ثقافة شعبية

التــوكــــي وكــبـــي نـــــو

كاظم الطائي

 

لملم بعض ما يختزنه من ذاكرة متعبة والقى بنفسه على اريكة متهالكة طالما حملته في سنوات منصرمة ودندن بصوت خافت بيت من الابوذية اعتاد ان يردده كلما استذكر شيئا من الماضي مختزلا رحلته في الحياة :

زماني اسنين بالحنظل ملاني

الدهر قاسي ولا يرحم ملاني 

فلا مليت محبوبي ملاني 

هو الكطع اوصاله عليه 

وقبل ان تسافر به الذكريات الى مرافئ ومناف توقف عند حدود لعبة شعبية كانت لسان حال جيل حاصرته الموانع والمطاردة والتنكيل والاقصاء والحرمان . اللعبة التي تحدث عنها الرجل كانت عن التوكي الاكثر اتساعا في عقود مضت واظن ان بعض ملامحها لم تزل حاضرة في بعض المناطق الشعبية ولاسيما في المحافظات واهم طقوسها المعتادة رسم مربعات على الارض من خلال قطعة من الجص او اي شيء اخر يمكنه ترك اثر في بساط ارضي مقترح للعب مقسم على ثمانية مربعات ثلاثة منها عمودية ومربعان افقيان ومربع اخر وفي اخر التقسيم نجد مربعين وتوزع الارقام من واحد الى ثمانية بين الشكل الهندسي المعد بعناية لتجسيد منافسة بريئة اجتهد واضعها لتحقيق اثارة دعت الصبية بأعمار مختلفة وصبيات كثر الى مزاولتها وتمضيـــة اوقـــات هانئة في رحــابها. الخطوة الاخرى التي تتم بعد رسم شكل اللعبة اختيار نوع الحجر الذي يعتمد عليه اللاعبون في ممارسة منافستهم المرحة حسب ما متوفر من اشياء قريبة وسهلة التداول وعادة ما يكون جزءا صغيرا من طابوقة او قطعة من الكاشي وغير ذلك من مواد البناء . يرمى الحجر من قبل اللاعب نحو المربع الاول ويقفز بقدم واحدة في المربعات الفردية ويمنع الوقوف او المرور في المكان الذي يتواجد فيه الحجر واذا لمست قدم اللاعب الخطوط المرسومة او انزل قدمه الى الارض يعد خاسرا ليحل محله اخر وفي حالة نجاحه في اول خطوة يقفز بقدميه على المربعات الزوجية . ومع تكرار الفعالية بالوصول الى المربع الاخير والرقم ثمانية تبدأ اللعبة بطريقة معاكسة اذ يرمي اللاعب حجره من المربع الاخير نحو الاول ثم يغمض عينيه ويقوم بالمرور بين المربعات بقدم واحدة ويردد كلمة كبي وترده مجموعة الصبية بكلمة نو وفي حالة ملامسته خطوط المربعات او عدم رفعه احدى قدميه  تغير كلمة المجموعة من نو الى يس اشارة لخسارته المنافسة وهكذا تتم الامور مع بقية اللاعبين تباعا.

لعبة تحتمل الجنسين في مفرداتها وتتشابه تفاصيلها بين جيل وجيل وان تغيرت بعض طقوسها في اجزاء صغيرة منها لكنها تجتمع في اضفاء روح المرح وسد فراغ طويل لم تخترقه التكنولوجيا آنذاك.

قد يهمك أيضاً

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والإعلان