تحت اشجار النخيل وامام كوخه الطيني ، اعتاد /ابو كاصد/ الفلاح الذي تجاوز عامه الخمسين انتظار /ريوكه/ أي فطوره الصباحي جالسا في /الربعة/ وعينه على /تنور/ ام كاصد الطيني الذي يلتهم /كرب/ وسعف النخيل اليابس لتخرج منه /كرص/ أي أرغفة الخبز اللذيذ..وبعد دقائق .. تظهر /المعزبة/ رفيقة دربه حاملة صينية /الريوك/ بما يشتهي ابو كاصد ، يتوسطها صحن /كيمر السدة/ وماعون دبس كربلاء و/كرص الخبز/ بالتزامن مع /قوري/ الشاي /السنكين/ المعد على ما تبقى من جمر التنور..
اهم الاخبار
ثقافة شعبية
«سدة الهندية .. ارتبط اسمها بالقيمر والبساتين»
- 17 ديسمبر, 2013
- 481 مشاهدة
الحقيقة / خاص
ويبدو ان شهرة /كيمر السدة/ والمقصود القيمر او القشطة كما يسميها البعض ، طارت الى ارجاء العراق انطلاقا من منطقة سدة الهندية موطن هذه الاكلة الشعبية التي ينفرد بها العراق ، على ما يعتقد.وسدة الهندية استحدثت اول مرة في العهد العثماني عام 1881 لتنظيم مياه نهر الفرات.وتؤكد المصادر التاريخية ان منطقة سدة الهندية نشأت على شكل قرية صغيرة بين عامي1911 1913- وبعد نموها استحدثت باسم ناحية عام 1921 واصبح اسمها /سدة الهندية/ استنادا الى السدة المقامة في عام 1881.وتفيد الروايات ان هذه السدة بنيت مرتين، الاولى الى الجنوب من موقعها الآن ، لكن المشروع فشل فاعيد بناؤه في الموقع الذي هو عليه اليوم ، وذلك بهدف رفع منسوب المياه في الانهار المتفرعة من نهر الفرات مثل شط الحلة ونهر الحسينية ونهر بني حسن.اما سبب تسميتها بالهندية فهنالك روايات عدة تناولها كتاب /تاريخ الحلة/ ، الرواية الاولى ترجع تسميها بسدة الهندية الى والدة السلطان عبد الحميد الثاني وكان اسمها /هندية/ او تكنى بالهندية.فعند زيارتها للمنطقة طالبها السكان بايصال الماء الى الحلة والقرى المجاورة فاستجابت وامرت بالتنفيذ ، فكان السد الذي انشئ من حجر الطابوق المستقدم من آثار بابل.وقد اقيم بعد ذلك نصب تذكاري عند افتتاحها عبارة عن حجرها الاساس الذي ما زال احد الشواهد في المنطقة ، وقد سطرت عليه كتابات منقوشة على الحجر بطريقة الحفر البارز تشير الى تحويل نهر الفرات عن مجراه وبناء السد لاحياء ارض الحلة وما يليها. اما الرواية الثانية فتشير الى انه في اواخر القرن الثامن عشر قدم الى العراق رجل هندي من طائفة البهرة جاء لزيارة العتبات المقدسة في العراق اسمه (اصف الدولة) وكان ثريا ذا مكانة في دولته.ولفت نظر الرجل ، افتقار المنطقة الى المياه ، فأمر بشق جدول يأخذ مياهه من نهر الفرات جنوب مدينة المسيب /50 كم شمال الحلة/.ولما شق الجدول اخذ مجراه يتوسع يوما بعد اخر ويستولي على مياه الفرات ، ما حرم مدينة الحلة وقامت الحكومة العثمانية في عهد الوالي علي رضا باشا بمحاولات شتى لاعادة المياه الى الفرات الاصلي المار بالحلة. وفي عام 1885 تحول مجرى الفرات بالكامل الى جهة فرعه المار بكربلاء .ويقول يوسف كركوش في كتابه /تاريخ الحلة/ انه ( .. ولما رأت الحكومة العثمانية ما حل بالحلة وقراها من الاضمحلال حتى اثر على خزينة الدولة حيث كانت تستفيد من اراضي الحلة امولا طائلة ، اهتمت بالامر اهتماما عظيما فاستدعت المهندس شندفير الفرنسي عام 1885 الذي بدأ العمل بها عام 1889 وللاسف من خلال تدمير قصر بخت نصر الاثري في مدينة بابل الاثرية ..).وقد عدت ناحية السدة من نواحي العراق التي امتازت بأنها كانت ميناء للقطارات القادمة من بغداد واحدى المحطات السياحية ، فكان المسافر اليها ينعم بجمال الطبيعة فيها ويتزود بأهم منتوج غذائي الا وهو/القيمر/ الذي ذاع صيته لما يمتاز به من مذاق طيب وجودة عالية حتى جعل الشعراء يذكرونه في شعرهم وشبّه خد الحبيب به لصفاته ونصاعة بياضه !وتذكر المصادر ان ناحية /سدة الهندية/ نعمت بالتيار الكهربائي منذ عام 1922 اذ سبقت في هذا الشأن مدناً عراقية كبيرة وذلك لحاجة السد للتيار الكهربائي من اجل رفع بواباته وانزالها.وفي عام 1986 شيدت سدة حديثة بدلاً من السدة القديمة وهي عبارة عن نواظم لتوزيع المياه في الانهار/شط الحلة/ ومشروع ري حلة ـ كفل ، ونهر الحسينية ، ونهر بني حسن ، ومشروع المسيب.وتعد المنطقة ، اضافة الى ذلك ، من اشهر مناطق صيد السمك وتشتهر ببساتينها الكثيفة ويطلق على احد بساتينها /ام الحمام/ بسبب الاعداد الكبيرة من الحمام التي تعبث فيه ، وثمة نهير صغير يطلق عليه /المسعودي/ ونتذكر هذا الاسم في الاغنية البغدادية القديمة /واكف على المسعودي/.








