حامد كعيد الجبوري / تتمة الجزء الثالث
• الإدعاءات السياسية الخاوية
لي وجهة نظر خاصة بي مفادها ان السبب في نجاح ثورة العشرين هو عدم وجود قيادات سياسية ما تدخلت بشكل أو بأخر بثورة العشرين ، ولم تكن الطائفية السياسية طافية بشكل واضح على المشهد المجتمعي العراقي ، ودليلي ما أوردته من نجاحات وإخفاقات ثورة العشرين ، وحين دخلت السياسة وتبلور مفهومها بدأت تلعب على أوتار الطائفية وبدأت كل طائفة تنسب لها بطولات ثورة العشرين ، وهناك حقيقة أنتهجها الطاغية المقبور بهذا المجال وشجع عليها كثيرا ، ومعلوم للجميع ما قام به الطاغية من الإيعاز بتمثيل فلم سينمائي أسماه ( الأيام الطويلة ) ، أظهر فيه ان حادثة القطار المشهورة قد وقعت بمدينة ( الفلوجة ) ، والجميع يعلم ان الواقعة حدثت بمنطقة (السوير ) حيث مرور القطار فيها ، ويصح القول أن شيوخ وثوار الفلوجة قطعوا طريق القطار الذاهب صوب سامراء ، وبعد انتفاضة آذار الخالدة التي تشبه ثورة العشرين ، لأنها أتت هكذا على الفطرة العراقية الوطنية ، بلا أحزاب تدعيها لذا أهمل ذكرها وعدت مع النسيان ، بعد الانتفاضة المسماة بالشعبانية توجهت وفود من محافظات العراق المنتفضة لاسترضاء القائد المهزوم ، وما يذكر ذهاب وفد من محافظة المثنى برفقة ( مهوال) بصير أجهل أسمه مع أسفي الشديد وأعتقد أن أسمه (علي) ، ووقف هذا البصير أمام الطاغية المقبور وهو يحمل عصاه التي أمر الطاغية استبدالها ببندقية ( برنو) ، وبعد ان عرف ذلك البصير أين يجلس الشيوخ ومكان جلوس الطاغية أرتجل أهزوجته قائلاً
لون شعلان يدري أنباكت الثوره
جا شك التراب وطلع من كبره
عدنه عالسوير المسأله الكبره
( الشاهد عندي الشاهد ، ذوله أيتام من العشرين )
و( ذوله أيتام ) وهو يشير ببندقيته صوب جلوسهم ، ويقال ان الطاغية أدرك مقولة البصير وأوعز بإيقاف عرض فلم المسألة الكبرى .
• الخاتمة :
مما تقدم يتضح لنا جليا أن ثورة العشرين كانت حصيلة جهاد شعب عراقي بكامله وبكافة طوائفه ، وقد لعبت السياسة وخبثها لحرف تاريخ الثورة لصالحها ، وأهم منجز حصلته ثورة العشرين التي أستمرت ستة أشهر هو قيام المملكة العراقية ، ولما حصل في بلدنا العراق وما سيحصل سأضيف هذه الأهزوجة وهي من نظمي ( حامد كعيد الجبوري ) لمجمل الأهازيج التي ذكرتها
لون شعلان يدري نوصل الهل الحال
جا فلش مضيفه ولا لبسلـَه أعكال
معكورة الحيوده والردي الخيال
( أنحارب بيش أنحارب … مكسوره الفاله ومكواري ) .








