م.م احسان العجلان / الجزء الثالث
إذ تحيل عبارة ( مارس كل فسوق العالم بالسلطة ) إلى تنوع تجربة النواب النضالية بحمل السلاح تارة وبالكلمة الحرة تارة أخرى، في محاولة لإثارة الشعب وتحريكه للوقوف بوجه الدولة، من خلال الخروج عن تعاليمها ( تعاليم الكهان ) وتسفيهها( سفه كل معابدنا ) وهذا هو جل الفكر الصوفي الثوري المعارض للدولة بسلطاتها السياسية والدينية والاقتصادية الذي وجد طريقه في الوسط الثقافي حتى وصل إلى ذروته في خمسينيات القرن الماضي، إذ جعلت عقدة المعارضة المثقف يطيل الحساب مع نفسه، قبل أن يقدم على تصرف يقربه من الدولة ،إلا أن فورة النفط وثرواته لدى الحكومات النفطية خاصة ، استطاعت إن تخفف من هدير المعارضة وتقننها من خلال جذب المثقفين إلى صفها وهذا ما جعل النواب يهاجم النفط ويدعو إلى نسف الآبار النفطية
ولتجربة أقترح النسف الاول نجدا
أدبا للنفط فإن النفط بلا أدب
إن النواب قد هاجم السلطة وتابعيها الذين حولوا الثورة الصوفية المشاعية إلى دروشة و ( تكية ) لهز الرؤوس وملئ البطون بعد أن نجحت في تصفية الثائرين الذين لهم ذات المصير الحلاجي الموعود ( لابد يشوه بعد القتل ثلاثة مرات ) صلبا وتقطيعا وإحراقا . وهذا الأمر هو ما دعى النواب إلى إطلاق صرخته المدوية الشهيرة مخاطبا رمز الثوار الأول وقطب المتصوفة الأعظم الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام بقوله :
لو جئت اليوم لحاربك الداعون إليك
وسموك شيوعيا
تأكيدا منه على انقلاب موازين الحياة الاجتماعية وعودة سيطرة القيم المادية، وانكفاء الجانب الروحي الذي يقدمه التصوف بوصفه قيمة معارضة للقيم المادية السائدة .








