده أبـوأخلاص) هكـذا هو المفـوعـر رائعآ وكريـمآ رحمك الله ياابامطشر ليأتي الشاعــر وألأعلامي قاسـم البديــري رافضآ هذا الأستذكار حيث قال المفوعر لم يمت كان ومازال بيننا من الواجب أن نحتفل بمولده لابرحيــله وشعره ومؤلفاته دليل على بقاءه حيآ ولنمــد له يـــد العون فـي طباعة كتبه القيـــمه وســـأكون أنا أول المتبرعين لهذا الأرث الوطني الكبير








