قراءة / حامد كعيد الجبوري
واهماً يتصور البعض أن القصائد لا تصل للمتلقي إلا من خلال الصراخ غير المبرر من بعض الشعراء ، ولربما هذه الظاهرة أقتبست بل قل أنتحلت من الخطابات السياسية الرنانة التي يلقيها الساسة سابقاً ولاحقاً ، فأصابوا بعدواها القسم الأكبر من الشعراء ، وخاصة منهم الشعبيين ،ويلحظ الكثير من المتابعين أن الشاعر الفلاني حينما يدعى لمهرجان ما يصطحب معه ثلة من أصحابه – مدفوعي الأجر – واجبهم قول (الله) ، كلما نطق شاعرهم ولا أعرف أحياناً ماذا قال ، مردفيها بتصفيق حاد ، طالبين منه أعادة ماقال ، وأحدهم يقول (أبروح أبوك عيد أمن البداية) ، وحينما ينزل الشاعر من منصته يتسائل معهم ، كم مرة صفقوا لي ؟ فيجيب أحدهم ست مرات فيقاطعه غاضباً ، لا سبع مرات ،لأنهم يعتقدون أن القصيدة لا يمكن أن تسمى قصيدة ناضجة إلا بعدد مرات التصفيق لها ، والغريب أن مثل هذا التشويه ساد الذائقة منذ حقبة ليست بالقليلة وتحتاج لوقت الطويل لتمحى وتنسى الى الأبد .








